قامت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، الثلاثاء، بزيارة لمدينة خاركوف في شمال شرق أوكرانيا، هي الأولى لمسؤول غربي رفيع إلى المدينة المتضررة من الحرب والقريبة من الحدود الروسية، فيما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب بتوفير المزيد من السلاح، وأعلنت الولايات المتحدة موعد بدء تدريب قوات أوكرانية على استخدام منظومة باتريوت الصاروخية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن بلاده بحاجة شديدة لمزيد من إمدادات الأسلحة الحديثة من الغرب "لأن روسيا تحشد قواتها من أجل مزيد من التصعيد".
وأضاف في خطاب بالفيديو: "العالم الحر لديه كل ما هو ضروري لوقف العدوان الروسي وإلحاق هزيمة تاريخية بالدولة الإرهابية".
وفي خاركوف، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي زارت المدينة بدعوة من نظيرها "وصديقها" دميترو كوليبا، أن سكان أوكرانيا يمكنهم "الاعتماد على تضامننا ودعمنا" في ما يتعلق بتوريد المولدات والمحولات والوقود أو البطاطين لمواجهة الشتاء القارس، وفقاً لما نقلت عنها الوزارة الألمانية.
وتم الإعلان عن زيارتها عندما كانت في قطار العودة لأسباب أمنية.
لكنّ أوكرانيا تطالب خصوصاً بتسليمها دبابات قتالية غربية، ولم تستجب برلين بعد لطلبها بتسليم مدرّعاتها من طراز "ليوبارد 2"، وقال كوليبا: "كلما تأخر هذا القرار، ازداد عدد الضحايا وازداد عدد الضحايا المدنيين".
وأضاف: "أصبحت خاركوف الآن رمزاً للهجمات الأوكرانية المضادة الناجحة التي تثبت أن أوكرانيا يمكنها الانتصار بمساعدة كافية من شركائها".
وزار العديد من زعماء الدول الغربية أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن لم يصل أي منهم إلى أقصى الشرق حيث سيطرت القوات الروسية على مناطق عدة.
وتعرضت خاركوف للقصف مرات عدة عند بداية النزاع، لكن القوات الأوكرانية تمكنت من الدفاع عنها. وابتعدت جبهة القتال منذ ذلك الحين بنحو 130 كيلومتراً عن المدينة.
شولتز وبوتين
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه سيواصل الحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب في أوكرانيا، بهدف إيصال رسالة مفادها أن "ألمانيا وأوروبا لن تقبلا أبداً أن تحاول روسيا تغيير الحدود في أوروبا من خلال القوة العسكرية"، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".
وقال شولتز في حدث انتخابي، الثلاثاء، إن ألمانيا أصبحت واحدة من أكثر الدول سخاءً بين الدول التي تزود أوكرانيا بالمساعدات المالية والأسلحة، وتعهد بـ"مواصلة القيام بذلك طالما كانت هناك حاجة إليه".
وأضاف المستشار الألماني أن بلاده ستواصل العمل عن كثب مع حلفاء مثل الولايات المتحدة بشأن أي شحنات أسلحة مستقبلية لأوكرانيا ، قائلاً إنه لن تكون هناك أي تحركات ألمانية بمفردها.
المساعدات الأميركية
في الولايات المتحدة، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الثلاثاء، إنها ستدرّب طواقم عسكرية أوكرانية في قاعدة في ولاية أوكلاهوما على طريقة استخدام وصيانة منظومة الدفاع الجوي المتقدّمة "باتريوت" التي توفّرها واشنطن لكييف، بعدما غيرت الولايات المتحدة وحلفاؤها نوعية الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا بـ"شكل جوهري".
وقال الناطق باسم المكتب الإعلامي للبنتاجون الجنرال بات رايدر للصحافيين إن "تدريب القوات الأوكرانية على منظومة باتريوت سيبدأ الأسبوع المقبل في فورت سيل في ولاية أوكلاهوما"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وأضاف: "سيعدّ التدريب ما بين 90 إلى 100 جندي أوكراني لتشغيل المنظومة الدفاعية وصيانتها والحفاظ عليها خلال دورة تدريبية يتوقع أن تستمر أشهراً".
وأوضح أنه "بمجرد تثبيتها في أرض المعركة، ستساهم باتريوت في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتوفّر قدرة إضافية للشعب الأوكراني للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الجوية الروسية المستمرة".
وتعهّدت واشنطن إرسال بطارية "باتريوت" إلى أوكرانيا نهاية العام الماضي لمساعدتها في مواجهة الهجمات الجوية الروسية المتواصلة، في انتصار كبير لكييف التي طلبت من الولايات المتحدة مراراً الحصول على هذه المنظومة.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن المساعدات الجديدة لأوكرانيا البالغة 47 مليار دولار، والتي تمت الموافقة عليها في مشروع قانون التمويل الحكومي البالغ 1.7 تريليون دولار الشهر الماضي "لن تكون في خطر".
وجاءت تعليقاته في أعقاب اتفاق أبرمه زعيم مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي مع النواب المتشددين في الحزب الجمهوري للحد من الإنفاق في عام 2024 في خطوة قد تشمل جهوداً لخفض الإنفاق الدفاعي.
وقال سوليفان: "هذه أموال تم تخصيصها. لا أرى أن الأموال ستؤخذ منا، ومن ثم قدرتنا للحصول على الموارد لدعم أوكرانيا، مع كل من المساعدات الأمنية والاقتصادية الإنسانية والطاقة التي تحتاجها".
فاجنر تسيطر على سوليدار
وميدانياً، ذكرت وكالات أنباء روسية أن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة قال، الثلاثاء، إن قواته سيطرت على بلدة سوليدار بشرق أوكرانيا لكن القتال "لا يزال مستمراً في وسط المدينة".
وقال يفجيني بريجوزين، رئيس مجموعة فاجنر شبه العسكرية، في بيان نقلته وكالات أنباء روسية: "سيطرت وحدات فاجنر على كامل أراضي سوليدار... لا يزال القتال يدور في وسط المدينة"، وأضاف أن "عدد الأسرى سيعلن الأربعاء" ولم يدل بمزيد من التفاصيل.
وكانت "بلومبرغ" ذكرت أن قوات فاجنر شنت هجوماً مركزاً على بلدة سوليدار الرئيسية على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، وسط معارك وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها "صعبة للغاية" وأن قواته تتصدى لها.
ونقلت "بلومبرغ" عن المتحدث باسم قيادة العمليات الأوكرانية سيرجي تشيريفاتي أن الكرملين وضع الوحدات الأكثر قدرة من "فاجنر" بالقرب من بلدة سوليدار، القريبة من باخموت في منطقة دونيتسك شرقي البلاد.
وأضاف أن القوات الأوكرانية تحاول السيطرة على الوضع بعد 86 هجوماً مدفعياً "من مختلف العيارات".
وقال بريجوزين، إن معارك ضارية تدور على أطراف مدينة سوليدار، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وقال بريجوزين وفق ما نقل عنه مكتبه الإعلامي عبر تليجرام: "لنكن صادقين، يقاتل الجيش الأوكراني بشجاعة من أجل باخموت وسوليدار، وتدور معارك ضارية جداً ودامية في ضاحية سوليدار الجنوبية".
وأضاف أن "القوات المسلّحة الأوكرانية تدافع بشرف عن أراضي سوليدار، ومزاعم الفرار الجماعي من صفوفها لا تتوافق مع الواقع".
ومدينة سوليدار الواقعة على بُعد نحو عشرة كيلومترات شمال شرق باخموت، مجاورة لبلدة باخموتسكي التي أكد الانفصاليون الموالون لروسيا السيطرة عليها.
وأكد دنيس بوشيلين، قائد الانفصاليين في منطقة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمّها مؤخراً، الثلاثاء، عبر التلفزيون الروسي أن سوليدار "قريبة جدًا من التحرير".
مناورة ببحر النرويج
من ناحية أخرى، أجرى طاقم الفرقاطة الروسية "الأدميرال جورشكوف" تمريناً لصد هجوم جوي لعدو مُفترض في بحر النرويج، وسط ظروف جوية صعبة، بحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أعلن، في وقت سابق، أن الفرقاطة "الأدميرال جورشكوف" ستستخدم صواريخ "تسيركون"، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت خلال رحلتها الطويلة إلى المحيط الأطلسي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
والفرقاطة "أدميرال جورشكوف" هي سفينة متعددة الأغراض تم قبولها في البحرية في عام 2018، وتم تعديلها في عام 2021 لاستخدام صواريخ "تسيركون".
اقرأ أيضاً: