أفاد تقرير يرصد أنشطة شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، نُشر الأربعاء، بأن مراقبة الأقمار الاصطناعية الصينية للجزر المتنازع عليها وللمياه في بحر الصين الجنوبي والشرقي، زادت خلال عام 2022.
وقال التقرير السنوي، الذي أوردته صحيفة "ساوث تشاينا مورنيج بوست"، إن "خدمة الاستشعار عن بُعد قد تم تحسينها في جزر دياويو في بحر الصين الشرقي، وكذلك في جزر سكاربورو في بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى جرف ماكليسفيلد وجزر سبراتلي والمياه المحيطة بها".
ولفت التقرير إلى أن الصين كانت قادرة على توظيف خدمات الاستشعار عن بُعد في جميع البحار والجزر الخاضعة لإدارتها، إذ يوفر برنامج الأقمار الاصطناعية المحسّن بيانات مهمة لإدارة المياه والجزر، بالإضافة إلى الجزر ذات الأغراض الخاصة، التي تستخدمها الصين كقواعد بحرية إقليمية.
ولفت التقرير إلى أن الأقمار الاصطناعية الصينية تُستخدم أيضاً لمراقبة ديناميكيات المحيطات، وألوانها وأنشطتها المتغيرة، لرصد البيئة البحرية والتنبؤ بها.
كما أفاد بأن أنظمة الأقمار الفضائية تشكّل الآن "قدرة مراقبة مستمرة عالية التردد مع تغطية عالمية"، إذ تم استخدامها بشكل فعّال في إدارة البحار والجزر، وكذلك التحقيق والإشراف على الموارد الطبيعية البحرية.
الصين والخلافات الدبلوماسية
وفي السنوات الأخيرة، عززت بكين بشكل كبير سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، وهو موضوع العديد من النزاعات الإقليمية بين دول المنطقة.
وكانت هناك خلافات متكررة حول ترسيم حدود الأراضي وحقوق الصيد، فضلاً عن تطوير حقول النفط والغاز.
وفي هذا الصدد، ألقت الصحيفة الضوء على مناطق وصفتها بـ"ساخنة" في تلك المنطقة، حيث ترسل الولايات المتحدة بشكل متكرر سفناً حربية في تدريبات "حرية الملاحة" لتحديها.
وشكّلت جزر دياويو غير المأهولة شمال شرقي تايوان والتي تديرها اليابان وتطالب بها الصين أيضاً، مصدر توتر بين بكين وطوكيو في العقد الماضي، فضلاً عن صخرتيْ سكاربورو شول المحاطتين بالمرجان واللتين تطالب بهما الصين والفلبين.
وبعد مواجهة بحرية بينهما في عام 2012، سيطرت الصين على المياه الضحلة التي تسمى جزر تشونجشا، إضافة إلى جرف مع ماكليسفيلد المغمور بالمياه.
وهزمت الصين فيتنام في عام 1974 في حرب قصيرة لاحتلال جزر شيشا أو ما يُعرف بجزر باراسيل، وهي مجموعة من الجزر الطبيعية الواقعة بالجزء الغربي من بحر الصين الجنوبي، إذ تسيطر الصين عليها منذ ذلك الحين، فيما تواصل هانوي المطالبة بها.
أما أرخبيل سبراتلي فيمثل النزاع الأكثر تعقيداً في بحر الصين الجنوبي، مع مطالبات متداخلة من الصين وفيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان، حيث تحتل كل من تلك الدول بعضاً من الجزر والشعاب المرجانية هناك.