
يُدير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حكومة بلاده، إضافة إلى وضع خطط عسكرية ضد القوات الروسية، من "مخبأ سري" تحت درج رخامي مكدس بأكياس الرمل، داخل مجمع مبانٍ حكومية تحيط بها نقاط تفتيش عدة، حسبما ذكرت صحيفة" ذا تايمز" البريطانية.
وأضافت الصحيفة، في تقرير رصد ما وصفته بـ"القلب النابض في آلة حكومة كييف"، وكيفية تسيير البلاد في ظل الحرب، وسبل الاستعداد لهجوم الربيع، وذلك بالتزامن مع مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت "ذا تايمز"، إن المُلفت للانتباه عند دخول مكتب زيلينسكي "بانكوفا" (في إشارة إلى الشارع الذي يقع فيه)، هو كم "الظلام الدامس" بالداخل، فكل الستائر مغلقة للحماية من انفجارات القنابل، والأنوار مطفأة لتقليل مخاطر استهداف المبنى بهجمات جوية أو من قبل قناصة.
وأوضحت أن "بنكوفا" عبارة عن مجمع مكاتب خرسانية، محاط بطوق فولاذي، تصطف على جوانب الشوارع المحيطة نقاط تفتيش، ولا تسمح بدخول إلا من لديهم تصاريح مرور. كما لا يسمح للسيارات المدنية بالاقتراب، ويطلب الجنود من المشاة كلمات مرور سرية تتغير بشكل يومي.
ووفقاً للصحيفة، كان العام الماضي بأكمله بمثابة اختبار تحمّل لزيلينسكي ومسؤوليه، الذين يعملون 18 ساعة يومياً، لمدة 7 أيام في الأسبوع، وغالباً ما ينامون في مكاتبهم المظلمة لحمايتهم، وبالكاد يرون عائلاتهم.
تغيير في الخطط
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر حكومي أوكراني، قوله إن الخطة الأولية كانت البقاء تحت الأرض لمدة أسبوع، لكن الأحداث في الخارج تسببت في تغيير الخطة.
وعندما سيطرت القوات الروسية على بلدات ومدن عدة في كييف وحولها، بدا لعدة أسابيع أن العاصمة أيضاً ستسقط. وأمضى زيلينسكي وكبار مساعديه قرابة شهرين تحت الأرض، وظهروا بشكل متقطع لطمأنة الناس بأن الرئيس "لم يفر".
وكان على المدعوين للبقاء إلى جانب الرئيس في مخبأ تحت الأرض توقيع اتفاق عدم إفصاح تمنعهم من مشاركة أي تفاصيل بشأن تصميم القبو أو موقعه أو وسائل الراحة، ولم يُسمح لهم حتى بالتحدث عن الطعام الذي تناولوه.
هجوم الربيع
ولفتت "ذا تايمز"، إلى أنه خلال الأشهر الماضية، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتجنيد ما يصل إلى 800 ألف مدني لتعزيز الدفاعات، ودعم الهجوم الروسي المضاد.
ونقلت الصحيفة، عن أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، قوله إن القوات الروسية الجديدة "ليست منضبطة للغاية"، إلا أنه اعترف بأن مجرد "عدد الأشخاص" يمثل مشكلة.
ولمواجهة ذلك، فتحت أوكرانيا خطة تعبئة تطوعية جديدة ذات "نتائج جيدة"، وفقاً لما ذكره شخص مطلع في "بنكوفا"، مضيفاً: "الكثير من الناس مستعدون للذهاب والقتال.. لدينا أيضاً متطوعون من دول أخرى. لدينا من الشيشان وبولندا وبيلاروس وليتوانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا".
وفي الوقت الذي يُعتقد أن قوة دعم الغرب ستحدد مصير أوكرانيا، أعربت مصادر رفيعة المستوى في "بانكوفا" عن قلقها إزاء احتمال فوز الحزب الجمهوري بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة عام 2024، وسط تقارير تفيد بأن الحزب المحافظ يفضل إنفاق الأموال على أولويات محلية.
مع ذلك قال يرماك الذي يضطر للعمل في ظلام نسبي داخل مقر "بنكوفا"، إنه يأمل أن تكون الجهود الدبلوماسية الأخيرة أثارت مرحلة إلهام وإدراك لبقية العالم.
وعشية الذكرى الأولى للتدخل العسكري الروسي في بلاده، بعث يرماك برسالة قوية لحلفاء أوكرانيا الغربيين، قائلاً: "من الممكن إنهاء هذه الحرب هذا العام. ليس من الضروري بالتأكيد أن تكون هناك ذكرى سنوية ثانية. أعطونا كل ما نحتاجه لننتصر".
اقرأ أيضاً: