تعهَّد المستشار الألماني أولاف شولتز، الأربعاء، بمواصلة دعم أوكرانيا، دون الإشارة إلى إمكانية الموافقة على منحها دبابات ألمانية متطورة، مشدداً على رغبته في تجنب أي "مواجهة مباشرة" بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وفي نهاية خطابه المكرَّس للابتكار وسياسة المناخ في "منتدى دافوس" بسويسرا، سُئل المستشار صراحةً عن إرسال دبابات "ليوبارد 2" التي طلبتها كييف، وأبدت بلدان أوروبية عدة ومن بينها بولندا استعدادها لتسليمها بشرط موافقة برلين.
وأجاب الزعيم الألماني خلال جلسة أسئلة وأجوبة في منتدى دافوس "نحن لا ندعم أوكرانيا بالوسائل المالية والمساعدات الإنسانية فحسب، بل أيضاً بالكثير من الأسلحة"، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".
ولم يذكر شولتز كلمة "دبابات"، كما لم يدل بتصريحات بشأن الاجتماع الحاسم المخصص لدعم أوكرانيا، والمقرر عقده، الجمعة، في القاعدة الأميركية في رامشتاين بألمانيا.
وأشار شولتز إلى أنَّ ألمانيا تدعم أوكرانيا بالكثير من السلاح منذ بداية الغزو الروسي، ومن ذلك قاذفات صواريخ ومركبات مدرعة من نوع ماردر ونظام الدفاع الجوي "آيريس تي".
وأكد "سنواصل القيام بذلك طالما كان ضرورياً" بالتشاور مع حلفاء برلين، مشدداً في الوقت نفسه على رغبته في "تجنب أي مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو".
وكان قادة فنلندا وليتوانيا وبولندا وبريطانيا قد دعوا مجدداً المستشار الألماني، الاثنين، إلى السماح بتسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد 2" القوية للغاية، إذ يجب أن تحصل إعادة تصدير أي شحنة من المعدات الحربية الألمانية الصنع على الضوء الأخضر من برلين.
تأمين إمدادات الطاقة
وعلى صعيد الطاقة، قال المستشار الألماني إنه تم تأمين إمدادات الطاقة في ألمانيا لهذا الشتاء، مضيفاً أن قدرة أكبر اقتصاد في أوروبا على التخلص بسرعة من الغاز الروسي أظهرت مدى مرونته وسرعته.
وبنبرة متفائلة، سلَّط شولتز على الضوء على الجهود المبذولة للتغلب على أزمة الطاقة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك الإنشاء السريع لمحطات الغاز المسال، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".
وستساعد هذه المحطات في استبدال خطوط الأنابيب الروسية التي كانت تشكل نصف واردات ألمانيا من الغاز. ويرى منتقدون أنَّ ألمانيا ربما لم تكن لتواجه أزمة طاقة كبيرة لو اتخذت مثل هذه الإجراءات لتنويع الإمدادات قبل الحرب.
وقال شولتز: "هذا يظهر أنَّ ألمانيا يمكن أن تكون مرنة، ويمكننا أن نكون غير بيروقراطيين، ويمكننا أن نكون سريعين".
التحول نحو الاقتصاد الأخضر
وأبرز المستشار الألماني الطريقة التي سرعت بها الأزمة التحول نحو الاقتصاد الأخضر، لافتاً إلى أن محطات الغاز الطبيعي المسال، على سبيل المثال، يمكن أن تستخدم للهيدروجين.
وأكد شولتز أنَّه على دراية بالحاجة القائمة لإيجاد موارد غاز إضافية لضمان أنَّ الطلب الأوروبي الكبير على الغاز الطبيعي المسال لن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وبالتالي شُح الإمدادات في البلدان الفقيرة، دون أن يوضح كيفية القيام بذلك، أو ما إذا كانت ألمانيا مستعدة للاستثمار في مشاريع جديدة للغاز.
وأضاف: "بالطبع، يجب أن نتجنب عمليات ارتهان جديدة، ومسار الاعتماد على الغير، بأي ثمن"، مشيراً إلى أنه يمكن القيام بذلك من خلال جعل المشاريع الجديدة "جاهزة للهيدروجين منذ البداية، ومن خلال توسيع مصادر الطاقة المتجددة بالتوازي".
وحذر شولتز مما وصفه بخطر "تفكك العولمة الذي يتدلى مثل سيف مسلط" على العالم، مشيراً إلى أنَّ التوترات الجيوسياسية الجديدة أدَّت إلى اضطرابات في التجارة كانت صعبة بشكل خاص على اقتصاد قائم على التصدير مثل الاقتصاد الألماني.