الناتو يبحث تسريع إرسال السلاح لأوكرانيا.. والكرملين ينتقد "انخراط" الحلف بالحرب

تبحث الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) في سبُل تسريع شحناتها من الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، وذلك خلال اجتماع لوزراء دفاع الحلف في بروكسل، فيما اعتبر الكرملين أن الناتو منخرط بشكل متزايد في الصراع بأوكرانيا.

ويجتمع وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف الناتو ومجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء والأربعاء، في اجتماع هو التاسع، لبحث تسريع عمليات إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وتطورات الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويتمّ اتخاذ جميع القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا ضمن مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، التي شكلتها وترأسها الولايات المتحدة، والتي تشارك فيها حوالى 50 دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأميركية في رامشتاين الألمانية.

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قبل انطلاق الاجتماع، على ضرورة ضمان الناتو حصول أوكرانيا على الأسلحة التي تحتاجها "لكسب هذه الحرب".

وقال إنّ "ما هو أولوي وملح يتمثّل في تزويد الأوكرانيين الأسلحة التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم". 

وأضاف ستولتنبرج: "لا نرى بوادر على أن الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يستعد للسلام، وما نراه هو العكس، فهو يستعد لمزيد من الحرب وهجمات جديدة وهجمات جديدة".

وتابع: "هذه حرب استنزاف طاحنة، وبالتالي فهي معركة لوجستية"، مشيراً إلى احتياجات أوكرانيا لمزيد من الأسلحة والمحادثات حول إمكانية توفير طائرات لأوكرانيا.

وتعهّد الحلفاء بتزويد أوكرانيا بالمدفعية والعربات المدرّعة والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي، كما "سيتمّ تقديم التزامات أخرى"، حسبما أكد ستولتنبرج.

وأضاف أن "الطائرات المقاتلة ليست القضية الأكثر إلحاحاً، ولكن النقاش جار" بشأنها.

مساعدات "عاجلة"

ويسعى حلف الناتو إلى تعزيز إمدادات الدول الغربية من الذخيرة والأسلحة إلى أوكرانيا، مع تصعيد روسيا لهجماتها تزامناً مع اقتراب حلول الذكرى الأولى لانطلاق الغزو في 24 فبراير الجاري.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، قبل انطلاق الاجتماع في بروكسل إن لأوكرانيا متطلبات "عاجلة" فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية.

وأكد في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة وحلفاء الناتو يعقدون الاجتماع لتجديد التأكيد على "دعم أوكرانيا على المدى الطويل".

وقال أوستن: "هذا التصميم المشترك سيحافظ على زخم قوات أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة"، مضيفاً أن "الكرملين لا يزال يراهن على تراجعنا" في دعم أوكرانيا.

وأضاف وزير الدفاع الأميركي: "سنوفر للأوكرانيين وسائل تمكّنهم من الصمود والتقدم خلال الهجوم المضاد في الربيع". وفيما تحدّث عن المدفعية ومنظومات الدفاع المضاد للطائرات والدبابات، لم يذكر المسؤول الأميركي المقاتلات في الشحنات المقبلة للأسلحة.

وأكد ستولتنبرج، رغم تصريحاته السابقة، أنّ "المقاتلات ليست القضية الأكثر إلحاحاً، لكن النقاش جار" بشأنها.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على هذا الصعيد "الكل يدرك أن مسألتَي الدفاع الجوي وإعادة تزويد (أوكرانيا) بالذخيرة أكثر أهمية في الوقت الحالي من مناقشة إرسال مقاتلات".

من جهته، شدّد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الموجود في بروكسل، في رسالة عبر "تويتر"، على الحاجة لتأمين مخزونات كافية من الذخيرة وصيانة المعدّات وحماية الأجواء الأوكرانية وتعزيز "حلف الدبابات". 

"عداء" الناتو

وجدد الكرملين انتقاداته لحلف الناتو بسبب موقفه من الحرب في أوكرانيا، إذ قال إن التحالف يظهر عدائه لروسيا كل يوم، وبات منخرطاً على نحو متزايد في الصراع بأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، الثلاثاء، إن "حلف شمال الأطلسي منظمة معادية لنا وتثبت هذا العداء كل يوم".

وأضاف: "إنه (الحلف) يبذل قصارى جهده لجعل مشاركته في الصراع بأوكرانيا واضحة قدر الإمكان".

وقالت روسيا إن إمداد دول حلف الناتو أوكرانيا بأسلحة يؤدي إلى إطالة أمد الصراع ويرفع احتمال زيادة التصعيد. وتقول أوكرانيا والغرب إن تسليم كييف معدات عسكرية متطورة أمر ضروري في مساعدة البلاد على الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي.

وتطلب أوكرانيا طائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى، الأمر الذي كرّره الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي زار لندن وباريس وبروكسل الأسبوع الماضي. 

إلا أنّ الخوف من التورط في الصراع يمنع عدداً من الحلفاء من تزويد أوكرانيا بهذه المعدات. وأكدت وفود عدة أن "من غير المتوقع اتخاذ قرار الثلاثاء بشأن الطائرات المقاتلة".

ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن وزراء دفاع دول الناتو سيناقشون خلال اجتماعهم مسألة إمداد أوكرانيا بطائرات "إف -16".

ووفقا للصحيفة، يتوقع عدد من المسؤولين الأمريكيين أن تمد الولايات المتحدة أوكرانيا بطائرات "F-16"، أو تسمح للدول التي تمتلكها بإعادة تصديرها إلى كييف، في حال استمرار الصراع في أوكرانيا لفترة أطول.

اقرأ أيضاً: