مسؤولون: طياران أوكرانيان في أميركا لبحث التدريب على طائرات هجومية

time reading iconدقائق القراءة - 7
طائرة مقاتلة من طراز "F-16" تابعة للقوات الجوية الأميركية تقلع من قاعدة جوية خلال مناورات متعددة الجنسيات في مدينة ناتال بالبرازيل. 21 نوفمبر 2018 - REUTERS
طائرة مقاتلة من طراز "F-16" تابعة للقوات الجوية الأميركية تقلع من قاعدة جوية خلال مناورات متعددة الجنسيات في مدينة ناتال بالبرازيل. 21 نوفمبر 2018 - REUTERS
دبي -الشرق

يخضع طياران أوكرانيان يتواجدان حالياً في الولايات المتحدة لتقييم من أجل تحديد المدة التي يمكن أن يستغرقها تدريبهما على قيادة طائرات هجومية، تشمل مقاتلة طراز "F-16"، حسبما ذكر مسؤولان في الكونجرس، ومسؤول أميركي رفيع بارز كبير لشبكة "NBC NEWS".

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤولين، لم تكشف عن هويتهما، قولهما إن مهارات (الطيارين) الأوكرانيين يجري تقييمها على أجهزة محاكاة في قاعدة عسكرية أميركية في توكسون بولاية أريزونا، وربما ينضم إليهما المزيد من زملائهما الطيارين قريباً.

وأضاف المسؤولون أن "السلطات الأميركية وافقت على إحضار ما يصل إلى 10 طيارين أوكرانيين آخرين إلى الولايات المتحدة، لإجراء مزيد من التقييمات في وقت مبكر من هذا الشهر".

وهذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها طيارون أوكرانيون إلى الولايات المتحدة لتقييم مهاراتهم من قبل مدربين عسكريين أميركيين، وقال المسؤولان إن هذا الجهد له هدفان؛ هما تحسين مهارات الطيارين وتقييم المدة التي يمكن أن يستغرقها برنامج التدريب المناسب.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن "البرنامج يهدف إلى تقييم قدراتهما كطيارين حتى نتمكن من تقديم المشورة لهم بشكل أفضل بشأن كيفية استخدام القدرات التي لديهم، وتلك التي زودناهم بها".

وأضاف مسؤولان في الكونجرس أنه ليس برنامجاً تدريبياً، وقالا إن الطيارين الأوكرانيين لن يقودا أي طائرة خلال فترة تواجدهما في الولايات المتحدة، وإنما سيستخدمان جهاز محاكاة، يمكنه محاكاة قيادة أنواع مختلفة من الطائرات، مشددين على أنه لا توجد مستجدات بشأن قرار الولايات المتحدة بتقديم طائرات "F-16" إلى أوكرانيا، بخلاف ما قاله مسؤول السياسة العليا في وزارة الدفاع (البنتاجون) للكونجرس، الأسبوع الماضي.

واشنطن لم تقرر

وكان وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات كولن كال أبلغ لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بتقديم طائرات "F-16" للأوكرانيين، وكذلك لم يفعل حلفاء وشركاء الولايات المتحدة.

وقال إن الولايات المتحدة لم تبدأ تدريب الأوكرانيين على طائرات "F-16"، وإن المدة التي يستغرقها تسليم طائرات من هذا الطراز هي "بشكل أساسي نفس" المدة التي يستغرقها التدريب على قيادتها، وتبلغ نحو 18 شهراً.

وأضاف: "لذلك في الواقع، لا يمكن توفير الوقت فعلياً ببدء التدريب مبكراً في تقييمنا. وبما أننا لم نتخذ قراراً بتقديم هذه الطائرات للأوكرانيين، وكذلك لم يفعل حلفاؤنا وشركاؤنا، فليس من المنطقي البدء في تدريبهم على نظام ربما لا يحصلون عليه أبداً."

وأشار كال إلى أن المسؤولين الأوكرانيين طلبوا من الولايات المتحدة ما يصل إلى 128 طائرة تشمل طائرات "F-15" و"F-16" و"F-18".

ولفت كال إلى أن سلاح الجو الأميركي يقدر أن أوكرانيا ستحتاج في النهاية إلى ما بين 50 و80 طائرة من طراز "F-16"، لتحل محل قوتها الجوية الحالية. 

وأضاف: "إذا قدمت الولايات المتحدة طائرات جديدة، فسوف يستغرق الأمر من 3 إلى 6 سنوات لتسليمها إلى أوكرانيا، مع جدول زمني أقصر قليلاً من 18 إلى 24 شهراً إذا أرسلت الولايات المتحدة طرازات F-16 قديمة أعيد تجديدها".

وأوضح أن تكلفة إرسال طائرات "F-16" تبلغ ما يصل إلى 11 مليار دولار، اعتماداً على الطراز والعدد الذي تم تسليمه، ولكن هذا "سيستهلك جزءاً كبيراً من المساعدة الأمنية المتبقية التي لدينا لهذه السنة المالية".

جدول زمني طويل

وقال مسؤولون آخرون في البنتاجون إن فترة التدريب يمكن تقصيرها إلى ما بين 6 و9 أشهر، اعتماداً على تدريب الطيارين السابق، ومعرفتهم بالطائرات المقاتلة.

وأخبر مسؤولون أوكرانيون الولايات المتحدة وحلفاء آخرين أن لديهم أقل من 20 طياراً جاهزاً للسفر إلى الولايات المتحدة للتدريب على طائرات F-16، و30 طياراً آخر أو نحو ذلك يمكن تدريبهم في المستقبل القريب، وفقاً لمسؤولين أميركيين وغربيين.

ورداً على سؤال بشأن تقييم الطيارين الأوكرانيين الاثنين، وصف مسؤول في البنتاجون الأمر بأنه "فعالية تعريف"، مضيفاً: "إنه نشاط روتيني في إطار حوارنا على المستوى العسكري مع أوكرانيا".

وأوضح أن "فعالية التعريف" هي في الأساس مناقشة بين أفراد القوات الجوية، ودراسة كيفية عمل القوات الجوية الأميركية. وتتيح لنا هذه الفعالية تقديم مساعدة أفضل للطيارين الأوكرانيين ليصبحوا طيارين أكثر فاعلية، وتقديم المشورة لهم بشكل أفضل حول كيفية تطوير قدراتهم الخاصة".

وأشار المسؤول إلى أنه لا توجد خطط فورية لزيادة عدد الطيارين أكثر من الطيارين الاثنين الموجودين حالياً في توكسون، لكنه أضاف: "نحن لا نغلق الباب أمام فرص مستقبلية".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب بشكل متكرر من الولايات المتحدة شراء طائرات "F-16"، لكن نظيره الأميركي جو بايدن عارض الطلبات حتى الآن. 

وفي مقابلة مع شبكة "ABC NEWS" الشهر الماضي، قال بايدن إن أوكرانيا لا تحتاج إلى طائرات F-16، في الوقت الراهن، مضيفاً أن ذلك يعتمد على نصيحة الجيش الأميركي.

ولدى سؤاله عما إذا كان سيرسل هذه الطائرات إلى أوكرانيا، قال بايدن: "أنا أستبعد ذلك الآن".

وقال بايدن للصحافيين الأسبوع الماضي، إنه ناقش مسألة  الطائرات مع زيلينسكي خلال زيارته إلى كييف في 20 فبراير الماضي، لكنه لم يكشف عن تفاصيل تلك المناقشة.

دعم ومعارضة بالبنتاجون

والأحد، قال النائب جمهوري من تكساس مايكل ماكول، إن مسؤولين عسكريين أميركيين أخبروه أنهم يدعمون تزويد أوكرانيا بطائرات "F-16".

وأضاف ماكول في حديث ببرنامج "هذا الأسبوع" المذاع على شبكة "ABC NEWS": "كنت في مؤتمر ميونيخ للأمن، والتقيت بالعديد من كبار المسؤولين العسكريين، بمن فيهم قائدنا الأعلى للقوات المتحالفة".

وتابع: "إنهم جميعاً يؤيدون إرسال ليس فقط طائرات F-16 فحسب، لكن أيضاً مدفعية بعيدة المدى، لإسقاط الطائرات الإيرانية المسيرة في شبه جزيرة القرم".

ولكن مع الجدول الزمني الطويل لعمليات تسليم وتدريب طائرات "F-16"، والتكلفة الباهظة، وقيام القوات الجوية الروسية الكبيرة بالفعل بتجميع الطائرات عبر الحدود مع أوكرانيا، يوصي بعض القادة العسكريين الأميركيين بالتركيز على أسلحة ومعدات يمكن لأوكرانيا استخدامها على الفور مثل أنظمة الدفاع الجوي.

وقال مسؤول في البنتاجون: "حتى مع بذل أكبر جهودنا، سوف يستغرق الأمر شهوراً لجعل الأوكرانيين يحلقون بطائرات F-16. إنهم يضربون القوات الجوية الروسية بدفاعات جوية، فلماذا نغير التكتيكات الآن؟".

وأضاف المسؤول أن القوات الجوية الروسية لديها ما يقرب من 500 طائرة، وهو ما "يُقزم" القوة الأوكرانية.

وتابع: "هذه ليست الطريقة الوحيدة لمحاربة القوات الجوية الروسية. حتى لو أنفقنا كل الأموال وأرسلنا كل طائرة يمكننا إرسالها، إنها مجرد قطرة في بحر مقارنة بالقوات الجوية الروسية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات