شولتز: ألمانيا ستتجنب الركود رغم تداعيات حرب أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال لقاء مع وكالة بلومبرغ في برلين - 17 يناير 2023 - Bloomberg
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال لقاء مع وكالة بلومبرغ في برلين - 17 يناير 2023 - Bloomberg
دبي-الشرق

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إنه واثق من أن بلاده ستتجنب الركود هذا العام، مما يوفر الطمأنينة لأكبر اقتصاد في أوروبا، رغم الضغوط التي تواجهها البلاد بشأن الطاقة.

وأوضح شولتز في مقابلة مع بلومبرغ: "أنا مقتنع تماماً بأن ألمانيا لن تذهب إلى الركود"، مشيراً إلى أن "تنويع إمدادات الغاز كان حاسماً في المساعدة على استمرار عمل الاقتصاد".

وأدى التحول السريع إلى موردين جدد للغاز، والطقس الدافئ غير المعتاد، إلى القضاء على خطر انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء، ما وفّر دفعة للمستشار الألماني في تطلعه للحفاظ على الدعم العام للمجهود الحربي الأوكراني، والحفاظ على ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب.

وهيمنت مخاوف الطاقة على بداية فترة ولاية شولتز، بعد أن كشف غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا عن ضعف الإمدادات الألمانية.

ومع توفير روسيا 55% من إمدادات الغاز للبلاد قبل الحرب، اضطر شولتز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدرء خطر النقص خلال الأشهر الباردة.

"مرونة أكبر للاقتصاد الألماني"

وقال شولتز، قبل أن يتوجه إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حيث سيلقي خطاباً خاصاً، الأربعاء، إن القدرات التي يتم توفيرها من محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة على سواحل بحر البلطيق وبحر الشمال؛ تمنح ألمانيا المرونة للحفاظ على اقتصادها.

وشولتز هو الزعيم الوحيد من دول مجموعة السبع الذي سيسافر إلى منتدى دافوس بسويسرا، فيمما اعتبرت "بلومبرغ" ذلك مؤشراً على محاولته انتزاع دور أكبر على المسرح العالمي بعد انطلاقة صعبة.

وأعلن المستشار الألماني خطة إنفاق ضخمة لتجديد الجيش الألماني، وبدأ في تكييف الاقتصاد مع توقف الغاز الروسي رخيص التكلفة، لكن وعده الأوسع بـ"نقطة تحول تاريخية" لا يزال عملاً قيد التقدم.

وواجه الناتج الاقتصادي في الربع المالي الأخير من 2022 ركوداً على خلفية ارتفاع التضخم. وقال شولتز: "أنا متأكد من أننا سنكون قادرين على اجتياز الوضع مرة أخرى، وهذا لأننا نزيد باستمرار قدراتنا على استيراد الغاز".

وحدّد المستشار الألماني موقفاً حازماً بشأن روسيا، قائلاً إن الأمر "متروك لبوتين" لسحب قواته من الأراضي الأوكرانية.

وأضاف: "نحن ندعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً، بكل الوسائل التي يمكننا استخدامها"، مجدداً التأكيد على ضرورة تجنب الناتو الانجرار إلى صراع مباشر مع روسيا.

وتحرك شولتز بسرعة لتعيين وزير دفاع جديد، وعين بوريس بيستوريوس، الثلاثاء، بعد يوم من استقالة كريستين لامبريشت تحت الضغط.

توريد الدبابات لأوكرانيا

 ألمانيا التي تعد واحدة من أكبر موردي المعدات العسكرية لكييف، تواجه ضغوطاً لتوريد دبابات "ليوبارد" القتالية.

ويعد احتمال إرسال تلك الدبابات، التي تعد واحدة من أقوى المركبات القتالية في البلاد؛ أمراً حساساً بشكل خاص بالنسبة لشولتز، فهي تستحضر صور المعارك على الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الثانية.

وتحقيقاً لهذه الغاية، كان المستشار الألماني حريصاً على تنسيق عمليات التسليم مع الولايات المتحدة. وقال: "لن نذهب وحدنا أبداً، لأن هذا ضروري في وضع صعب للغاية مثل هذا".

وجعل شولتز تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة أولوية بالنسبة لبلاده، بعد تدهور العلاقات في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

واتهم ترمب ألمانيا بـ"التلكؤ" في ما يتعلق بنفقات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واستغلال الحلفاء اقتصادياً من خلال الفائض التجاري المرتفع.

ومع ذلك، كان هناك خلاف بين الحلفاء عبر المحيط الأطلسي بشأن خطة الاستثمار الخضراء للرئيس جو بايدن، والتي تقول ألمانيا وحلفاء أوروبيون آخرون، إنها تدعم بشكل غير عادل الشركات الأميركية، وتخاطر بجذب الاستثمار بعيداً عن أوروبا.

وقال شولتز إن "القضية يمكن حلها من دون حرب تجارية". وأضاف: "أنا متأكد من أن ذلك لن يحدث، نحن نعمل بجد لتجنب مثل هذا الموقف".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات