
قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، الجمعة، إنه "من الصعب جداً" دحر القوات الروسية من أوكرانيا بالكامل في 2023، مشيراً إلى أنه من وجهة نظر عسكرية فإن الحرب في أوكرانيا "صعبة للغاية" نظراً لامتداد القتال على مساحة شاسعة من الأراضي، مشدداً على أن الحرب "ستنتهي بالتفاوض".
وجاءت تصريحات ميلي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في ألمانيا عقب انعقاد اجتماع لوزراء دفاع 50 دولة من مجموعة الاتصال لدعم أوكرانيا بقاعدة رامشتاين الجوية.
وأضاف: "من وجهة نظر عسكرية، هذه حرب صعبة للغاية تمتد جبهتها من خاركوف إلى خيرسون والقتال العنيف لا يزال قائماً، هذه مساحة تغطي تقريباً من واشنطن إلى أتلانتا، وهي مساحة أرض كبيرة جداً".
وذكر أنه انطلاقاً من وجهة النظر هذه فإنه "سيكون من الصعب إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة هذا العام". وزاد: "هذا لا يعني أنه لن يحدث أو أنه لا يمكن أن يحدث ولكن الأمر سيكون صعباً للغاية".
واستدرك ميلي أنه مع حزم الدعم العسكري التي أُعلن عنها لأوكرانيا، وتضمنت قدرات عسكرية كبيرة، وكذلك حزم تدريبية للقوات الأوكرانية في ألمانيا والولايات المتحدة، فإن ما يمكن أن يحدث هو الحفاظ على الدفاعات الأوكرانية، وتحقيق الاستقرار على الجبهة، وكذلك البدء في عملية هجومية لتحرير الأراضي".
وتابع: "في نهاية الأمر، هذه الحرب، كحروب أخرى في الماضي، ستنتهي على طاولة المفاوضات ولكن توقيت هذا سيتم تحديده من قبل زعيمي البلدين".
وشدد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه أن ينهي الحرب "اليوم"، مضيفاً: "هي حربه وهو من بدأها، وهذه الحرب باتت تشكل كارثة بالنسبة لروسيا، نظراً للعدد الكبير من الضحايا والأضرار التي لحقت بالجيش الروسي".
ورفض ميلي الإجابة عن سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة فرضت شروطاً على استخدام أسلحتها في شبه جزيرة القرم. وقال: "أنا لا أناقش حظر أو السماح باستخدام الأسلحة علناً".
"حرب دموية للغاية"
وفي ما يتعلق بأعداد الضحايا من الجانبين، قال رئيس الأركان الأميركي إن إحصاءات الضحايا في الحروب غالباً ما تكون مشكوكاً فيها، ولكن تقديره الشخصي أن روسيا فقدت أكثر بكثير من 100 ألف جندي، وأن ذلك يتضمن الضحايا بين القوات النظامية و"المرتزقة" مثل مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية.
وأوضح أن أوكرانيا فقدت أيضاً الكثير من الضحايا، مشيراً إلى الضحايا المدنيين جراء الضربات الروسية على المدن الأوكرانية وشبكات الطاقة والبنية التحتية الحيوية.
وأضاف ميلي: "هذه حرب دموية للغاية، وهناك عدد كبير من الضحايا على الجانبين. أعتقد أنه، عاجلاً أم آجلاً ستسير هذه الحرب إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذه الحرب".
الناتو أكثر اتحاداً
وأشار ميلي إلى أنه خلال أكثر من 33 سنة قضاها في الخدمة العسكرية "لم أرَ الناتو أكثر اتحاداً".
وشدد على أن "تغيير الحدود بالقوة أمر لا يمكن أن يمر"، معتبراً أن الرئيس فلاديمير بوتين وروسيا سيدركون في النهاية حجم الخطأ الذي ارتكبوه".
وتعهد بمواصلة دعم الدفاعات الأوكرانية "حتى ينهي بوتين حربه". وأضاف: "ملتزمون بذلك مهما طال الأمر".
وقال إن برامج التدريب، إضافة إلى المعدات "سترفع قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها والقيام بهجمات ضد القوات الروسية".
ألمانيا حليف موثوق
وبشأن ما إذا كانت ألمانيا لا تزال حليفاً موثوقاً بعد رفضها تسليم دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن ألمانيا "حليف موثوق، وهم كانوا كذلك لوقت طويل، وأعتقد أنهم سيواصلون فعل ذلك. ألمانيا لديها 39 ألف من قواتنا وعائلاتهم و10 آلاف مدني".
وأضاف: "ألمانيا حليف موثوق، ولكن جميعنا يمكننا فعل المزيد"، وأشار إلى أن برلين أسهمت بالكثير في حملة دعم أوكرانيا، إذ زودت كييف بدفاعات جوية، وأنظمة باتريوت، وقذائف مورتر، وكذلك التدريب على تلك المنصات وغيرها، ولفت إلى تدريب قوات أوكرانية على أراضي ألمانيا.
وأضاف: "لدينا علاقة مهمة مع ألمانيا، ونعتقد أنها ستواصل دورها القيادي".
وقال أوستن إن مجموعة الاتصال تركز على منح أوكرانيا قدرات حقيقية، وإن مسألة التركيز على دبابات "ليوبارد 2" وحدها، ليست صحيحة، إذ إن أوكرانيا تلقت الكثير من المنصات الدفاعية كما أن الحزم العسكرية التي تم إقرارها لأوكرانيا تضمنت دبابات ومركبات قتالية.
لا رابط بين "أبرامز" و"ليوبارد"
وشدد أوستن على أنه لا علاقة بين أي قرار أميركي بإمداد أوكرانيا بدبابات "أبرامز" الأميركية، ومنح ألمانيا دبابات "ليوبارد 2" الألمانية من عدمه.
وأكد أن لا إعلان لديه بشأن دبابات أبرامز، مشيراً إلى أن ما تركز عليه مجموعة الاتصال هو منح أوكرانيا القدرات التي تحتاجها لكي تكون ناجحة في المستقبل القريب"، ولكنه أشار إلى أن هناك "نافذة ضيقة" للقيام بذلك قبل قيام أوكرانيا بالهجوم المرتقب في الربيع المقبل.
وشدد أوستن على أن مجموعة الاتصال تعمل على تعميق عملها وتعاونها من أجل دعم حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
وأشار إلى أن "هذا عقد حاسم بالنسبة للعالم ولحظة حاسمة في الحرب في دفاع أوكرانيا عن نفسها".
وقال إن الأمر يتعلق بالأمن الأوروبي والعالمي، وكذلك "العالم الذي نريد أن نعيش فيه والعالم الذي نريد أن يرثه أطفالنا".
وشدد على صلابة اعتزام الدول الحليفة لأوكرانيا توفير كل المساعدات اللازمة لها.