"ناسا" تدق ناقوس الخطر بشأن طموحات الصين في القمر

time reading iconدقائق القراءة - 5
تعود كبسولة أوريون الفضائية التابعة لوكالة ناسا بعد رحلة حول القمر. 12 ديسمبر 2022 - REUTERS
تعود كبسولة أوريون الفضائية التابعة لوكالة ناسا بعد رحلة حول القمر. 12 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

قال مدير وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إن السباق الفضائي نحو القمر بين الولايات المتحدة والصين بات "أكثر حدة"، مشيراً إلى أن العامين المقبلين يمكن أن يحددا من سيتصدر هذا المجال، حسبما أفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية. 

وحذر بيل نيلسون، في مقابلة مع المجلة، من أن بكين يمكن أن تنشئ موطئ قدم لها على سطح القمر وتحاول السيطرة على أكثر المواقع غنى بالموارد هناك، أو إبقاء الولايات المتحدة خارجه. 

وأضاف رائد الفضاء الذي كان عضواً سابقاً في مجلس الشيوخ: "الحقيقة هي أننا في سباق فضائي، ومن الأفضل أن ننتبه حتى لا يصلوا إلى مكان ما على القمر تحت ستار البحث العلمي، إذ ليس من المستبعد أن يطالبونا بالابتعاد عن هذا المكان بحجة أنه أرضهم".

وأعرب نيلسون عن "ثقته" بأن جهود الولايات المتحدة للعودة إلى القمر تسير وفقاً لجدول الأعمال المحدد، في إشارة إلى تمويل الكونجرس لبرنامج "أرتميس"، حيث وافق الأسبوع الماضي على 24.5 مليار دولار لـ "ناسا" في السنة المالية 2023، وذلك أقل بنحو نصف مليار دولار مما طلبه بايدن، ولكن المبلغ لا يزال يمثل زيادة بأكثر من 5% عن العام الماضي.

وأضاف: "الجهود المتعلقة بالقمر تتم وفقاً لما طلبته الوكالة"، معرباً عن ثقته بأن مهمة "أرتميس 2" يمكن أن تتم في غضون عامين، قائلاً: "نأمل أن نتمكن من تسريع ذلك، حيث تتمثل خطة المهمة هذه في إرسال طاقم إلى مدار القمر بحلول عام 2024".

تصريحات نيلسون تأتي في أعقاب إقرار الكونجرس ميزانية العام الجديد الخاصة بـ "ناسا"، والتي لم تحصل الوكالة فيها على كل التمويل الذي طلبته، ولكن رئيسها أكد أنه لم يتم تقليص ميزانية الأمور الضرورية، بما في ذلك المكوّنات الرئيسية لمهمتي القمر التاليتين "أرتميس 2" و"أرتميس 3". 

بكين: الفضاء ليس حلبة مصارعة 

كان تقرير أرسلته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إلى الكونجرس، أخيراً، قد سلّط الضوء على سلسلة من القفزات الأخيرة في برنامج الفضاء الصيني. 

وأشارت المجلة إلى أن أي تأخيرات في برنامج الولايات المتحدة، الذي يعتمد على سلسلة من الأنظمة والمعدات الجديدة التي لا تزال قيد التطوير، يمكن أن تخاطر بالتخلف عن الصينيين، موضحة أن الجدول الزمني للهبوط على سطح القمر التابع لـ"ناسا" تأخر بالفعل لمدة عام بسبب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. 

ونقلت المجلة عن مديرة القوة الفضائية الأميركية، نينا أرماجنو، قولها الشهر الماضي: "من الممكن للغاية أن يتمكنوا (الصين) من اللحاق بنا وتجاوزنا. بالتأكيد، فالتقدم الذي أحرزوه كان مذهلاً وسريعاً بشكل مبهر". 

من جانبه، قال القائد السابق لمحطة الفضاء الدولية والجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأميركية تيري فيرتس، إن المنافسة بين واشنطن وبكين "لها أسباب سياسية وأمنية". 

من جهته، أبلغ المتحدث باسم السفارة الصينية لدى واشنطن، ليو بينجيو، "بوليتيكو" بأن "بعض المسؤولين الأميركيين تحدثوا بشكل غير مسؤول لتحريف مساعي الصين الفضائية الطبيعية والشرعية، ولكن بكين ترفض بشدة مثل هذه التصريحات". 

وأضاف: "الفضاء الخارجي ليس حلبة مصارعة، واستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية، هو مسعى مشترك للبشرية، وينبغي أن يفيد الجميع".

وتابع: "تدعو الصين دائماً إلى الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وتعارض تسليحه، كما تعمل بنشاط نحو بناء مجتمع تتشارك فيه البشرية المصير نفسه في مجال الفضاء". 

وبعد تخلّفها تاريخياً في سباق الفضاء، الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة وروسيا، تمكنت بكين من تحقيق تقدم لافت في السنوات الأخيرة، ما أثار قلق واشنطن ودول غربية أخرى. 

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات