هددت نقابة "الكلية الملكية للتمريض" (RCN) في بريطانيا بإفشال تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك بخفض قوائم انتظار الرعاية الصحية، في حال عدم استجابته لمطالب النقابة برفع أجور الممرضات.
جاء ذلك على خلفية دعوة سوناك خلال اجتماع طارئ مع خبراء ومسؤولين عن قطاع الصحّة السبت، إلى نهج "جريء وجذري" لإيجاد حلول لأزمة القطاع الحادّة التي تفاقمت بسبب نقص التمويل وتزايد الحالات في قوائم الانتظار.
وقوائم المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية أضحت طويلة، في حين تشهد البلاد حركة احتجاجية للممرضات هي الأولى منذ أكثر من 100 عام، يشارك فيها أيضاً المسعفون على خلفية أزمة ارتفاع تكاليف الحياة.
ويُعاني نظام الصحة العامة في بريطانيا نقصاً في التمويل منذ سنوات، في وقت يزيد فصل الشتاء من الصعوبات، إذ إن خدمات الطوارئ في المستشفيات مكتظة جراء حالات الإنفلونزا وكورونا.
ووضع سوناك تقليص قوائم الانتظار ضمن تعهداته الخمسة لعام 2023، في وقت أظهرت أحدث البيانات أن بعض المرضى في القوائم ينتظرون أكثر من ألف يوم لإجراء جراحة روتينية.
"أكبر إضراب في العالم"
وقالت الأمينة العامة لنقابة "الكلية الملكية للتمريض" (RCN)، بات كولن إن تعهد سوناك سيفشل، في حال عدم موافقته على مطالب أعضاء نقابتها برفع الأجور.
وحذرت كولن في مقابلة مع "إندبندنت" من أن المواطنين سيدعمون الممرضات بدلاً من الحكومة، في حال تم طردهن من العمل ضمن الخطة الحكومية المنهاضة للإضراب في القطاعات الحيوية.
وهددت بأن موجة الإضراب المقبلة في بريطانيا "ستكون الأكبر من نوعها في العالم".
وتحدت كولن وزير الصحة ستيف باركلي بالعمل في دوام لمدة 14 ساعة بأقسام الطوارئ، التي تشهد اكتظاظاً حاداً جراء حالات الإنفلونزا وكورونا.
ولفتت إلى أن سوناك بإمكانه إنهاء الإضراب هذا الأسبوع في حال قبل التوافق مع النقابات التي اقترحت خفض سقف المطالب إلى النصف تقريباً، من مطالبتها بزيادة بنسبة 19% في الأجور إلى 10%.
ودعت كولن رئيس الوزراء البريطاني إلى "استيعاب نطاق الإضراب المقبل" المقرر أن يستمر لـ 48 ساعة، اعتباراً من 18 يناير الجاري، قائلةَ إنه سيشهد مشاركة عدد أكبر من المستشفيات مقارنة بإضراب ديسمبر الماضي.
وأضافت: "سجلنا انخراط نحو 320 ألفاً من عمال التمريض (في الإضراب المقبل)، وأعتقد أن هذا هو أكبر انخراط لموظفي التمريض في العالم وهو أكبر إضراب للممرضين في العالم".
دعوة للحوار
وفي محاولة لإنهاء الإضرابات التي تؤثر في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى، دعت الحكومة البريطانية النقابات إلى إجراء مناقشات، الاثنين المقبل.
والدعوات التي وجّهت الخميس الماضي إلى "كلّ القادة النقابيين" تهدف إلى إجراء "محادثات ناضجة وصريحة بشأن ما يمكن للبلد أن يتحمّله وما يتحلّى بالمسؤولية إزاء البلد"، بحسب ما قال رئيس الوزراء ريشي سوناك الجمعة لمحطات تلفزيونية بريطانية، آملاً في إجراء اجتماعات "بنّاءة" و"مثمرة".
وفي ظلّ الحركات الاجتماعية التي تهزّ البلد، وأبرزها إضرابات الممرّضين وسائقي مركبات الإسعاف، ندّدت النقابات برفض الحكومة مناقشة زيادة للأجور لمواجهة التضخّم الذي يناهز 11%.
ويعتزم الممرّضون الذين أطلقوا في ديسمبر الماضي أوّل إضراب في تاريخهم منذ تشكيل نقابتهم قبل أكثر من 100 سنة خفض سقف المطالبات إلى النصف تقريباً (من زيادة بنسبة 19% في الأجور إلى 10%)، وفق ما أفادت وسائل إعلام بريطانية.
وأعلنت الحكومة الخميس الماضي عن مشروع قانون لتحديد خدمة دنيا في عدّة قطاعات حسّاسة، أبرزها الصحة وسكك الحديد، فضلاً عن عناصر الإطفاء وسائقي مركبات الإسعاف.
وفي ظلّ الردود الساخطة الصادرة عن مسؤولين نقابيين، قام رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي تعهّد بـ"قوانين جديدة قاسية" الجمعة، بـ "دور النقابات وحرّيتها في الإضراب".
لكنه تطرّق أيضاً إلى "حقّ الناس العاديين الذين يزاولون أعمالاً في مواصلة حياتهم" من دون أن يكون عليهم مواجهة "اضطرابات كبيرة".
ودعا سوناك، السبت، إلى حل أزمة القطاع، وقال خلال اجتماع طارئ مع خبراء ومسؤولين عن قطاع الصحّة في بريطانيا، إن الوضع القائم لن يحلّ التحدّيات التي نواجهها".
وأضاف: "في أثناء الجائحة، كان علينا التحلّي بالجرأة وبنهج جذري في الطريقة التي فعلنا بها الأشياء كي نتجاوزها. أعتقد أننا بحاجة إلى النهج الجريء والجذري نفسه الآن".
وتابع: "معاً اليوم، يمكننا تحديد الأشياء التي ستُحدث فارقاً كبيراً للبلاد ولكل أسرة، على المدى القصير والمتوسط".
اقرأ أيضاً: