تتوجه وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الثلاثاء، إلى إفريقيا لزيارة 3 دول تمثل أهمية محورية في استراتيجية الرئيس جو بايدن، لتجديد العلاقات مع دول القارة ومواجهة النفوذ الصيني في جميع أنحاء العالم النامي.
وتأتي جولة الوزيرة الأميركية، في وقت يقوم وزير الخارجية الصيني تشين جانج بجولة إفريقية بدأها في 9 يناير وتستمر حتى 16 من الشهر نفسه، وتضم إثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين ومصر ومقر الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
وأفادت "بلومبرغ"، الأحد، بأن زيارة يلين إلى إفريقيا، التي تستمر 11 يوماً، تأتي بعد شهر تقريباً من اجتماع بايدن مع أكثر من 40 من قادة دول القارة في واشنطن، حيث أعلن الرئيس الأميركي التزامات استثمارية وصفقات بأكثر من 15 مليار دولار.
وقالت راضية خان رئيسة قسم بحوث إفريقيا والشرق الأوسط في بنك "ستاندرد تشارترد" في لندن، لـ"بلومبرغ"، إن "الولايات المتحدة تريد البناء على هذا التقدم"، وأنها تحاول التأكيد على وجود نموذج لكيفية التطور، مختلف عن الاعتماد على الصين.
ومن المقرر أن تقدم يلين "تصريحات هامة بشأن العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وإفريقيا" في السنغال، وفقاً لوصف وزارة الخزانة الأميركية.
ديون ضخمة
ويُتوقع أن تسجل السنغال، حيث تلتقي وزيرة الخزانة مع الرئيس ماكي سال، أسرع نمو اقتصادي في إفريقيا خلال العام الجاري.
وتتولى السنغال حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي.
وفي زامبيا، تلتقي يلين بالرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما، زعيم المعارضة السابق الذي أجرى إصلاحات ديمقراطية واقتصادية.
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على مسؤولين في الحزب الحاكم في فترة حكم الرئيس السابق إدجار لونجو، إذا حاولوا التلاعب في انتخابات 2021.
وكانت الشركات الصينية فازت بمناقصات حكومية تقدر بمليارات الدولارات جميعها ممولة بالديون، ما أدى في النهاية إلى إفلاس البلاد.
وقالت ميشيل جافين، السفيرة الأميركية السابقة لدى بوتسوانا للوكالة، إن "زامبيا هي أفضل قصة ديمقراطية لدينا في الوقت الحالي في القارة. إنها أفضل فرصة لإثبات أن زيادة الديمقراطية، والمزيد من سيادة القانون، يحققان النتائج للمواطنين".
وتخلفت زاميبا عن سداد ديونها في عام 2020، وتقدمت منذ ذلك الوقت بطلب لإعادة هيكلة ديونها المُقدرة بنحو 12.8 مليار دولار بموجب الإطار المشترك الجديد لمجموعة الـ20، والذي يهدف إلى توحيد موقف المقرضين التجاريين والسياديين، وتمهيد الطريق أمام إغاثة الدول المثقلة بالديون.
جولة إفريقية
وتستحوذ الصين على ثلث ديون زامبيا الخارجية تقريباً، ولكنها تماطل في تنفيذ عملية إعادة هيكلة الديون، ما وضع زامبيا ومشروع الإطار المشترك بأكمله في حالة من الجمود.
ومنع ذلك الحكومات الأخرى المتعثرة من طلب المساعدة من برنامج الإطار المشترك، وأثار انتقادات شديدة للصين من المسؤولين الغربيين، بمن فيهم يلين، حسبما ذكرت "بلومبرغ".
وقالت راضية خان رئيسة قسم بحوث إفريقيا والشرق الأوسط في بنك "ستاندرد تشارترد" في لندن: "زامبيا تمثل اختباراً هاماً. إذا كان هناك شيء يمكن القيام به في زامبيا من شأنه تسريع العملية، فقد يشجع ذلك الدول الأخرى على التحرك مبكراً، قبل وقت كاف من الوصول إلى مرحلة التخلف عن السداد".
وأوضحت خان أن هذا الأمر يمثل أهمية خاصة في وقت يدفع فيروس كورونا، والحرب في أوكرانيا، وارتفاع سعر الدولار، العديد من الأسواق الناشئة إلى الاقتراب من نقطة الانهيار.
وأصبحت غانا أحدث دولة تتخلف عن سداد ديونها عندما علقت مدفوعات الفائدة في ديسمبر الماضي.
وتنهي يلين جولتها الإفريقية في جنوب إفريقيا، التي تولت أخيراً رئاسة مجموعة "بريكس" وتسعى إلى قبول أعضاء جدد في التكتل السياسي والاقتصادي الذي يضم هم الاقتصادات الناشئة.
وقد تؤدي زيادة مجموعة "بريكس" (التي تضم البرازيل، والهند، وروسيا، والصين، وجنوب إفريقيا) إلى تعزيز دورها كثقل مواز للهيمنة العالمية للاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة.
ويُتوقع أن تشجع يلين حكومة جنوب إفريقيا على مواصلة انتقالها الحديث إلى الطاقة النظيفة والتخلي عن الاعتماد الكبير على الفحم.
اقرأ أيضاً: