وقّعت السعودية والصين عدداً من الاتفاقات في مجالات عدة، منها الطاقة والاستثمارات، بعد اجتماع الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الصيني شي جين بينج في الرياض، الخميس، في قمة استعرضت العلاقات العميقة والمتنامية خارج نطاق النفط.
ووقّع الملك سلمان، وشي جين بينج، الاتفاقات في قصر اليمامة، والتي شهدها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. وتضمنت اتفاقية شراكة استراتيجية وخطة تنسيق بين رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تقليص اعتماد الاقتصاد على النفط، ومبادرة الحزام والطريق الصينية.
كما تم توقيع مذكرات تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية والطاقة الشمسية والاستثمارات المباشرة، وكذلك في مجالات الاقتصاد الرقمي. إضافة إلى اتفاقية بين البلدين للتعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية.
وشملت مذكرات التفاهم أيضاً مجال تشجيع الاستثمار المباشر، والتعاون لتعليم اللغة الصينية، إضافة إلى خطة عمل لتفعيل بنود مذكرة التعاون في مجال الإسكان.
واستعرض الملك سلمان والرئيس الصيني "أوجه الشراكة بين السعودية والصين، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يتلاءم مع رؤيتهما، وبحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة"، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وكان الرئيس الصيني وصل الأربعاء إلى الرياض في زيارة تستغرق 3 أيام، يحضر خلالها 3 قمم سعودية وخليجية وعربية مع الصين، في أول زيارة له إلى السعودية منذ عام 2016.
شراكة في الاقتصاد الرقمي
والخميس، وقَّعت السعودية والصين، شراكة استراتيجية للتعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي، لوضع إطار للتعاون، يشمل مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز البحث والابتكار في مجال التقنيات الناشئة، إضافةً إلى تحسين جوانب البنية التحتية للاتصالات، وتمكين نمو ريادة الأعمال الرقمية من خلال نماذج الأعمال الناشئة كالتقنية المالية والتجارة الإلكترونية.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن التعاون يشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة المتقدمة وتقنية المعلومات الكمية، إضافة إلى الروبوتات والمعدات الذكية، والعمل على تطوير تقنياتها وتطبيقاتها لأغراض صناعية وتجارية، كما سيعززان تعاونهما بموجب المذكرة في مجالي الجيل الحديث من تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة والتقنيات الناشئة.
وفي إطار الشراكة سيتعاون الجانبان في مجال تطبيقات التقنيات الرقمية، وإدارة طيف ترددات الراديو، إضافة إلى تعاونهما في تطوير وبناء القدرات المحلية في مراكز الاتصال والبيانات، وتطوير المنصات الرقمية وخدمات الحوسبة السحابية، وتوسيع مشاريع الكابلات البحري.
وسيعمل الجانبان السعودي والصيني على تنفيذ بنود شراكتهما من خلال تبادل المعلومات والخبرات، وتنشيط الزيارات بين الخبراء والمختصين من الجانبين، وتنظيم المؤتمرات والندوات وجلسات العمل.
شراكات في مجالات الطاقة
والأربعاء، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن بلاده "ستظل شريك الصين الموثوق به والمعوّل عليه" في ما يتعلق بمجال الطاقة، مؤكّداً أهمية تبادل الآراء بينهما باستمرار، بصفتهما من أهم الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة عالمياً.
وبحسب تصريحات وزير الطاقة، فإن مجالات التعاون بين الرياض وبكين تشمل مشروعات تحويل البترول الخام إلى بتروكيماويات، ومجال الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، والمشروعات الكهربائية، والاستخدامات السلميّة للطاقة النووية.
وأشار إلى سعي البلدين لتعزيز التعاون في سلاسل إمدادات قطاع الطاقة، عن طريق إنشاء مركز إقليمي في السعودية، للمصانع الصينية، للاستفادة من موقع المملكة المميز بين 3 قارات.
وكانت وكالة الأنباء السعودية نشرت تفاصيل محدودة بشأن الاتفاقيات، والتي تضمنت أيضاً اتفاقيات في قطاعات أخرى مثل تكنولوجيا المعلومات، والخدمات السحابية، والنقل، والخدمات اللوجستية، والصناعات الطبية، والإسكان، والبناء.
34 اتفاقية استثمارية
وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، في لقاء مع "اقتصاد الشرق" الأربعاء، إن 34 اتفاقية استثمارية تم توقيعها بين شركات البلدين، في إطار زيارة شي جين بينج إلى الرياض.
وأضاف أن هذه الاتفاقات تخطت بشكل كبير المجالات التقليدية التي تعودنا عليها في الشراكات بين المملكة العربية السعودية والصين.
وتابع: "الاتفاقات التي وقعناها اليوم تفوق عشرات المليارات من الدولارات"، دون إعطاء رقم محدد، لافتاً إلى أن "بعض هذه الاستثمارات لها رقم محدد، بينما أغلبها في مرحلة الدراسة أو يستهدف استثمارات على نطاقات من الاستثمارات المحتملة".
وشملت الاتفاقيات المعلن عنها الخميس واحدة مع شركة "هواوي" الصينية بشأن الحوسبة السحابية ومجمعات الإنترنت عالية السرعة في السعودية، واتفاقية أخرى لبناء مصنع للألمنيوم تم توقيعها بين وزارة الاستثمار السعودية ومجموعة "شاندونج للابتكار" (Shandong Innovation Group). كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإقامة مشروع لتكسير الهيدروجين.
وبدأت السعودية العمل على تأسيس منشأة كبيرة للهيدروجين الأخضر في "نيوم" على البحر الأحمر. سيتم توليد الهيدروجين الأخضر، وهو وقود يُنظر إليه على أنه حاسم في التحول العالمي إلى طاقة أنظف، باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
بحسب وثيقة الاتفاقيات الصادرة عن وزارة الاستثمار السعودية، جرى توقيع مذكرات تفاهم للتعاون مع 3 شركات مقاولات صينية حكومية، لبناء 300 ألف وحدة سكنية بالسعودية بالشراكة مع المطورين العقاريين والمقاولين المؤهلين، على أن يتمّ تسليم 5 آلاف إلى 10 آلاف وحدة سكنية سنوياً.
كما وُقِّعت مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في المملكة بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف سيارة سنوياً.
هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: