"55 مليار دولار وزيارة في 2023".. بايدن يسعى لتضييق الفجوة مع إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خاطباً بشأن برنامج إعفاء الطلاب من القروض في البيت الأبيض، 17 أكتوبر 2022. - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خاطباً بشأن برنامج إعفاء الطلاب من القروض في البيت الأبيض، 17 أكتوبر 2022. - REUTERS
واشنطن- الشرق

يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، قادة من إفريقيا في قمة، تسعى من خلالها واشنطن إلى إعادة بناء دورها وتضييق فجوة الثقة مع القارة السمراء وسط التنافس المحموم مع غريميها الصين وروسيا.

وبحسب وكالة "رويترز"، سيتم الإعلان خلال القمة التي ستستمر لثلاثة أيام (13-15 ديسمبر) عن التزام الولايات المتحدة بتقديم 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة. فيما قال مصدران مطلعان على الخطط بشأن القمة لموقع "أكسيوس"، إنَّ بايدن يخطط للقيام برحلة إلى دول إفريقية عدة العام المقبل.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحافيين، الاثنين، إنَّ بايدن سيستضيف الأربعاء مجموعة صغيرة، من زعماء إفريقيا ليناقش معهم انتخابات 2023 والديمقراطية في القارة.

وأضاف أنَّ الرئيس الأميركي سيقيم مأدبة عشاء مساء الأربعاء لنحو 50 زعيماً إفريقياً سيشارك في القمة.

وأشار سوليفان، إلى أن الولايات المتحدة "ستضع الموارد على الطاولة" خلال القمة، مضيفاً أن بايدن سيعلن دعم الولايات المتحدة لانضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.

وكشف سوليفان أنَّ بايدن سيعين أيضاً ممثلاً خاصاً لتنفيذ الأفكار التي ستناقش خلال القمة، كما تخطط وزارة الخارجية الأميركية لتعيين السفير جوني كارسون لهذا الدور. وأضاف أن واشنطن لن "تفرض شروطاً" خلال القمة الإفريقية لدعم حرب أوكرانيا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إن إفريقيا لا تحتاج إلى مساعدات فقط، مشيراً إلى أنها تحتج إلى الابتكار أيضاً.

وأشار بلينكن خلال كلمة في حفل استقبال للمبتكرين الأفارقة كجزء من قمة القادة الأميركية الإفريقية، إلى أن "التحديات الإقليمية لا يمكننا مواجهتنا إذا لم نعمل معاً (الولايات المتحدة وإفريقيا)". 

تطلعات إفريقية

وتوقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن يعلن بايدن خلال القمة عن "دعم الولايات المتحدة للاتحاد الإفريقي ليصبح عضواً دائماً في مجموعة الدول العشرين".

واعتبرت أنَّ هذه الخطوة "من شأنها أن تمنح الدول الإفريقية جائزة طال انتظارها، ويمكن أن تسهل على بايدن تأمين تعاون الدول الإفريقية في قضايا مثل أوكرانيا، وتغير المناخ".

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، تنتظر قارة إفريقيا من بايدن تقديم بعض الالتزامات الرئيسية خلال القمة، بما في ذلك الإعلان عن زيارته الرئاسية الأولى إلى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبذل جهود لتعزيز اقتصاد القارة من خلال الاستثمارات في القطاع الخاص والتجارة وغيرها".

وفي هذا الصدد، قال مصدران مطلعان على الخطط بشأن القمة، إنَّ بايدن يخطط للقيام برحلة إلى دول إفريقية عدة العام المقبل، وأنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن ذلك في القمة، وذلك بحسب ما ذكره موقع "أكسيوس" الأميركي.

وكانت وكالة "فرانس برس"، نقلت عن مستشار رئاسي أميركي قوله إن بايدن يؤيد فكرة حصول إفريقيا على مقعد في مجلس الأمن الدولي.

وقال جاد ديفيرمونت ممثل إفريقيا في مجلس الأمن القومي، إن "هذا العقد سيكون حاسماً.. والسنوات المقبلة ستحدد الطريقة التي سيعاد فيها تنظيم العالم"، مؤكداً أن إدارة بايدن "تؤمن بقوة أن إفريقيا سيكون لديها صوت حاسم".

الاستثمار وقانون "أجوا"

وإلى جانب القمة بين بايدن والقادة الأفارقة، سيكون هناك جدول أعمال حافل بالاجتماعات الوزارية واللقاءات بين كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وإفريقيا، وذلك بحسب ما كشفته وزارة الخارجية الأميركية.

وفي هذا الصدد، تتضمن القمة منتدى وزارياً خاصاً ببحث "مستقبل علاقات التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وإفريقيا".

وسيناقش المنتدى زيادة قدرة الشركات الإفريقية على المنافسة، وتعزيز اندماجها في سلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك من خلال استراتيجيات لجذب الاستثمارات في البنية التحتية الحيوية.

كما تتضمَّن أعمال القمة اجتماعاً بين الممثلة التجارية للولايات المتحدة كاثرين تاي وعدد من وزراء التجارة الأفارقة.

ويعقد الاجتماع في إطار قانون النمو والفرص في إفريقيا "أجوا" الأميركي الذي ينصُّ على الإعفاء من الرسوم الجمركية لسلع بلدان بعينها في إفريقيا جنوب الصحراء.

وبحسب الخارجية الأميركية، سيتيح الاجتماع الوزاري منصة لمناقشة تنفيذ "قانون أجوا"، بما في ذلك تعزيز التعاون الاقتصادي، وتوسيع التجارة والاستثمار، ودعم التكامل الاقتصادي الإقليمي، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول قضايا رئيسية ذات الاهتمام المشترك والتي تؤثر على التجارة بين واشنطن وإفريقيا.

الأمن والسلام

وسيعقد خلال القمة أيضاً، منتدى عن "السلام والأمن والحوكمة"، حيث سيبحث عدد من الرؤساء الأفارقة مع مسؤولي الإدارة الأميركية في مجالات الدبلوماسية والدفاع والتنمية، مجالات الأولوية في الجانب الأمني، وكيف يمكن للولايات المتحدة والدول الإفريقية التعاون في ابتكار حلول أمنية من خلال الشراكة.

كما ستعقد جلسة خاصة لمناقشة التكيف مع المناخ والتحول العادل للطاقة على أساس الأولويات المشتركة للجانبين الأميركي والإفريقي.

وسيبحث الجانبان أيضاً قضايا الصحة، والتعاون في المجالات الرقمية والطاقة النظيفة، إضافة إلى المجتمع المدني والشباب.

الصين وروسيا

ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، تأتي القمة في وقت يتطلع فيه البيت الأبيض، إلى تضييق فجوة الثقة المتفاقمة مع إفريقيا، وهي فجوة نمت على مدى سنوات من الإحباط بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه القارة.

ويرجع قدر كبير من هذا الإحباط بحسب الوكالة، إلى التركيز الكبير على الصين وروسيا في السياسات الأميركية تجاه القارة.

وقبيل القمة، قلَّل مسؤولو الإدارة الأميركية من قلقهم المتزايد بشأن نفوذ الصين وروسيا في القارة التي تضم أكثر من 1.3 مليار شخص، ساعين بدلاً من ذلك إلى التركيز على جهودهم لتحسين التعاون مع القادة الأفارقة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير عندما سئلت عن الظل الذي ألقته الصين وروسيا على الاجتماعات: "هذه القمة هي فرصة لتعميق الشراكات التي لدينا في القارة الإفريقية"، وذلك بحسب ما نقلته "أسوشيتد برس".

وأضافت: "سنركز على جهودنا لتعزيز هذه الشراكات عبر مجموعة واسعة من القطاعات التي تمتد من الأعمال التجارية مروراً بالصحة وانتهاءً بالسلام والأمن"، مشددة على أنَّ تركيز واشنطن "سينصب على إفريقيا".

وفي ذات الاتجاه، قالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية، مولي في إنَّ "الولايات المتحدة تعطي الأولوية لعلاقتنا مع إفريقيا من أجل مصالحنا المشتركة ومن أجل شراكتنا في التعامل مع التحديات العالمية".

وأضاف: "ندرك جيداً تاريخ الحرب الباردة، كما أننا على وعي تام بالتأثير الضار للاستعمار على إفريقيا، ونسعى بجد لتجنب تكرار بعض أخطاء تلك العصور السابقة".

وبحسب "أسوشيتد برس"، تأتي هذه التصريحات في إطار تأكيد واشنطن على أنَّ الموقف من الصين وروسيا ليس المعيار الوحيد الذي تقيم به علاقاتها مع إفريقيا، كما أنَّ القارة ليست مجرد ساحة معركة مع بكين وموسكو.

ومع ذلك، فإنَّ حرب روسيا في أوكرانيا ستخيم على أجواء القمة الإفريقية الأميركية، وسط إضرار الصراع بقدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ودفع بعض الدول الإفريقية إلى حافة المجاعة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات