موجة الإضرابات تجتاح أوروبا مع تصاعد أزمة المعيشة

time reading iconدقائق القراءة - 10
مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الإضرابات في فرنسا احتجاجاً على إصلاحات نظام التقاعد بباريس. 31 يناير 2023 - AFP
مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الإضرابات في فرنسا احتجاجاً على إصلاحات نظام التقاعد بباريس. 31 يناير 2023 - AFP
دبي-الشرق

تشهدت أوروبا موجة من الإضرابات والاحتجاجات، للمطالبة بتحسين أوضاع العمال في ظل أزمة كلفة معيشة، وخلافات بشأن سياسات الإنفاق الوطنية.

وعلى الرغم من تعدُّد الأسباب الدافعة لهذه الإضرابات والاحتجاجات، إلا أنها ترجع أغلبيتها إلى الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع الأسعار في القارة الأوروبية، وعلى رأسها أسعار الطاقة، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا

فرنسا

في فرنسا، أدَّت الخلافات بين الحكومة والنقابات بشأن خطط التقاعد، إلى موجة من الاحتجاجات الكبيرة، حيث تسبب إضراب ثان على مستوى البلاد، الثلاثاء، في تعطيل إنتاج الكهرباء وحركة النقل العام والمدارس.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان، إن 1.272 مليون شخص شاركوا في الإضرابات والاحتجاجات التي تم تنظيمها الثلاثاء احتجاجاً على إصلاحات التقاعد.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، فإن جوهر الخلاف بين الحكومة والنقابات، يكمن في الدواعي الاقتصادية لقرارات رفع سن التقاعد، إذ يصر الرئيس إيمانويل ماكرون على أنَّ الإصلاح "ضروري" لضمان استمرار عمل نظام المعاشات التقاعدية.

لكن النقابات تقول إنَّ هناك سبلاً أخرى لتحقيق ذلك، مثل فرض ضرائب على الأثرياء أو مطالبة أصحاب العمل أو المتقاعدين الميسورين بالمساهمة بشكل أكبر.

بلجيكا

وفي بلجيكا، تضغط النقابات العمالية من أجل إنهاء ما تعتبره عجزاً في القوى العاملة، حيث تظاهر أكثر من 12 ألف عامل في القطاع العام ببروكسل، الثلاثاء، في دعوة للمطالبة بإضراب بسبب نقص الموظفين، وفقاً لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وتطالب النقابات بمزيد من القوة الشرائية في القطاع العام، والضغط من أجل زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.

وقالت النقابات في بيان: "نحن قلقون بشأن عبء العمل الكبير والتوازن غير الواضح بين العمل والحياة.. وهذا هو السبب في أننا سنخرج إلى شوارع بروكسل".

بريطانيا

على الرغم من أنَّ المملكة المتحدة شهدت هدوءاً نسبياً في التحركات العمالية خلال السنوات الماضية، مقارنة بدول مثل فرنسا، إلا أنها في طريقها للحاق بجارتها، مع تصاعد الإضرابات، وسط أسوأ أزمة تكلفة معيشة منذ نحو جيل، وفقاً لـ"بلومبرغ".

ومن المرتقب أن يضرب سائقو القطارات والمعلمون وموظفو المطارات، وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، الأربعاء، كجزء من الضغوطات على الحكومة للمطالبة بأجور أعلى.

كما يتوقع أن تشهد إضرابات، الأربعاء، خروج نحو نصف مليون عامل في جميع أنحاء البلاد، احتجاجاً على تشريع الحكومة المقترح لمكافحة الإضراب، ورفضها تمويل زيادات رواتب القطاع العام، في واحد من أكبر التحركات النقابية المنسقة على الإطلاق.

ووفقاً لصحيفة "جارديان" البريطانية، فإن "داونينج ستريت"، حذَّر الثلاثاء، من أنَّ الناس سيعانون من "اضطراب كبير" بسبب الإضرابات الجماهيرية المزمعة الأربعاء.

إسبانيا

وفي إسبانيا، بدأ حوالي 160 مراقباً للحركة الجوية، الاثنين، إضراباً هو الأول في سلسلة من 5 إضرابات تحدث كل اثنين بين 30 يناير و27 فبراير، لمطالبة الحكومة بزيادة مؤشر أسعار المستهلك، وإزالة 12 إلى 15% من تخفيضات الأجور.

ومن المتوقع أن يؤثر الإضراب الأسبوعي على 28% من إجمالي الحركة الجوية في البلاد.

هولندا

وفي هولندا سيبدأ عمال النقل العام الهولنديون إضراباً لمدة 5 أيام في جميع أنحاء البلاد، اعتباراً من الاثنين المقبل، احتجاجاً على انهيار المفاوضات مع الحكومة بشأن اتفاق جماعي جديد يضم 13 ألف موظف.

وتسبَّب إضراب سابق في تعطيل حوالي 40% من وسائل النقل العام في مناطق مختلفة بالبلاد.

فنلندا

وفي فنلندا، من المرجح أن تؤدي مفاوضات الأجور الفاشلة بين ممثلي أصحاب العمل والنقابات العمالية في قطاع التكنولوجيا والصناعة إلى إضرابات في فبراير الجاري، ستمتد إلى القطاعات الرئيسية الأخرى في البلاد، وذلك بحسب ما ذكره موقع "يوراكتيف" الإخباري المتخصص في سياسات الاتحاد الأوروبي.

ويطالب الاتحاد الصناعي بزيادة الرواتب بنسبة 5% سنوياً، ومع رفض أصحاب العمل لهذا المطلب، أعلنت النقابات أنَّ عدم التوصل لاتفاق يعني الشروع في تنظيم إضرابات، ابتداءً من الأربعاء.

اليونان

أمَّا في اليونان، فيستعد العمال في خدمات البناء البلدية في جميع أنحاء البلاد، لإيقاف العمل ليوم واحد الخميس، للضغط على الحكومة من أجل رفع مستويات التوظيف، وزيادة الأجور، ووضع حد للخصخصة والاستعانة بمصادر خارجية.

البرتغال

وفي البرتغال، خرج عشرات الآلاف من معلمي المدارس العامة وغيرهم من موظفي قطاع التعليم في مسيرة بلشبونة، السبت، للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".

وقالت الشرطة إن نحو 80 ألف محتج خرجوا في العاصمة البرتغالية مرددين هتافات تحتج على انخفاض الدخل. وينظم المعلمون وموظفو التعليم الآخرون في جميع أنحاء البلاد إضرابات منذ أوائل ديسمبر، مما أدى إلى إغلاق العديد من المدارس وجعل الطلبة غير قادرين على حضور فصولهم الدراسية.

رد الحكومات

وأمام تصعيد الإضرابات تدرس بعض الحكومات الأوروبية، تعديل تشريعاتها لمواجهة هذه الإضرابات، وذلك بحسب ما ذكرته، الثلاثاء، شبكة "يورو نيوز".

وقال وزير النقل الفرنسي كليمان بون، إنَّ الحكومة ستدرس إصلاح قوانين البلاد عندما يتعلق الأمر بالإضرابات، مشيراً إلى أنها تريد اتباع "النمط الإيطالي".

ووفقاً للشبكة، لا يُسمح لعمال السكك الحديدية في إيطاليا بالإضراب خلال فترات العطلات مثل عيد الميلاد وعيد الفصح، كما لا يُسمح بالإضراب خلال أيام الانتخابات.

ويتعيَّن أيضاً على النقابات توفير الحد الأدنى من مستوى خدمة النقل، مما يعني أنَّ بعض العمال يجب أن يحافظوا على عمل القطارات أثناء الإضراب. وينطبق هذا القانون أيضاً على الأطباء والمحامين وحتى سائقي سيارات الأجرة.

"صدمة" حرب أوكرانيا

وأثرت الحرب في أوكرانيا على الأوضاع المعيشية في دول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت طيلة سنوات على إمدادات الطاقة الروسية.

وكانت "الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية"، قالت في تقرير عن تداعيات الحرب في أوكرانيا على الاتحاد الأوروبي، إنَّ الحرب أدَّت إلى "تأثيرات كبيرة في أوروبا، مع ارتفاع أسعار الطاقة وغيرها من الأسعار، ومن المحتمل أن نستمر في ذلك".

ووفقاً للدائرة، فإنَّ الحرب في أوكرانيا هي "الصدمة الثالثة غير المتكافئة، كما يسميها الاقتصاديون، التي شهدها الاتحاد خلال العقدين الماضيين، بعد الأزمة المالية لعام 2008، وأزمة منطقة اليورو التالية لها، ووباء كوفيد-19".

وأشارت إلى أنَّ الحرب تؤثر على دول الاتحاد الأوروبي أكثر من غيرها، لا سيما البلدان المجاورة لأوكرانيا، بسبب تدفق اللاجئين، واعتمادها الشديد على الغاز الروسي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات