الزلزال يؤجّل الحملة الانتخابية للمعارضة التركية المنقسمة

time reading iconدقائق القراءة - 5
تجمّع حاشد للمعارضة التركية في مدينة إسطنبول. 15 ديسمبر 2022 - REUTERS
تجمّع حاشد للمعارضة التركية في مدينة إسطنبول. 15 ديسمبر 2022 - REUTERS
إسطنبول-أ ف ب

أجلّت المعارضة التركية اجتماعاً كان مقرراً، الاثنين، للإعلان عن مرشحها المشترك لخوض غمار الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب كارثة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف شخص، وألقت بظلال من الشك على موعد الانتخابات في مايو.

وتُروّج مصادر الحزب الحاكم والمعارضة أن أردوغان سيؤجل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو، في أعقاب أسوأ كارثة شهدتها تركيا في العصر الحديث.

وقال بيرك إيسن الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول "هذا سيُغير الأمور، ليس فقط بالنسبة الى الحكومة ولكن بالنسبة الى المعارضة أيضاً".

كذلك، يرى الخبراء أن الزلزال وأي تأخير في التصويت، يمكن أن يكونا من العوامل التي تغيّر المشهد السياسي، والتي قد تتمثل في فرص ومخاطر جديدة.

وبالتالي، بات لدى معارضي الرئيس التركي مزيد من الوقت للتوصل إلى إجماع بعد تأجيل اجتماع الاثنين إلى موعد غير محدد، في ظل عدم تمكنهم من الاتفاق على مرشح منذ أكثر من عام.

ويرى المحللون أن عليهم استغلال الوقت بحكمة، في محاولة للاستفادة من الغضب العام في ضوء النطاق الهائل للدمار، من دون أن يبدو ذلك سعياً لتحقيق مكاسب سياسية من المأساة.

وفي هذا الإطار، قال المستشار في المخاطر السياسية أنتوني سكينر إن "الأحداث المرعبة منحت المعارضة السياسية ذخيرة جديدة ضد الحكومة. ذخيرة مدفوعة بالغضب الشعبي والنقمة".

ولم ينطق أردوغان بكلمة واحدة عن الانتخابات منذ الزلزال، ولكنه يظهر على شاشات التلفزيون مراراً في اليوم، وهو يواسي الناجين ويُعزي الأمة.

"واجب إجراء الانتخابات"

لطالما اعتبر كمال كيليجدار أوغلو، وهو موظف حكومي سابق يرأس الحزب العلماني الرئيسي في تركيا، المرشح الأوفر حظاً لمواجهة أردوغان.

ولكن ميرال أكشينار من حزب "الخير" القومي ترفض هذه الفكرة، ويبدو أنها تدعم رئيس بلدية اسطنبول المعارِض الشعبي أكرم إمام أوغلو بدلاً منه.

وقال إيسن "كانت المعارضة في موقف حرج للغاية" مع انقسامات كثيرة. وأضاف أن السيناريو الأكثر ترجيحاً أن يصبح كيليجدار أوغلو مرشح المعارضة، لأنه "سيكون من الصعب جداً" على أحد آخر أن يقود حملة انتخابية على نطاق واسع في وقت الحداد الوطني.

واعتبر الخبراء أن الانتخابات في مايو باتت غير واردة، ولكن يمكن أن تجري في يونيو، الذي يعد آخر موعد لإجرائها وفق الدستور.

ولا يمكن لأردوغان تأجيل الانتخابات إلى موعد أبعد من ذلك، من دون تعديل الدستور. لذا، يحتاج غالبية الثلثَين في البرلمان، أي 400 صوت، علماً بأنه يملك وحلفاؤه في اليمين 333 صوتاً، ما يعني أنه سيحتاج إلى المعارضة لدعم تأخير أطول.

من جهتها، قال سينم أدار الزميلة في مركز الدراسات التركية التطبيقية في برلين، إن إحدى ركائز استراتيجية المعارضة يجب أن تكون ضمان إجراء الانتخابات بحلول يونيو.

كذلك، تدفع أكشينار باتجاه إجراء الانتخابات في يونيو. وقالت للصحافيين الأسبوع الماضي "من واجبنا كسياسيين إجراء هذه الانتخابات".

مواجهة أردوغان

لكن المعارضة كانت منقسمة أيضاً في استجابتها للزلزال. فقد اختارت أكشينار البقاء صامتة وتجنّب المناطق التي ضربها الزلزال في الأيام الأولى، بينما زار كيليجدار أوغلو المناطق المتضررة سعياً لمواساة الضحايا.

وهاجم أردوغان، متهماً إياه بالفشل في جعل تركيا متأهبة للزلازل.

كما ظهر السبت مع الزعيم الموالي للأكراد في ديار بكر المتضررة من الزلزال، والتي تُعد المحافظة الوحيدة التي لم تصوت لتحالف أردوغان في انتخابات العام 2018.

من جهتهما، نشر رئيسا بلديتي اسطنبول وأنقرة المعارضان، صوراً لموظفي البلدية يساعدون في جهود الإنقاذ ورفع الأنقاض وتقديم الطعام الساخن للناجين.

أما أكشينار، فقالت إنها انتظرت 72 ساعة لتجنب أن تكون عقبة أمام جهود الإنقاذ.

وقال أدار إن الزلزال قد يُؤدي إلى انقسامات حادة في صفوف المعارضة، ويتجلى ذلك في الخلافات على المرشح والأدوار التي سيؤديها كل حزب.

ورغم أن إيسن يُحذر من التركيز كثيراً على ردود الفعل المختلفة بعد مرور أسبوع فقط، إلّا أنه يرى إنها تُظهر انعدام تنسيق بين أطراف المعارضة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات