ألمانيا.. صراع النفوذ يشعل خلافات حادة بين المستشار ووزيرة الخارجية

time reading iconدقائق القراءة - 4
المستشار الألماني أولاف شولتز ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك خلال زيارة إلى مقاطعة براندنبورج. 17 يناير 2023 - REUTERS
المستشار الألماني أولاف شولتز ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك خلال زيارة إلى مقاطعة براندنبورج. 17 يناير 2023 - REUTERS
برلين- أ ف ب

تصاعدت الخلافات بين المستشار الألماني أولاف شولتز، ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، ما قد يؤدي إلى تشويش رسائل برلين في الساحة الدولية، بالتزامن مع انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن. 

وكان من المقرر أن تقدم حكومة برلين قبيل المؤتمر الأمني، بموجب اتفاق الائتلاف الحكومي الموقع في نهاية 2021، "استراتيجية الدفاع الوطني". لكن صراع فرض النفوذ بين المستشار والوزيرة للهيمنة على هذا المشروع، أدى إلى تأجيله لأجل غير مسمى.

واستفاضت وسائل الإعلام في تناول هذا الموضوع، من بينها صحيفة "Die Zeit" الأسبوعية، التي تحدثت عن "شرخ" بين شولتز ووزيرة الخارجية التي كانت تطمح إلى شغل منصب المستشارية خلفاً لأنجيلا ميركل في 2021.

خلاف صامت

ويبدو المستشار الديمقراطي (64 عاماً) لا يكترث كثيراً للتواصل، ويفضل القرارات المدروسة بعناية خلف الأبواب المغلقة، فيما لا تتردد بيربوك المدافعة عن البيئة (42 عاماً) في قراراتها، على طرفي نقيض.

وقال الخبير السياسي جيرو نيوجيباور، إن بيربوك، وهي أول سيدة تشغل منصب وزير الخارجية الألمانية، "تحترم السيطرة التقليدية للمستشارية من دون التخلي عن أفكارها".

وأضاف أن شولتز لا ينوي "السماح بأن تُملى عليه المبادئ الأساسية للدبلوماسية الألمانية". كما يرى أنه لهذا السبب "تتسم العلاقة بتوجه كامن نحو الخلاف".

ومن نقاط الخلاف بين الطرفين، طريقة مساعدة أوكرانيا العسكرية، فبيربوك تقوم بحملة من أجل تسريع زيادة دعم برلين، بينما يوحي شولتز في بعض الأحيان بأنه متردد.

ولم يرق للمستشار كثيراً تشويش بيربوك على مجلس الوزراء الفرنسي الألماني في 22 يناير، بإعلانها أن برلين ستقبل إذا طلبت بولندا موافقتها على تسليم كييف دبابات "ليوبارد 2". 

وذكرت الصحيفة أن بيربوك أسرّت لمحادثيها الأميركيين بأن ألمانيا ستوافق في نهاية المطاف على تسليم الدبابات، مما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على برلين.

ورداً على ذلك، لم يبلغ شولتز، حسب الصحيفة الأسبوعية، مباشرة وزيرة الخارجية بقراره إرسال دبابات.

من جانبه، لا يفوت شولتز أياً من تصريحات وزيرة الخارجية، إذ قال مصدر قريب من المستشار لصحيفة "Bild Zeitung": "في المستشارية يتم تسجيل أخطاء بيربوك بعناية".

وقد أزعجه تصريح لبيربوك في نهاية يناير أمام مجلس أوروبا. وقالت وزيرة الخارجية في مداخلة بالإنجليزية سببت إحراجاً حتى في صفوف الوفد المرافق لها: "نحن نقاتل في حرب ضد روسيا وليس بيننا".

ورأت موسكو في تصريحاتها دليلاً على أن الغربيين على خلاف، فيما اعتبرت المعارضة الألمانية أن الوزيرة "غير مسؤولة".

واضطر شولتز، الذي يريد بأي ثمن تجنب أي تصعيد منذ الغزو الروسي، للإدلاء بتصريحات مناقضة لها خلال رحلة إلى أميركا اللاتينية.

التعامل مع الصين

وتشكل العلاقة مع بكين محور خلاف آخر. وبيربوك من أنصار اعتماد سياسة متشددة حيال بكين، وانتقدت زيارة شولتز لشي جين بينج في الخريف الماضي.

وقالت مجلة "DER SPIEGEL" مطلع الشهر الحالي، إن العلاقة الصعبة بين المسؤولين "تشل التحالف والسياسة الخارجية الألمانية". 

وكان المرشحان لمنصب المستشارية في آخر انتخابات تشريعية، تواجها على مقعد نيابي في منطقة بوتسدام. 

وقد يتنافسان مجدداً في 2025، بينما تظهر استطلاعات الرأي أن بيربوك تتقدم بانتظام على شولتز.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات