إيران.. أحكام بالإعدام وعقوبات أميركية وتنديد غربي باحتجاز "رهائن"

time reading iconدقائق القراءة - 6
حرق سيارة تابعة للشرطة الإيرانية في طهران احتجاجاً على مصرع الشابة مهسا أميني. 19 سبتمبر 2022 - REUTERS
حرق سيارة تابعة للشرطة الإيرانية في طهران احتجاجاً على مصرع الشابة مهسا أميني. 19 سبتمبر 2022 - REUTERS
طهران- وكالات

أصدر القضاء الإيراني، الأربعاء، 3 أحكام إضافية بالإعدام ضد متهمين بـ"أعمال شغب" على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية، فيما أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين كبار في الإعلام الحكومي الإيراني، ونددت دول غربية باحتجاز مواطنيها كـ"رهائن" في إيران.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر احتجاجات في عدد من المناطق إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، واعتبر مسؤولون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب". كما وجّه القضاء تهماً مختلفة لما لا يقلّ عن ألفَي موقوف.

والأربعاء، أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية بصدور 3 أحكام بالإعدام عن المحكمة الثورية على خلفية قضايا مرتبطة بـ"أعمال شغب" راهنة في محافظة طهران.

وأوضح الموقع أن أحد الذين وُجهت إليهم تهم عدة أبرزها "الافساد في الأرض"، تم الحكم عليه بالإعدام على خلفية قيامه بدهس عدد من أفراد الشرطة بسيارته، ما أدى الى وفاة أحدهم وإصابة آخرين.

واتهمت السلطات شخصاً آخر بطعن أحد عناصر قوات الأمن بسلاح أبيض، وحُكم عليه لإدانته بـ"الحرابة"، وكذلك طالت العقوبة ذاتها شخصاً ثالثاً حاول قطع الطريق وتسبب بأضرار في ممتلكات عامة ووُصف بأنه من "قادة الشغب".

5 أحكام

ومع هذه العقوبات، وصل عدد أحكام الإعدام الصادرة على خلفية قضايا مرتبطة بالاحتجاجات التي دخلت شهرها الثالث إلى 5 أحكام.

وقبل ذلك كان موقع "ميزان أونلاين" تحدث، الثلاثاء، عن حكم إعدام بحق متهم أُدين بـ"الحرابة" بسبب مزاعم تتعلق بـ"حمل السلاح الأبيض بطريقة أثارت الرعب.. وأرهب الناس في الشارع من خلال استخدام سلاح أبيض، وأضرم النار في دراجة نارية عائدة لمواطن، وهاجم وجرح شخصا بسكين".

والأحد، أفاد "ميزان" عن صدور عقوبة إعدام، هي الأولى في إطار الاحتجاجات، بحق شخص دين بتهم أبرزها "الحرابة والافساد في الأرض".

وكل الأحكام الصادرة ابتدائية وقابلة للاستئناف، وفق السلطة القضائية، في وقت لم يكشف الموقع هوية المحكوم عليهم، إلا أنه أفاد، في 29 أكتوبر الماضي، عن بدء محاكمة 5 متهمين في طهران يواجهون تهماً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

ومن هؤلاء محمد قبادلو، الذي يُحاكَم بتهمة "الإفساد في الأرض" بسبب "مهاجمته أفراد الشرطة بسيارة، ما أدى لوفاة عنصر وإصابة 5 آخرين"، وسعيد شيرازي بتهمة مماثلة لـ"تحريضه الشعب على ارتكاب جرائم"، وكل من سامان صيدي ومحمد بروغني ومحسن رضا زاده الذين كانوا يواجهون تهمة "الحرابة".

وسبق للسلطة القضائية أن أعلنت توجيه الاتهام الى أكثر من ألفي شخص على خلفية الاحتجاجات، علماً بأن عدداً منهم يواجهون تهماً قد تصل عقوبتها للإعدام.

ودعا خبراء لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران، الجمعة، إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوباتها للإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات.

ووفق منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً لها، تحتل إيران المرتبة الثانية عالمياً خلف الصين على صعيد تنفيذ أحكام الاعدام، والتي بلغت 314 على الأقل خلال العام 2021.

عقوبات أميركية

وفرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات على 6 موظفين كبار في في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، التي تتهمها واشنطن ببث مئات الاعترافات التي أدلى بها معتقلون تحت الضغط.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن المؤسسة الإعلامية الإيرانية تعمل "كأداة حاسمة في حملة القمع والرقابة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد شعبها".

وأضافت الوزارة أن المؤسسة أنتجت وبثت مقابلات مع أشخاص أُجبروا على الاعتراف بأن أقاربهم لم يقتلوا على أيدي السلطات الإيرانية خلال الاحتجاجات الأخيرة، لكنهم ماتوا لأسباب لا علاقة لها بالمظاهرات.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون، في البيان، إن "اعتماد الحكومة الإيرانية المنهجي على الاعترافات القسرية يوضح رفض الحكومة قول الحقيقة لمواطنيها والمجتمع الدولي".

وأضاف أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم الشعب الإيراني وهو يواصل احتجاجاته السلمية"، موضحاً أن واشنطن ستواصل محاسبة الحكومة الإيرانية على انتهاكات حقوق الإنسان والرقابة.

اتهامات غربية

كما اتهمت فرنسا وبريطانيا إيران، الأربعاء، بتعريض مواطنيهما للخطر وذلك بعد أن قالت طهران إن سلطاتها ألقت القبض على عملاء للمخابرات الفرنسية خلال الاحتجاجات المناوئة للحكومة.

وتتهم طهران خصومها الغربيين بتأجيج الاحتجاجات التي تعم إيران، وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي، الأربعاء، إنه "تم اعتقال أشخاص من جنسيات أخرى في أعمال الشغب، لعب بعضهم دوراً كبيراً.. كانت هناك عناصر من وكالة الاستخبارات الفرنسية وسيتم التعامل معهم وفقاً للقانون".

ونفت فرنسا تصريحات وزارة الداخلية الإيرانية عن اعتقال من تصفهم بأنهم عناصر من الاستخبارات الفرنسية، وطالبت بإطلاق سراح جميع مواطنيها المحتجزين في إيران.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للصحفيين في قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا، إن إيران تتعامل بعدوانية متزايدة "باحتجازها غير المقبول لرهائن".

وأضاف: "أحث إيران على العودة إلى الهدوء وروح التعاون. وأدعوها إلى احترام الاستقرار الإقليمي وكذلك المواطنين الفرنسيين".

وتقول باريس إن 7 فرنسيين اعتقلوا في إيران.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، في باريس، إن الوقت حان كي تقوم الدول برد فعل منسق على اعتقال مواطنيها في إيران بغرض "أخذ رهائن كورقة تفاوض ولأسباب سياسية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات