الوضع الأمني بالكونغو الديمقراطية محور قمة استثنائية لدول شرق إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي يستقبل نظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في بوجومبورا، بوروندي. 4 فبراير 2023 - AFP
الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي يستقبل نظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في بوجومبورا، بوروندي. 4 فبراير 2023 - AFP
نيروبي -أ ف ب

اجتمع رؤساء دول وسط إفريقيا وشرقها، السبت، في قمة استثنائية في بوجومبورا عاصمة بوروندي، لمناقشة الوضع الأمني في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويأتي هذا الاجتماع الذي تنظّمه مجموعة شرق إفريقيا المؤلفة من سبع دول، في خضمّ تصاعد أعمال العنف في شرق الدولة العملاقة الواقعة في وسط إفريقيا.

وكتب رئيس المجموعة الحالي الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي في تغريدة، أن الهدف من القمة "التوصل إلى قرارات ستحسّن الوضع الأمني وتسهّل تحقيق السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية".

سيطرت حركة "إم 23" المتمردة التي تتهم كينشاسا رواندا بدعمها، على مناطق شاسعة غنية بالمعادن، في إقليم شمال كيفو. وتواصل الحركة التقدّم رغم خارطة طريق من أجل إرساء السلام وُضعت في لواندا في أنجولا في يوليو 2022.

وقالت الرئاسة، السبت، إن "المحادثات يجب أن تركّز على تقييم خارطة طريق لواندا، التي تفرض الانسحاب الفعلي والنهائي لقوات (حركة) إم 23 وقوات الدفاع الرواندية من المناطق المحتلة في 15 يناير".

وأضافت أن "قوات إم 23 الإرهابية لم تغادر يوماً هذه المناطق، على العكس فإن إم 23 وحلفاءها وسّعوا مناطق احتلالهم".

إضافة إلى الرئيس البوروندي، شارك في القمة الرؤساء الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، والرواندي بول كاجامي، والكيني وليام روتو، والأوغندي يوري موسيفيني، والرئيسة التنزانية سامية صولحو حسن.

وتأتي القمة بعيد زيارة البابا فرنسيس إلى كينشاسا، حيث التقى ضحايا النزاع، وندد بـ"الفظائع الوحشية"، التي تُرتكب في شرق الكونغو الديمقراطية.

حروب موروثة

ومنذ عقود، تنشط جماعات مسلحة عدة في هذه المنطقة الغنية بالمعادن، الكثير منها من بقايا حروب بين المناطق اندلعت في تسعينات القرن الماضي، ومطلع الألفية الثالثة.

ومنذ نوفمبر 2021، سيطر المتمرّدون ومعظمهم أفراد من عرقية "توتسي" ضمن حركة "إم 23"، على أراضٍ قرب جوما. وتتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعمهم، وهو أمر وثّقه خبراء الأمم المتحدة ودول غربية، إلا أن كيجالي تصر على نفي ذلك.

قوة إقليمية

وأنشأت مجموعة شرق إفريقيا العام الماضي قوة سلام عسكرية إقليمية من أجل شرق الكونغو الديمقراطية، ووصل أول عناصرها إلى جوما في نوفمبر. ويُسمح لها باللجوء إلى القوة في مواجهة حركة "إم 23"، لكن لم تُقدم على ذلك بعد.

في بوجومبورا، يعتزم تشيسيكيدي "توضيح تفويض القوة الإقليمية"، وفقاً لما أفادت به الرئاسة الكونغولية، السبت.

وتصاعدت التوترات أواخر يناير، عندما فتحت القوات الرواندية النار على طائرة مقاتلة كونغولية انتهكت بحسب رواندا، المجال الجوي الرواندي. وتحدثت كينشاسا عن "عمل حربي".

وقال حينها الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، الوسيط في مجموعة شرق إفريقيا في أزمة الكونغو الديمقراطية، إنه قلق بسبب "التدهور القوي" للوضع في إقليم شمال كيفو.

وفي تصريح قبل القمة، طالب روتو بأن تُحمى الموارد المعدنية الغنية في الكونغو الديمقراطية، وهي مصدر النزاعات الكثيرة الدائرة حالياً.

وقال: "حان الوقت ليدقق المجتمع الدولي بأكبر قدر من اليقظة بسلاسل الإمدادات الصناعية ولضمان أن الإنتاج والاستهلاك العالميين يحترمان السيادة الكونغولية في ما يخصّ الموارد ولا يستغلان النزاعات والمعاناة الإنسانية".

تقارب رواندي بوروندي

وبدأ تقارب بين رواندا وبوروندي على هامش القمّة. وهذه أول زيارة لكاجامي إلى بوروندي منذ عام 2013.

وكانت العلاقة بين البلدين حتى الآن متوترة. واتّهمت بوروندي رواندا بإيواء مسؤولين عن محاولة انقلاب عام 2015.

وفي عام 2020، حضّ كاجامي نظيره إيفاريست نداييشيمي الذي كان قد انُتخب قبل وقت قصير، على تطبيع العلاقات الدبلوماسية، لكن هذا الطلب رُفض آنذاك ووُصف بأنه بمثابة "نفاق".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات