تقرير عن تسريب رأي قضائي للمحكمة العليا يثير الجدل في أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 5
قضاة المحكمة الأميركية العليا في صورة جماعية - 7 أكتوبر 2022 - AFP
قضاة المحكمة الأميركية العليا في صورة جماعية - 7 أكتوبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

أثارت تصريحات زعيم ديني سابق مناهض للإجهاض في الولايات المتحدة بعلمه المسبق بنتيجة قضية نظرتها المحكمة العليا في 2014 بشأن التغطية الصحية لوسائل منع الحمل أزمة سياسية في واشنطن، مع انتقاد مشرّعين ديمقراطيين لسجل المحكمة الذي "أصبح أكثر تشوهاً".

وقال رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأميركي ديك ديربين، إن لجنته تراجع الادعاءات "الخطيرة" التي تضمنها تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يفيد بأن الزعيم السابق المناهض للإجهاض القس روب شينك، كان على عِلم مسبق بنتيجة القضية التي نظرتها المحكمة العليا في 2014.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس"، الأحد، إن تقرير الصحيفة يأتي في أعقاب التسريب المذهل في وقت سابق من هذا العام لمسودة رأي في القضية التي ألغت فيها المحكمة العليا حكم قضية "رو ضد وايد"، منهية الحماية الدستورية للإجهاض في يونيو الماضي، مشيرة إلى أن القاضي الذي صاغ القرار في القضيتين هو سامويل أليتو.

ونقلت "نيويورك تايمز" في تقريرها الذي نشرته، السبت الماضي، عن القس روب شينك قوله إنه علم بنتيجة قضية "بورويل ضد هوبي لوبي" قبل أسابيع من الإعلان عن القرار في 2014.

ونص القرار الذي صاغه القاضي أليتو على أن الشركات التي لديها اعتراضات دينية،  يمكنها تجنب متطلبات وسائل منع الحمل في تشريعات قانون الرعاية الصحية الذي أقرّه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

"علاقات مع القضاة المحافظين"

قال شينك الذي ترأس سابقاً مجموعة "الإيمان والعمل"، في مقابلات مؤخراً مع مجلتَي "بوليتيكو" و"رولينج ستون"، إنه كان جزءاً من جهد منسق لإقامة علاقات اجتماعية مع القضاة المحافظين.

وأضاف لـ"نيويورك تايمز" أن المعلومات المتعلقة بقرار قضية "بورويل ضد هوبي لوبي" جاءت من جيل رايت، وهي إحدى المتبرعات لمجموعته والتي كانت جزءاً من جهود التواصل مع القضاة، إذ إنها تناولت العشاء في إحدى المرات مع القاضي أليتو وزوجته.

ولكن رايت نفت الحصول على أي معلومات أو مشاركتها مع آخرين، في مقابلة مع الصحيفة الأميركية.

نشرت "نيويورك تايمز" رسالة قال فيها شينك إنه كتب إلى كبير قضاة المحكمة العليا جون روبرتس في يوليو الماضي، ينبهه إلى الانتهاك المزعوم قبل سنوات، كما قال له إنه يعتقد أن هذه المعلومات قد تكون جزءاً من التحقيق في تسريب القرار الخاص بالإجهاض.

"ادعاءات خطيرة"

من جانبه قال رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي ديك ديربين في بيان، السبت الماضي، إن اللجنة "تراجع هذه الادعاءات الخطيرة"، داعياً أعضاء الكونجرس الآخرين لتمرير مشروع قانون يطالب المحكمة العليا باعتماد مدونة أخلاقيات.

كما أصدر اثنان من زملائه الديمقراطيين وهما السيناتور شيلدون وايتهاوس، والنائب هانك جونسون الذي يرأس اللجان الفرعية للمحاكم، بياناً مشتركاً وصفا فيه تقرير الصحيفة الأميركية بأنه "نقطة سوداء أخرى في السجل الأخلاقي للمحكمة العليا الذي بات يزداد تشوهاً".

وقالا إنهما "يعتزمان الوصول إلى صلب هذه الادعاءات الخطيرة"، كما حث البيان على تمرير مدونة الأخلاقيات أيضاً.

أليتو ينفي

نفى أليتو بشكل قاطع أن يكون قد كشف عن نتيجة القضية، وحصلت "أسوشيتد برس" على بيانه الكامل من المحكمة والذي قال فيه إن"الادعاء بأنه تم إخبار رايت بنتيجة القرار في قضية (هوبي لوبي) أو برأي المحكمة فيه، من قِبلي أو من قبل زوجتي، هو ادعاء خاطئ تماماً".

وقال إنه وزوجته تعرفا إلى عائلة جيل رايت منذ بضع سنوات بسبب دعمهما القوي للجمعية التاريخية للمحكمة العليا، ومنذ ذلك الحين بات لدينا علاقة اجتماعية "غير رسمية".

وتابع أليتو الذي عيّنه الرئيس الأميركي الأسبق جورج دابليو بوش في المحكمة عام 2006: "لم ألاحظ أبداً أي جهد من جانب رايت للحصول على معلومات سرية أو للتأثير على أي شيء قمت به سواء بصفة رسمية أو بشكل خاص".

وتابع: "إني كنت سأعترض بشدة في حال فعلوا ذلك، وليس لديّ أي علم بأي تحركات يُزعم أنهم قاموا بها من أجل مجموعة (الإيمان والعمل) أو أي مجموعة أخرى مماثلة، وسأشعر بالصدمة في حال كانت هذه الادعاءات صحيحة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات