تايوان تؤكد إرسال قوات لتلقي تدريب متقدم في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج يحضر اجتماعاً في البرلمان، تايبيه- 24 فبراير 2023 - AFP
وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج يحضر اجتماعاً في البرلمان، تايبيه- 24 فبراير 2023 - AFP
دبي-الشرق

أكد وزير دفاع تايوان تشيو كو تشينج، الجمعة، صحة التقارير الصحفية التي كشفت عن إرسال قوات تايوانية إلى الولايات المتحدة في مهمة تدريبية لتحسين مهارتها القتالية.

يأتي التأكيد بعدما قال مسؤولون أميركيون، الخميس، إن واشنطن ستضاعف قواتها في تايبيه لتوسيع برامج تدريب الجيش التايواني، تحسباً لأي غزو صيني محتمل، وفقاً لتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال تشيو للصحافيين الجمعة، إن التدريب المتقدم الذي ستحصل عليه القوات سيتم على مستوى الكتائب، وسيركز على تكتيكات قتالية تختص بالأداء العملياتي للقوات، وانتشارها.

وتتكون الكتائب عادة في الجيش التايواني من 600 جندي، لكن الوزير لم يعط تفاصيل بشأن عدد القوات التي سيتم إرسالها إلى الولايات المتحدة.

ولم تعلق السفارة الصينية في واشنطن فوراً على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق.

وكانت "وول ستريت جورنال" قد ذكرت الخميس، في معرض تقريرها عن نية واشنطن مضاعفة عدد قواتها على الجزيرة الذاتية الحكم، أن قوات الحرس الوطني في ولاية ميشيجان الأميركية، تدرب مجموعة من قوات الجيش التايواني، في قاعدة عسكرية شمالي الولاية.

وأكد الوزير التايواني الجزء المتعلق بتدريب قوات بلاده في الولايات المتحدة.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ضاعفت وزارة الدفاع الأميركية جهودها لدفع تايوان لتبني استراتيجية "القنفذ"، وتركيز جهودها على تكتيكات وأنظمة أسلحة تصعب من اقتحام الجزيرة.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر، ما أثار مخاوف أميركية من تكرار سيناريو غزو أوكرانيا.

وأغضب التعاون التايواني الأميركي، الصين، التي اتهمت الولايات المتحدة بتقويض التزامها بسياسة الصين الواحدة.

وقال مسؤول أميركي عن التدريب: "أحد الأمور التي يصعب تحديدها، هو ما الذي يثير اعتراض بكين حقاً. نحن لا نعتقد أننا على المستوى الحالي الذي ننخرط فيه مع تايوان، والذي سنظل منخرطين به في الجزيرة في المستقبل المنظور، أننا نقترب من نقطة الانفجار مع الصين، ولكن يظل هذا سؤالاً يجري تقييمه باستمرار، والنظر إليه بشكل محدد في كل قرار يخص تايوان".

تخطيط منذ أشهر

وقال مسؤولون أميركيون إن توسيع برامج التدريب كان مخططاً له منذ أشهر، قبل أن تتدهور العلاقات الأميركية الصينية مجدداً الشهر الجاري، بعدما أسقطت الولايات المتحدة في 4 فبراير ما قالت إنه منطاد تجسس صيني، في حين أصرت بكين على أن المنطاد مدني، ودخل إلى المجال الجوي الأميركي بسبب ظروف قاهرة أدت لانحرافه عن مساره.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحشد العسكري الصيني الذي تبنيه الصين منذ عقود، بدأ في أخذ زخم كبير، لافتة إلى "مناورات عدائية" تشمل إرسال طائرات وسفن حربية بالقرب من تايوان.

توسيع الحضور العسكري الأميركي

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين، الخميس، أن الولايات المتحدة ستوسع حجم القوات الأميركية المنتشرة في تايوان إلى نحو 4 أضعاف، لتعزيز برامج تدريب جيش الجزيرة، وسط تصاعد التهديد الصيني.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن الزيادة المخطط لها في عدد القوات هي أكبر نشر لقوات أميركية في تايوان منذ عقود، في وقت تسعى تايبيه وواشنطن لمواجهة قوة عسكرية صينية متنامية.

ووفقاً للتقرير تخطط الولايات المتحدة لنشر ما بين 100 إلى 200 جندي على الجزيرة في الأشهر المقبلة، ليضافوا إلى 30 جندياً يتواجدون هناك، وفقاً لمسؤول أميركي تحدث للصحيفة.

وستقوم القوة الأكبر بتوسيع برنامج تدريبي بذلت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" جهوداً كبيرة لإبقائه خفياً، فيما تعمل الولايات المتحدة على تزويد تايوان بالقدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها من دون استفزاز بكين. 

وستتولى القوة الجديدة مهمة تدريب القوات التايوانية، ليس فقط على أنظمة الأسلحة الأميركية، إنما على المناورات العسكرية لحماية الجزيرة من هجوم صيني محتمل، وفقاً للمسؤول الأميركي.

ورفض المسؤولون الأميركيون الإدلاء بأي تفاصيل إضافية بشأن نشر القوات، لم تكن معروفة سابقاً.

قوة تعمل سراً

وتعمل قوة من العمليات الخاصة الأميركية وأخرى من مشاة البحرية "سراً" في تايوان، لتدريب القوات العسكرية هناك لتعزيز دفاعات تايوان، وكشف مسؤولون أميركيون عن وجود تلك القوة في أكتوبر 2021.

ونقلت "وول ستريت جورنال" حينها عن المسؤولين الأميركيين الذين أبقت هويتهم سراً، قولهم إن نحو 20 من أفراد العمليات الخاصة الأميركية وقوات الدعم يجرون تدريبات لوحدات صغيرة من القوات البرية التايوانية، مشيرين إلى أن عناصر من مشاة البحرية الأميركية يعملون مع القوات البحرية المحلية ضمن تدريبات على القوارب الصغيرة. 

وقالت المصادر ذاتها إن القوات الأميركية تعمل في تايوان منذ عام على الأقل. ولفتت إلى أن نشر القوات يتم بالتناوب، ما يعني أن أعضاء الوحدات التابعة للولايات المتحدة يخدمون وفقاً لجدول زمني متغير.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات