فلسطين تطالب واشنطن بعدم استقبال وزير إسرائيلي بعد دعوته "لمحو" حوارة

time reading iconدقائق القراءة - 9
قوات الأمن الإسرائيلية تمنع نشطاء سلام فلسطينيين وإسرائيليين من التظاهر في بلدة حوارة بالضفة الغربية المحتلة. 3 مارس 2023 - AFP
قوات الأمن الإسرائيلية تمنع نشطاء سلام فلسطينيين وإسرائيليين من التظاهر في بلدة حوارة بالضفة الغربية المحتلة. 3 مارس 2023 - AFP
دبي-الشرق

طالبت فلسطين، الجمعة، الولايات المتحدة بمنع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها، بعد تصريحاته الأخيرة التي دعا فيها إلى "محو" بلدة حوارة الفلسطينية، وسط تصاعد المواجهات بالضفة الغربية المحتلة، ما أثار مخاوف دولية وإقليمية.

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية على تويتر الولايات المتحدة بمنع سنوتريتش، الذي وصفته بـ"الإرهابي"، من دخول الأراضي الأميركية.

وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ على تويتر بـ"عدم استقبال الوزير الإرهابي (بتسلئيل) سموتريتش، بعد تصريحاته الأخيرة الداعية إلى محو بلدة حوارة عن الوجود، ودعواته المتكررة للإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين".

ومن المقرر أن يسافر سموتريتش إلى الولايات المتحدة للتحدث في مؤتمر "إسرائيل بوندز" السنوي، الذي سيعقد في الفترة من 12 إلى 14 مارس الجاري في العاصمة واشنطن، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ودعا سموتريتش، وهو قومي متطرف في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تصريحات بمؤتمر عقده، الأربعاء الماضي، إلى "محو حوارة"، وقال: "أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك".

وردت الخارجية الأميركية على هذه التصريحات بالقول على لسان المتحدث باسمها نيد برايس إن تصريحات سموتريتش "بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز"، مضيفاً: "مثلما نندد بالتحريض الفلسطيني على العنف، فإننا نستنكر هذه التصريحات الاستفزازية التي تصل أيضاً إلى حد التحريض على العنف".

مطالب أوروبية

وقال الاتحاد الأوروبي إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "غير مقبولة" و"تحرض على العنف العشوائي في وضع متوتر للغاية بالفعل".

وأضاف الاتحاد الأوروبي في تصريح صحفي لمكتبه في القدس، مساء الخميس، أن "تصريحات سموتريتش متعصبة وغير مقبولة وتسير في عكس الاتجاه المطلوب". وتابع: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التصريحات والعمل مع جميع الأطراف المعنية لنزع فتيل التوتر".

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف على الأرض، مؤكداً أن "من الضروري اتخاذ تدابير فورية لخفض التصعيد".

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورجسدورف، الجمعة، خلال زيارته لبلدة حوارة جنوب نابلس على رأس وفد ضم سفراء ودبلماسيين، إن الاتحاد "سيستمر بالمطالبة بشكل مباشر لمحاكمة ومحاسبة من نفذ الاعتداءات من المستوطنين على البلدة"، مشدداً على أن عنف المستوطنين يجب أن يتوقف.

وأطلع الوفد، الذي ضم ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في فلسطين ودبلوماسيين رفيعي المستوى من حوالي 20 دولة، خلال الزيارة التي نظمها مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم)، على تداعيات العدوان الذي شنه المستوطنون على البلدة، حيث تفقد منازل ومنشآت عدة أحرقها المستوطنون، واستمعوا إلى شهادات الفلسطينيين حول الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم.

بحسب وكالة "وفا"، وبالتزامن مع زيارة الوفد، اقتحم عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت بلدة حوارة، وحاول التشويش على الحديث من خلال مكبر للصوت.

وأدان بورجسدورف اعتداءات المستوطنين على بلدات وقرى جنوب نابلس، وقال: "أجرينا اتصالات مكثفة لوقف ما يحدث على الأرض، وللأسف كان هذا التدخل متأخراً"، مؤكداً استمرار الاتصالات "والسعي من أجل إيقاف مثل هذه المشاهد، ووقف الاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني".

وطالب ممثل الاتحاد الأوروبي بتعويض المواطنين الفلسطينيين، الذين تضرروا من هذه الاعتداءات، مشيراً إلى أن زيارة الوفد تشكّل رسالة تضامن من المجتمع الدولي مع أهالي بلدة حوارة والقرى المجاورة.

بدوره، قال مدير عام "بتسيلم" حجاي إلعاد إن ما يرتكبه المستوطنون من اعتداءات يتم برعاية الحكومة الإسرائيلية، حيث تعطيهم الحكومة حصانة ليتمادوا في اعتداءاتهم سواء في حوارة أو أي منطقة أخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونقلت الوكالة الفلسطينية عن رئيس بلدية حوارة معين ضميدي قوله إن البلدة شهدت سلسلة لم تتوقف من الاعتداءات، أدت إلى دمار كبير في الممتلكات والمنشآت، إلى جانب الآثار النفسية والصحية للمواطنين، معربا عن أمله في تأمين الحماية للمواطنين في حوارة والقرى المجاروة، وبأن نشاهد خطوات جدية ميدانية في هذا الأمر.

وأضاف أن "ما شهدته حوارة على مدار يومين من الاعتداءات، لم نشهد له مثيلاً من قبل، وتم تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وكان المئات من المستوطنين الإرهابيين المدججين بالسلاح، قد شنوا عدواناً على بلدة حوارة وقرية زعترة وعدة قرى جنوب نابلس، ليلة الأحد الماضي، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أودى بحياة فلسطيني وتسبب بإصابة آخرين فضلاً عن إحراق عشرات المنازل والمركبات وتدمير ممتلكات.

وأشارت الحصيلة الأولية للخسائر المادية في حوارة، إلى إحراق نحو 100 سيارة و35 منزلاً بالكامل، فيما أُحرِق أكثر من 40 منزلاً بشكل جزئي.

وأثار العدوان وما خلفه من دمار، خاصة في بلدة حوارة، موجة من ردود الفعل الدولية التي أدانت وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن جرائم المستوطنين.

إدانات عربية

وأدانت دول عربية، مثل مصر والإمارات والأردن، تصريحات الوزير الإسرائيلي، معتبرة إياها "تحريضاً خطيراً وغير مقبول على العنف".

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن تصريح الوزير الإسرائيلي "يتنافى مع كافة القوانين والأعراف والقيم الأخلاقية ويفتقر للمسؤولية التي يجب أن يتحلى بها أي مسؤول يشغل منصباً رسمياً".

وشدد البيان على ضرورة "وقف الأعمال الاستفزازية أو التحريضية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ووضع حد للإجراءات الأحادية، بهدف تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

كما أشارت الخارجية إلى أهمية "تهيئة المناخ لاستئناف عملية السلام على أساس مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة".

كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي تصريحات سموتريتش، مشدداً على "ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف".

وشدد البديوي، في بيان، على أهمية "تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني ضمن الجهود المبذولة للحد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة".

وأشار المسؤول الخليجي إلى ضرورة دعم جميع الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، ووضع حد للممارسات "غير الشرعية" التي تهدد حل الدولتين.

وأدان الأردن التصريحات التحريضية التي أطلقها بتسلئيل سموتريتش، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي إن "الدعوات المؤججة للعنف تنذر بعواقب خطيرة، وتمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني".

وشدد على الموقف الأردني الداعي إلى "وقف الحملات التي تستهدف الشعب الفلسطيني"، مجدداً التأكيد على أن "وقف الخطوات الأحادية التي تقوّض حل الدولتين والإجراءات الاستفزازية التي تدفع نحو التوتر وتفجر العنف، ضرورية لإنهاء التدهور وخفض التصعيد".

مجموعات يسارية

وبالتزامن مع زيارة وفد من الدبلوماسيين الأوروبيين بجولة في بلدة حوارة وقرية مجاورة لها، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الجيش الإسرائيلي منع وصول مجموعات يسارية إسرائيلية من دخول بلدة حوارة في زيارة تضامنية مع الفلسطينيين.

وأوقف الجيش الإسرائيلي حوالي 10 حافلات تقل أشخاصاً من مجموعتين يساريتين، لكن بعد عدة ساعات اتجه النشطاء في مسيرة سيراً على الأقدام من تقاطع تبوح القريب إلى حوارة، بحسب الصحيفة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات