زيلينسكي يناقش مع بايدن "صيغة سلام".. وموسكو: حرب أميركية غير مباشرة ضدنا

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في  الكونجرس الأميركي، واشنطن، 21 ديسمبر 2022 - Bloomberg - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الكونجرس الأميركي، واشنطن، 21 ديسمبر 2022 - Bloomberg - REUTERS
دبي/واشنطن:الشرقوكالات

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال خطاب أمام الكونجرس الأميركي، الأربعاء، إنه ناقش مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض "صيغة سلام أوكرانية من 10 نقاط" لم يكشف عنها، فيما اتهم الكرملين واشنطن بـ"شن حرب غير مباشرة ضد روسيا".

وأنهى زيلينسكي زيارته إلى واشنطن، الخميس، وفق ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، فيما أشارت "بلومبرغ" إلى أنه سيسافر إلى بولندا، قبل أن يستقل القطار عائداً إلى كييف، بسبب الحظر المفروض على الطيران المدني.

وفي أول زيارة له خارج بلاده منذ بدء الحرب في فبراير الماضي، دعا زيلينسكي المشرعين إلى مواصلة دعم أوكرانيا على أساس تأييد الحزبين، وهي مسألة مهمة إذ سيسيطر الجمهوريون على الأغلبية في المجلس، يوم 3 يناير المقبل.

وقال زيلينسكي: "إنه لشرف عظيم لي أن أكون في الكونجرس وأتحدث إليكم وإلى جميع الأميركيين. في مواجهة كل سيناريوهات الدمار والكآبة، لم تسقط أوكرانيا. أوكرانيا لا تزال على قيد الحياة". وأضاف: "هزمنا روسيا في معركة الفوز بعقول العالم".

ولا توجد مؤشرات على احتمال إجراء "محادثات سلام" قريباً لإنهاء الحرب، وأبدت كلّ من موسكو وكييف استعدادهما لمواصلة القتال، لكن زيلينسكي كشف أنه ناقش مع بايدن "صيغة سلام أوكرانية من عشر نقاط"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وقال للمشرعين الأميركيين: "أنا سعيد لأن الرئيس بايدن دعم مبادرتنا للسلام اليوم. يمكن لكل منكم اليوم أيها السيدات والسادة المساعدة في التنفيذ، لضمان بقاء القيادة الأميركية صلبة، ممثلة بمجلسين، ومن حزبين".

"حرب أميركية غير مباشرة"

وقال الكرملين، الخميس، إن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لم تظهر "أي نية بالإصغاء للمخاوف الروسية"، وإن واشنطن تشن في أوكرانيا "حرباً غير مباشرة" على روسيا.

وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "حتى الآن نلاحظ بأسف أن الرئيس (الأميركي جو) بايدن والرئيس زيلينسكي لم يقولا أي شيء يمكن اعتباره نية محتملة للاصغاء للمخاوف الروسية".

من جهته، قال سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنتونوف، الخميس، إن "زيارة زيلنسكي للولايات المتحدة تدل على أنه وقادة أميركا لا يريدون السلام، وغير جاهزين له"، مضيفاً أن "كييف وواشنطن تهدفان لاستمرار الصراع"، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وقبيل زيارة زيلينسكي إلى واشنطن، أفاد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي إن إن"، إن بايدن وزيلينسكي سيناقشان شكل "السلام العادل" والنهاية المحتملة للحرب في أوكرانيا.

وقال كيربي: "ليس لدي أدنى شك في أنهم سيتحدثون عن رؤية الرئيس زيلينسكي عن السلام العادل وكيف يبدو ذلك.. وكيف يمكننا مساعدة أوكرانيا للوصول إلى هذه النقطة".

"لا خطوات سلام من روسيا"

وفي حديثه أمام الكونجرس، قال زيلينسكي: "سيكون من السذاجة انتظار خطوات نحو السلام من روسيا"، مضيفاً أن "استعادة النظام الدولي هي مهمتنا المشتركة"، بحسب ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي البيت الأبيض، قال زيلينسكي: "بالنسبة لي كرئيس، السلام العادل لا يمثل تنازلات في ما يتعلق بسيادة بلدي وحريته وسلامة أراضيه، ولكن تعويض جميع الأضرار التي سببها العدوان الروسي".

وتقول إدارة بايدن إنها لن تناقش السلام مع روسيا من دون جلوس أوكرانيا على الطاولة، لكن كبار المسؤولين الأميركيين بدأوا في حض كييف على البدء في التفكير بمحادثات السلام عند تراجع حدة المعارك في الشتاء.

من جهته، قال بايدن، الأربعاء: "سنواصل أيضاً فرض العقوبات على الكرملين، وسوف ندعم أوكرانيا في السعي لتحقيق سلام عادل".

ثلاثة نماذج للسلام 

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لصحيفة "واشنطن بوست"، إن بايدن سعى خلال اجتماعه وجهاً لوجه مع زيلينسكي في البيت الأبيض، لمناقشة أفكار الرئيس الأوكراني حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه "عملية السلام" لإنهاء الحرب، ولكنه أقر بأن هذه المحادثات كانت عامة بسبب عدم وجود مؤشرات على أن روسيا مهتمة بالتفاوض.

ووفق "واشنطن بوست"، هناك ثلاثة نماذج مختلفة لما يمكن أن تبدو عليه نهاية الحرب، ولكل منها أتباع داخل الإدارة الأميركية.

النموذج الأول هو جزء من خطة سلام اقترحها زيلينسكي الشهر الماضي، والتي تشمل الانسحاب الروسي من جميع الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومناطق شرق دونباس التي سيطرت عليها قوات موالية لروسيا منذ 2014.

والخيار الثاني يتعلق بالانسحاب إلى خطوط 2014، أما الخيار الثالث فيتعلق بالانسحاب من دونباس، ولكن ليس شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014.

وأوضح زيلينسكي أنه لن يدعم الخيار الثاني والثالث، مشيراً إلى أن "السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بعد انسحاب الغزاة الروس من جميع الأراضي المحتلة".

وقال إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو، والرئيس الحالي لـ"مجلس شيكاغو للشؤون العالمية"، إن بايدن وزيلينسكي "كانت لهما فرصة لإجراء محادثات جادة بشأن نهاية هذه الحرب، ولكن من دون إخبار زيلينسكي ما يتوجب القيام به". وأشار إلى أن بايدن "لا يريد الذهاب بعيداً في هذه الحرب خوفاً من تصعيد أكبر".

مقترح كيسنجر

وفي 18 ديسمبر الجاري، قدّم الدبلوماسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر مقترح سلام في أوكرانيا قائماً على التفاوض، للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى.

وفي مقال بمجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية تحت عنوان "سُبل تجنب حرب عالمية أخرى"، قال كيسنجر إن "الوقت حان للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات".

وتابع قائلاً: "يجب أن تُربط عملية السلام في أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى".

وأشار كيسنجر إلى أنه اقترح في مايو وقفاً لإطلاق النار؛ تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل "مفاوضات".

واقترح كيسنجر إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي انضمت إلى الاتحاد الروسي، في حال ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.

وحذر كيسنجر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا دولة "عاجزة"، أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى. ولم تُظهر أوكرانيا أو أي دولة غربية تأييداً لأي من المسارين.

واندلع الصراع في شرق أوكرانيا عام 2014، بعد الإطاحة برئيس أوكراني موال لروسيا وقيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم، فيما خاض انفصاليون مدعومون من روسيا قتالاً ضد القوات المسلحة الأوكرانية في شرق البلاد.

ويقول الكرملين إن على كييف الاعتراف بضم موسكو لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنه يتعين أن تغادر كافة القوات الروسية أراضيها.

ولعب كيسنجر (99 عاماً) دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، كما عقد لقاءات عدة مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيساً لروسيا لأول مرة في عام 2000.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات