وزير الدفاع الأميركي: الناتو لا يسعى للصدام مع روسيا وتحركات الصين "استفزازية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي بمقر "البنتاجون" في فرجينيا عقب اجتماع افتراضي بشأن أوكرانيا. 16 نوفمبر 2022. - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي بمقر "البنتاجون" في فرجينيا عقب اجتماع افتراضي بشأن أوكرانيا. 16 نوفمبر 2022. - REUTERS
دبي/ واشنطن-الشرقوكالات

حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، من أن الصين وروسيا تسعيان إلى عالم تُستخدم فيه القوة لحل النزاعات، لكنه أكد أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا يسعى إلى الصدام مع روسيا ولن ينجر إلى الصراع في أوكرانيا.

وقال أوستن، في "منتدى هاليفاكس الدولي" للأمن في كندا، إن "الناتو حلف دفاعي ولا يسعى إلى الصدام مع روسيا، ولا يشكل تهديداً لها".

وشدد أوستن على أن "من المؤكد أننا (الناتو) لن ننجر إلى الحرب"، في أوكرانيا حالياً.

وأشار أوستن إلى أن الحرب التي تشنها موسكو على كييف "سلّطت الضوء على التحدي الذي نواجهه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ حيث تدفع (الصين) أيضا باتّجاه بعيد جداً عن رؤيتنا لنظام دولي حر ومستقر ومنفتح".

وقال إن "بكين وعلى غرار موسكو، تسعى إلى عالم الغلبة فيه للأقوى، وتحل فيه النزاعات بالقوة، ويمكن فيه للحكام المستبدين أن يطفئوا شعلة الحرية".

وأضاف وزير الدفاع الأميركي أن أنشطة الصين حول تايوان "استفزازية بشكل متزايد"، مع تحليق طائرات صينية على مقربة من الجزيرة بشكل شبه يومي وتنفيذها عدداً من عمليات الاعتراض الخطيرة لطائرات الأميركيين والحلفاء.

وتعتبر واشنطن الجهود التي تبذلها الصين لإرساء واقع جديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التحدي الأكبر الذي تواجهه الولايات المتحدة.

وأشارت استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية، التي نُشرت الشهر الماضي، إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلّط الضوء على "التهديدات الحادة" التي تشكّلها موسكو، والتي تعمل واشنطن على ردعها.

في خطابه السبت ربط أوستن بين التحديين، وقال إنه إذا تمكنت دولة ما من الإفلات من المحاسبة على الانتهاكات، فستحذو حذوها دول أخرى.

وقال أوستن: "لا تزال هناك قواعد للحرب"، وحذّر من أن انتهاك قوة عظمى هذه القواعد "سيشجّع دولاً أخرى على تحدي القانون الدولي والمعايير الدولية".

وتابع: "نحن مصمّمون على الدفاع عن هذه القواعد، وخصوصاً المبدأ الأساسي المتمثل بتمتع غير المقاتلين بالحصانة".

وقال إن "جهود موسكو لكسب دعم دول على غرار إيران وكوريا الشمالية تخلق تحديات أمنية جديدة للولايات المتحدة وحلفائها".

وتابع: "لجأت روسيا إلى إيران وكوريا الشمالية لمساعدتها في هجومها على أوكرانيا، لا سيما بواسطة مسيّرات إيرانية لقتل مدنيين أوكرانيين".

وأشارت واشنطن إلى وجود إيرانيين في شبه جزيرة القرم لمساعدة روسيا في تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على أوكرانيا، وهو ما نفته طهران.

وقال أوستن إن أوكرانيا على أبواب شتاء قاسٍ، وإن موسكو قد تلوّح مجدداً بالسلاح النووي بعد تكبّدها خسائر في ساحة المعركة، وتعهّد بأن تتصدى الولايات المتحدة وحلفاؤها لهذه التحديات.

وأضاف الوزير الأميركي إن الغزو الروسي يعطي لمحة عن "عالم مليء بالاستبداد والاضطرابات لا رغبة لأحد منّا بالعيش فيه".

السيطرة على الأجواء

في وقت سابق السبت، حذر كبير مستشاري السياسة في البنتاجون كولين كال من أن موسكو تأمل أيضاً في استنفاد الدفاعات الجوية الأوكرانية، التي حالت حتى الآن دون سيطرة الجيش الروسي على الأجواء فوق أوكرانيا.

وقال كال للصحافيين خلال رحلة إلى الشرق الأوسط: "إنهم يحاولون حقاً إرهاق واستنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية".

وأضاف: "نعرف ما هي نظرية النصر الروسية، ونحن ملتزمون بالتأكد من أن ذلك لن ينجح من خلال التأكد من أن الأوكرانيين يحصلون على ما يحتاجون إليه للحفاظ على دفاعاتهم الجوية قابلة للحياة".

في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، توقع الخبراء العسكريون الغربيون على نطاق واسع أن يحاول الجيش الروسي تدمير القوات الجوية والدفاعات الجوية الأوكرانية على الفور. ويعد هذا عنصراً أساسياً في الاستراتيجية العسكرية الحديثة، ما يسمح بدعم أفضل لتقدم القوات البرية.

وبدلاً من ذلك، تمكنت القوات الأوكرانية التي تحمل صواريخ أرض جو وغيرها من الدفاعات الجوية من تهديد الطائرات الروسية، ولا تزال الأجواء فوق أوكرانيا محل نزاع حتى الآن.

وكان هذا الفشل المبكر في السيطرة على الأجواء عنصراً أساسياً في مشاكل روسيا في أوكرانيا. وقال كال: "أعتقد أن أكثر الأشياء التي فاجأت الروس على الأرجح هو مدى مرونة الدفاعات الجوية الأوكرانية منذ بداية هذا الصراع".

وأضاف: "يعود السبب في جزء كبير منه إلى براعة وذكاء الأوكرانيين أنفسهم في الحفاظ على أنظمة دفاعهم الجوي قابلة للعمل. ولكن أيضاً لأن الولايات المتحدة وحلفاء وشركاء آخرين قدموا قدراً هائلاً من الدعم".

وقال كال: "قمنا بنقل الأوكرانيين نحو معدات الناتو القياسية في جميع المجالات، وليس أقلها أنظمة دفاع جوي مثل NASAMS".

كذلك، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 1400 من أنظمة ستينجر المضادة للطائرات إلى جانب رادارات مضادة للمدفعية والمراقبة الجوية لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات