أكدت مصادر سودانية لـ" الشرق"، الاثنين، أن القوات البحرية السودانية اتفقت مع نظيرتها الروسية على إبقاء فرقاطتها "أدميرال غريغوروفيتش" والتي وصلت ميناء بورتسودان، حتى الأربعاء المقبل.
وتزامن بقاء الفرقاطة الروسية، مع وصول المدمرة الأميركية "يو إس إس ونستون تشرشل"، صباح الاثنين، إلى الميناء ذاته.
وأوضحت المصادر، أن "روسيا تسعى لتثبيت ما تم الاتفاق بشأنه في وقت سابق من إنشاء قاعدة عسكرية خاصة بها في السودان".
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، الأحد، نقلاً عن بيان من الأسطول الروسي، أن الفرقاطة "أدميرال غريغوروفيتش" وصلت إلى ميناء سوداني، وتنوي روسيا إقامة قاعدة بحرية فيه.
وأكد بيان الأسطول الروسي، أن طاقم الفرقاطة "أدميرال غريغوروفيتش" المزودة بصواريخ "كاليبر"، زار مدينة بورتسودان التي ستستضيف مركزاً لوجستياً للبحرية الروسية، بموجب الاتفاق المبرم بين حكومتي موسكو والخرطوم.
وأشار البيان إلى أن الزيارة تستهدف إعادة تمويل السفينة، واستراحة طاقمها، بعد مشاركتها في مناورات "أمان 2021" الدولية التي نظمت في بحر العرب، منتصف فبراير الماضي.
بدورها، قالت وزارة الدفاع السودانية في بيان، إن زيارة السفينة الروسية تأتي في إطار "الأنشطة المعتادة"، مشيراً إلى أنه "تمت إجراءات الاستقبال حسب التقاليد البحرية العسكرية العالمية المتعارف عليها، وحيا قائد السفينة كل الجهات التي شاركت في حفل الاستقبال بالميناء".
وأضافت: "تعتبر زيارة السفينة الروسية واحدة من النشاطات المعتادة في العلاقات الدبلوماسية بين القوى البحرية العالمية، وكتقليد متبع بين الجيوش".
القاعدة الروسية
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقر في نوفمبر الماضي، إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان في اتفاق مع الخرطوم، يمكنها من استقبال السفن التي تعمل بالطاقة النووية، على ألا يزيد عددها في وقت واحد على 4، وألا يتجاوز الحد الأقصى لعدد أفراد المركز 300 شخص.
وينص الاتفاق على أن تعرب الخرطوم لموسكو عن موافقتها على إنشاء ونشر مركز لوجستي على أراضيها، وتطوير وتحديث بنيته التحتية، لصيانة السفن الحربية الروسية وتموينها، واستراحة أفراد طواقمها.
ورأى كثير من المراقبين حينها، أن لهذه الاتفاقية التي تمتد لـ25 عاماً، أبعاداً كبيرة ومهمة للمنطقة، وأشار خبراء استراتيجيون إلى أن أغلب تسليح الجيش السوداني مصدره روسي، وأن القوات المسلحة السودانية تحتاج إلى موسكو، لإمدادها بقطع الغيار، فضلاً عن أن الصناعات الثقيلة للجيش السوداني قائمة على التعاون مع شركات روسية.
المدمرة الأميركية
وفي المقابل، أعلن القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في السودان براين شوكان، الاثنين، وصول المدمرة الأميركية "يو إس إس ونستون تشرشل"، حيث كان في استقبالها قائد البحرية السودانية وعدد من الدبلوماسيين الأميركيين.
وقال القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم، في تغريدة على "تويتر": "استقبلت اليوم (يو إس إس ونستون تشرشل) في بورتسودان"، مشيراً إلى أن "هذه الزيارة التاريخية تظهر دعم الولايات المتحدة الأميركية للانتقال الديمقراطي في السودان، ورغبتنا في عهد جديد من التعاون والشراكة مع السودان".
وكانت سفينة النقل السريع "يو إس إن إس كارسون سيتي" رست الأربعاء الماضي، في بورتسودان، وكانت "أول سفينة تابعة للبحرية الأميركية تصل السودان منذ عقود" كما قالت السفارة الأميركية في الخرطوم في بيان.