واشنطن لرئيس الوزراء العراقي: لن نتعامل مع مسؤولين مرتبطين بـ"تنظيمات إرهابية"

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال التصويت على حكومته في البرلمان بالعاصمة بغداد. 27 أكتوبر 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال التصويت على حكومته في البرلمان بالعاصمة بغداد. 27 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني أنها لن تتعامل مع الوزراء وكبار المسؤولين المرتبطين بالجماعات المسلحة الشيعية التي صنفتها الولايات المتحدة "منظمات إرهابية"، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين، الأمر الذي نفاه مصدر حكومي عراقي.

وأصبح السوداني رئيساً للوزراء بعدما أيدته الفصائل الموالية لإيران في البرلمان العراقي، والمعروفة باسم "الإطار التنسيقي"، وتشمل هذه الفصائل بعض الجماعات المسلحة المدرجة على قائمة "المنظمات الإرهابية" الأجنبية للولايات المتحدة.

وقال المصدران اللذان تحدثا إلى "إكسيوس" إن إدارة بايدن قررت بالفعل أنها لن تعمل مع وزير التعليم العالي نعيم العبودي لكونه عضواً في "عصائب أهل الحق"، وهي جماعة مسلحة شيعية تموّلها إيران وصنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية".

وتشعر الولايات المتحدة بالقلق أيضاً إزاء ربيع نادر الذي تم تعيينه لرئاسة المكتب الصحافي لرئيس الوزراء العراقي، وكان قد عمل سابقاً في وسائل الإعلام التابعة لـ"عصائب أهل الحق" ومع "كتائب حزب الله"، والأخيرة جماعة مسلحة شيعية أيضاً صنفتها الولايات المتحدة "جماعة إرهابية".

واشنطن تنتظر الأفعال

منذ توليه منصبه قبل أقل من 3 أسابيع، التقت السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي، رئيس الوزراء العراقي 5 مرات، وفقاً للمصدرين اللذين أشارا إلى أن رومانوسكي أبلغت السوداني بالسياسة الأميركية في ما يتعلق بالتعامل مع وزراء الحكومة والمسؤولين المرتبطين بالجماعات المسلحة.

كما تم نقل الرسالة نفسها إلى الحكومة العراقية من قبل مسؤولين آخرين في إدارة بايدن، بحسب المصدرين، بينما رفض البيت الأبيض التعليق على الارتباطات الدبلوماسية مع الحكومة العراقية.

ومع ذلك، تخطط الولايات المتحدة للعمل إلى حد كبير مع الحكومة العراقية الجديدة والسوداني وإعطائهما فرصة، لا سيما أن العراق يُعد شريكاً رئيسياً لإدارة بايدن في المنطقة، في ظل العديد من المصالح الأمنية والاقتصادية الأميركية التي تحتاج الإدارة للحفاظ عليها.

وذكر المصدران أن إدارة بايدن راضية عن المشاركة البناءة مع محمد شياع السوداني التي شهدتها حتى الآن، وأضافا أن الولايات المتحدة ستحكم على استقلال رئيس الوزراء الجديد عن النفوذ الإيراني من خلال أفعاله.

ونقل "أكسيوس" عن المصدرين قولهما أيضاً إن إدارة بايدن قلقة من إمكانية ألا يكون للسوداني سيطرة كافية على الميليشيات الشيعية.

وأوضحا أنه "إذا زادت الجماعات المسلحة من هجماتها ضد القوات الأميركية في البلاد، فقد يغيّر ذلك سياسة إدارة بايدن تجاه الحكومة العراقية".

نفي عراقي

في المقابل، نفى مصدر حكومي عراقي أن يكون رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد تلقى رسالة من الأميركيين بشأن عدم التعامل مع بعض الوزراء.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المصدر قوله إنه "لا صحة لما يشاع عن إيصال الأميركيين رسائل للسوداني بهذا الشأن".

وأضاف أن "أغلب المسؤولين الأميركيين كرروا للسوداني وللزعامات السياسية رسائل كانت تتضمن الدعم والمساندة والرغبة الجادة في إقامة أفضل العلاقات".

وفي أكتوبر الماضي، قالت ألينا رومانوسكي إن "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" بين واشنطن وبغداد هي التي ستوجّه علاقة الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة في العراق.

وأضافت عبر "تويتر" أن "التقدم في تحقيق مصالحنا المشتركة مهم للعراقيين: عراق يُحارب الفساد ويخلق فرص العمل، ومستقر من خلال مؤسسات أمنية حكومية قوية وخالٍ من (تنظيم) داعش، ومرن للتعامل مع التغير المناخي".

في عام 2008، وقّع العراق مع الولايات المتحدة اتفاقية "الإطار الاستراتيجي" التي تخص التعاون والصداقة، وتتضمن 11 بنداً تتناول المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات