دبي-الشرق
يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن، إطلاق حملة إعادة ترشحه للسباق الرئاسي عام 2024، خلال الأسابيع المقبلة، بعد أشهر من تساؤلات قابلها بايدن بسخرية بشأن ما إذا كان "سيفعل ذلك أم لا"، ووسط انقسام في صفوف المعسكر الجمهوري.
وأفاد موقع "ذا هيل" الأميركي المعني بأخبار الكونجرس، بأن بايدن وكبار مساعديه يجهزون التفاصيل بشأن حملته الانتخابية.
ونقل الموقع عن عدة مصادر قولها، إن الرئيس يخطط للإعلان عن نيته الترشح لفترة رئاسية ثانية خلال الأسابيع المقبلة، وعلى الأرجح في فبراير قرب موعد خطاب حالة الاتحاد.
وأشار مصدر مقرب من حملة بايدن عام 2020، ومُطلع على خطط الرئيس، إلى أنه من المتوقع أن يصدر إعلان رسمي بشكل أكبر في أبريل.
وأضاف أن بايدن يقترب أكثر من إعلان إعادة ترشحه رسمياً، بعد قضاء بعض الوقت مع أسرته في سانت كروا خلال العطلة، لمناقشة خطواته القادمة بشأن الترشح مجدداً.
وبيّن الموقع أن مستشاري بايدن يجتمعون وراء الكواليس مع حلفاء رئيسيين، ويعملون على ترتيب تواجد رقمي موسع ومُجدد.
ولفت الموقع إلى أن نية الرئيس إطلاق حملة رئاسية أخرى بدأت تتبلور، حتى مع استمرار بعض الديمقراطيين في طرح تساؤلات عما إذا كان بايدن سيرشح نفسه مرة أخرى، وهو ما يُعزى بشكل أساسي إلى تقدمه في السن، مع بلوغه الثمانين من عمره في نوفمبر.
ونقل الموقع عن أحد حلفاء بايدن، قوله: "أعتقد أن الأمر كله يتعلق بالتوقيت في هذه المرحلة. يبدو أنه (بايدن) ملتزم تماماً. والحقيقة أن الأمر لا يتمحوّر حول ما (إذا) ما كان سيترشح، بعد الآن".
وعادة ما يُلقي الرئيس الأميركي خطاب حالة الاتحاد في أواخر يناير أو أوائل فبراير، ولكن ينبغي أن تُوجه إليه دعوة من رئيس مجلس النواب، لإلقاء كلمة أمام الكونجرس.
لكن الفوضى التي أحاطت بعملية انتخاب رئيس المجلس، هذا الأسبوع، أفضت حتماً إلى تأخير إلقاء الخطاب، بحسب الموقع.
وخلال الأشهر الأخيرة، بينما كان بايدن يدرس خطواته التالية مع السيدة الأولى جيل بايدن، أطلعه مستشارون على الشكل الذي ستبدو عليه الحملة المحتملة.
والشهر الماضي، اجتمعت مجموعة من كبار مستشاري بايدن مع حلفاء رئيسيين، ومجموعات ناخبين للتحدث عن أجندة الرئيس، لكن أحد الحضور قال لشبكة "إن بي سي نيوز": كان الشعور بأنها "جلسة استراتيجية قبل إطلاق الحملة".
استعدادات "سرية"
وفي الوقت الذي كان بايدن يحاول اتخاذ قرار بشأن مستقبله السياسي، كان مساعدوه يبنون بشكل سري، البنية التحتية اللازمة لإطلاق حملة جديدة.
والشهر الماضي، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مساعدين يعملون على توسيع بصمتهم الرقمية على منصات تواصل اجتماعي مثل "تيك توك"، و"واتس آب "، حيث يُحظر الإعلان السياسي.
وهذا التوسع المحتمل، هو نتيجة جهد بحثي مكثف بتمويل من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، لإرساء الأساس لإطلاق حملة بايدن.
مع ذلك، يؤكد أشخاص في دائرة بايدن أن لديه متسعاً من الوقت في صالحه، لا سيما وسط عدم توافق الحزب الجمهوري خلال التصويت على رئاسة مجلس النواب، هذا الأسبوع.
وقال مصدر آخر إن بعض الأعضاء المؤثرين في الدائرة المقربة من بايدن، وبينهم أحد أعضاء الكونجرس، كانوا مترددين في الإدلاء بآرائهم بشأن الخطوات التالية للرئيس حتى انتهاء سباق رئيس المجلس، ما يشير إلى الطبيعة الحساسة للاستعدادات الجارية.
ولفت الموقع إلى أن الحال لم تختلف كثيراً بشأن "طابع السرية"، الذي اكتنف معظم فترة بايدن، والأسابيع التي تسبق إعلان محتمل للترشح، وكذلك الأمور المتعلقة بالكابيتول.
وفي أغلب الأحيان، بينما يتدافع الجمهوريون، يركز الديمقراطيون اهتمامهم في مكان آخر. فبينما كان كبار مساعدي بايدن، ومنهم مايك دونيلون وبروس ريد، يبذلون قصارى جهدهم للعمل على خطاب حالة الاتحاد، الذي كانوا يحاولون جعله مثالياً طيلة أسابيع، أمضى الرئيس وقتاً في الترويج لمشروعات قوانين تشمل حزمته للبنية التحتية.
والأربعاء، سافر الرئيس إلى ولاية كنتاكي، حيث ستستخدم أموال من مشروع قانون البنية التحتية المشترك بين الحزبين، لإعادة بناء جسر بين كنتاكي وأوهايو.
وإلى جانب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري من ولاية كنتاكي)، تمكن بايدن من إرسال رسالة مفادها أنه أوفى بأحد وعود حملته الانتخابية، وهو توحيد الحزبين، بينما كان الجمهوريون يشتبكون على أرضية مجلس النواب
وكان بايدن يجاهر برغبته في السعي لإعادة انتخابه، لا سيما إذا تحولت إلى مواجهة ثانية ضد الرئيس السابق دونالد ترمب، وغالباً ما يردد مساعدوه وحلفاؤه الحديث عن حرصه على هذه المسألة.
مع ذلك، كان الرئيس كثير الحديث، يتهرب من الأسئلة بشأن حملة مفترضة منتظرة خلال الأيام الأخيرة، وقال ساخراً بعد أن ضغط عليه صحافيون بشأن قرار الترشح مجدداً: "هناك انتخابات مقبلة؟" وأضاف: "سيكون عام 2023 عاماً جيداً".
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
