دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، الكونجرس إلى العمل بسرعة لحظر الأسلحة الهجومية، وفق ما ذكر البيت الأبيض، وذلك في أعقاب حادثي إطلاق نار في ولاية كاليفورنيا، أوديا بحياة 18 شخصاً على الأقل، وقبل عملية إطلاق نار جديدة تودي بحياة 3 في الغرب الأميركي.
وقال البيت الأبيض إن بايدن يؤمن بأن هناك "المزيد لفعله لإبقاء المجتمعات آمنة من حوادث إطلاق النار".
ووقع الحوادث الأخيرة في مرقص بضاحية لوس أنجلوس، السبت، ثم في موقع زراعي قرب سان فرانسيسكو، الاثنين، وكان معظم الضحايا والمنفذين من أصول آسيوية، فيما وقعت عملية إطلاق نار أخرى، الثلاثاء، في متجر للبقالة بولاية واشنطن.
وبعد أن عبر عن صدمته وأمر بتنكيس الأعلام، الأحد، دعا بايدن إلى تمرير "سريع" لمشروع قانون يقيد الوصول إلى البنادق الهجومية.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض: "نحن مدركون أن آفة عنف الأسلحة في كافة أنحاء الولايات المتحدة تتطلب تحركاً أقوى. أحضّ مرة جديدة مجلسَي الكونجرس على التحرك بسرعة وإحالة (قانون) حظر الأسلحة الهجومية إلى مكتبي، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على المجتمعات والمدارس وأماكن العمل والمنازل الأميركية آمنة".
في زيارة لمونتيري بارك، الاثنين، انتقد حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم انتشار الأسلحة النارية الخارج عن السيطرة في الولايات المتحدة. وقال الديمقراطي "هذا عار".
وأضاف: "علينا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك، علينا أن نكون قدوة للعالم وليس فقط أن نرد على هذه الأزمات التي لا تعد ولا تحصى ونكرر اسطوانة رفع الصلوات وتقديم التعازي".
وكتب على تويتر: "كنت في المستشفى لزيارة جرحى حادث إطلاق النار العشوائي عندما أبلغت بحادث إطلاق نار آخر. هذه المرة في هاف مون باي. مأساة تلو مأساة".
ضحايا آسيويون
ووقعت مجزرة الاثنين في هاف مون باي، على بعد أكثر من 40 كيلومتراً من سان فرانسيسكو، في مزرعتين.
وذكر الاعلام الأميركي أن الضحايا السبعة عمال مزارعون صينيون، وأن شخصاً ثامناً أصيب بجروح بالغة.
وأفادت قائدة شرطة مقاطعة سان ماتيو، كريستينا كوربوس، عن اعتقال شونلي تشاو البالغ من العمر 67 عاماً، والذي يشتبه بأنه منفذ عمليتي إطلاق النار في المزرعتين قرب سان فرانسيسكو.
وأضافت أنه تم العثور على مسدس شبه أوتوماتيكي في سيارة الرجل الموقوف، وأنه عمل في إحدى المزرعتين.
وقعت المأساة بعد أقل من 48 ساعة على حادث إطلاق نار مماثل، حين اقتحم رجل من أصول آسيوية يبلغ من العمر 72 عاماً مساء السبت، مرقص "ستار بولروم دانس ستوديو" في مونتيري بارك، على مسافة 600 كيلومتر إلى الجنوب، فأطلق 42 رصاصة وأردى 11 رجلاً وامرأة تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
وبعد المجزرة التي أوقعت كذلك 9 جرحى، حاول مطلق النار المدعو "هو كان تران" ارتكاب مجزرة أخرى في مرقص قريب، لكن أحد الحراس جرده من سلاحه، فهرب قبل أن ينتحر في شاحنته الصغيرة حين طوقته الشرطة.
وفي ما يتعلق بحادثي إطلاق النار، كانت الشرطة لا تزال، الثلاثاء، تسعى لتحديد الدوافع.
وأوضح قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس روبرت لونا أنه في حادث إطلاق النار في المرقص "ليس لدينا بعد أي دافع".
ويتقصى المحققون حالياً الروابط بين القاتل والمرقصين المستهدفين، وخصوصاً علاقات محتملة له داخلهما، على ما أوردت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" نقلاً عن مصادر في الشرطة.
يقظة أكبر
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، مساء الاثنين، إنه تم إبلاغ الرئيس بحادث إطلاق النار في هاف مون باي و"طلب من سلطات إنفاذ القانون الفدرالية تقديم" المساعدة اللازمة للسلطات المحلية".
وبما أن معظم الضحايا في حادثي إطلاق النار من أصول آسيوية، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها قامت بتفعيل آلية حماية قنصلية مع قنصلياتها في الولايات المتحدة.
كما حثت رعاياها على إيلاء اهتمام خاص للوضع المحلي وتوخي الحيطة والحذر، لا سيما من خلال تجنب الذهاب إلى أماكن التجمع، وفقاً لمنشور أرسل الثلاثاء عبر شبكة التواصل الاجتماعي الصينية وي تشات WeChat.
متجر بقالة
وكان ذلك كله قبل حادث الثلاثاء، الذي كان عبارة عن هجوم مسلح بولاية واشنطن في غرب الولايات المتّحدة أودى بحياة 3 أشخاص على الأقل.
وقال الضابط مات موراي، قائد شرطة ياكيما، المدينة البالغ عدد سكانها حوالى مئة ألف نسمة والواقعة على بُعد ساعتين بالسيارة من سياتل، إنّ المأساة وقعت داخل متجر بقالة.
وأضاف للصحافيين أنّ مطلق النار واسمه جاريد هادوك (21 عاماً) لاذ بالفرار وهو مسلّح و"يشكّل خطراً على السكّان"، مشيراً إلى أن المحقّقين يجهلون حتى الساعة دوافع المهاجم.
وبحسب تسجيلات كاميرات المراقبة في متجر البقالة فقد "دخل الرجل وراح يطلق النار فحسب"، وفقاً لقائد الشرطة.
وأضاف موراي أنّ المسلّح "خرج بعدها من المتجر وأطلق النار على أحد الضحايا ثم اجتاز الشارع وأطلق النار على شخص آخر على ما يبدو"، وبعدها، سرق سيارة وفرّ على متنها.
ويُعدّ العنف باستخدام السلاح أزمة كبيرة في الولايات المتحدة، إذ حدثت أكثر من 600 عملية إطلاق نار استهدفت مجموعة من الأشخاص في عام 2022، وفق موقع "أرشيف العنف المسلح".
وأحيت حوادث إطلاق النار الجدل بشأن فرض قيود على استخدام الأسلحة، رغم إحراز تقدم ضئيل في الكونجرس بشأن تبني إصلاحات.
وقضى 49 ألف شخص بالرصاص في عام 2021 في الولايات المتحدة، مقابل 45 ألفاً في 2020، التي كانت سنة سجلت حصيلة قياسية. وهذا يمثل أكثر من 130 وفاة يومياً أكثر من نصفها حالات انتحار.
ويملك واحد من كل 3 بالغين في الولايات المتحدة سلاحاً واحداً على الأقل، ويعيش واحد من كل شخصين بالغين في منزل يحوي قطعة سلاح.