أعلن الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم في جنوب إفريقيا أنه طلب من كبار المسؤولين إعلان "الكارثة الوطنية" بغية وضع حد للتقنين الحاد للكهرباء، الذي تسبب بفوضى عارمة في أكبر قوة صناعية في إفريقيا.
وقال فيكيلي مبالولا في مؤتمر صحافي عقب اجتماع للجنة التنفيذية الجديدة للحزب في نهاية الأسبوع، إن إعلان حال الكارثة الوطنية من شأنه أن يحرر مزيداً من الأرصدة المالية والموارد من أجل "إدارة الأزمة على نحو أفضل".
والأزمة المزمنة للتقنين في التغذية بالتيار الكهربائي تفاقمت في الأشهر الأخيرة، ولم تتمكن شبكة الكهرباء التي تشغّلها شركة "إيسكوم" الحكومية المثقلة بالديون، من معالجتها وسط صعوبات تواجهها في صيانة بناها التحتية العاملة بالفحم.
وأضاف: "نحن في معرض الاستجابة لهذه الأزمة، وأعطى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الرئيس والفريق الحكومي توجيهات واضحة"، مشيراً إلى أن الخطوة من شأنها أن تسرّع استجابة إدارة الرئيس سيريل رامابوزا، بهدف وضع حد لانقطاع التيار الكهربائي بحلول نهاية العام.
ومدة التقنين تتراوح بين ساعتين و12 ساعة يومياً، وقد أثار هذا الأمر غضباً عارماً، وأثّر بشكل كبير على الإنتاج الصناعي والأعمال التجارية.
ومن المتوقّع أن يتباطأ النمو الاقتصادي لجنوب إفريقيا إلى 0,3 بالمئة هذا العام بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء، علماً بأن البلاد سجّلت العام الماضي نمواً بلغ 2,5 بالمئة.
وتعهّدت أحزاب معارضة مواصلة التظاهر ضد الحكومة احتجاجاً على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وشهد الأسبوع الماضي تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف.
لا مجال للتخلي عن الفحم
والأحد، قال رامافوزا إن بلاده التي تعول على الفحم لتأمين 80٪ من احتياجاتها الكهربائية، لن "تتخلى فجأة" عن محطات الطاقة الملوثة "لإجراء تحوّل في مجال الطاقة".
وتحدّث رامافوزا، خلال اجتماع مع كبار المسؤولين في الحزب الحاكم، عن الحاجة إلى تصحيح "تصوّر أننا مدعوون إلى إيجاد توازن بين أمن الطاقة والانتقال العادل إلى اقتصاد ذي انبعاثات كربونية منخفضة".
واعتبر أن الأمر لا يتعلق "بالاختيار بين الفحم ومصادر الطاقة المتجددة". وأضاف: "يشكل الفحم 80٪ من مصادر الطاقة لدينا، ولا طريقة لإغلاق هذه المحطات بكل بساطة".
وتعاني محطتان، تم بناؤهما حديثاً وتُعتبران من أكبر المحطات العاملة بالفحم في العالم، من مشاكل في التصميم. وقال رامافوزا إنه ينبغي مع ذلك أن تعملا حتى انتهاء مفعول قدرتهما الإنتاجية البالغ 40 عاماً.
وأضاف أمام مسؤولين في حزبه: "استثمرنا الكثير من الأموال في المحطتين".
وستُعاد برمجة محطات توليد الطاقة بالفحم التي باتت قدرتها الإنتاجية على وشك الانتهاء، لإنتاج طاقة نظيفة.
انتشار عسكري
وفي ديسمبر، نشرت السلطات الجيش حول محطات الكهرباء، لمنع أي عمليات تخريب بسبب تكرار انقطاع التيار، كما أعلنت الشركة المزودة "إيسكوم" والرئاسة.
وقالت الشركة إنها "تستطيع أن تؤكد أنه يجري نشر قوات الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا". وأضافت في بيان أن "عمليات نشر للجيش تمت في 4 مواقع".
وكان فنسنت ماغوينيالي الناطق باسم رئيس البلاد، صرح أن انتشار الجيش يهدف إلى منع "التخريب" و"سرقة" الفحم والديزل من محطات توليد الكهرباء.
وكلف انقطاع الكهرباء القياسي هذا العام اقتصاد جنوب إفريقيا مئات الملايين من الدولارات، مما أدى إلى زعزعة قطاعي التجارة والصناعة.
وأعلن أندريه دي رويتر، رئيس مجلس إدارة "إيسكوم" في ديسمبر استقالته، مشيراً إلى أن الفساد والجريمة هما التحديان الرئيسيان اللذان تواجههما الشركة.
اقرأ أيضاً: