قال مسؤولون غربيون لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن روسيا "مترددة" في شراء صواريخ باليستية من إيران، خشية إقدام حلفاء أوكرانيا على تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.
وأضاف المسؤولون أن موسكو امتنعت حتى الآن عن شراء الصواريخ الباليستية الإيرانية طويلة المدى، التي تنتقل بشكل أسرع من سرعة الصوت، رغم الضغوط التي تواجه إمدادات القوات الروسية.
ومع هذا، رأى المسؤولون أن موسكو قد تغير موقفها من الصواريخ الباليستية الإيرانية "بسبب النقص في حجم ذخائرها الموجهة بدقة"، فضلاً عن "تعثر إنتاجها المحلي"، بحسب الصحيفة.
يأتي ذلك، مع إعلان الكرملين، الاثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، بحثا في اتصال هاتفي "تنفيذ مشاريع البنية التحتية المشتركة"، وفق ما أوردت وكالة "تاس" الروسية.
وذكر الكرملين أن "الجانبين قدما تقييماً إيجابياً لمستوى وديناميكية تطور العلاقات الروسية الإيرانية". وأفاد بأن بوتين ورئيسي بحثا قضايا التعاون الثنائي في مجالات مختلفة.
تهديد أميركي
وأشار تقرير "فاينانشيال تايمز"، إلى أن تهديد الولايات المتحدة بتزويد كييف بنظام الصواريخ "أتاكمس"، الذي يمكن أن يصل مداه إلى 300 كيلومتر، أحد العوامل المهمة التي تدفع موسكو لعدم شراء الصواريخ الإيرانية، بحسب تقديرات دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكثّفت الولايات المتحدة مؤخراً تحذيراتها بشأن تعميق التعاون العسكري بين روسيا وإيران، بينما أثار دبلوماسيون أوروبيون مخاوفهم مع طهران.
ونقلت الصحيفة عن سفيرة واشنطن لدى الناتو جوليان سميث قولها: "الحلفاء الغربيون يجدون هذه العلاقة مقلقة للغاية، ومن الواضح أن هذا الوضع يزعجنا جميعاً بشكل كبير، فهو يمثل موضوعاً للنقاش داخل الحلف، وسنواصل إرسال إشارات إلى إيران حول مخاطر دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا".
وأوضحت الصحيفة أن هذه التحذيرات تتماشى مع النمط السائد منذ غزو أوكرانيا، إذ أعلن حلفاء كييف الغربيون عن كميات غير مسبوقة من المعلومات الاستخباراتية السرية في محاولة لتقويض روسيا وحلفائها المحتملين، واستباق خطواتهم وردعهم.
انخفاض الإمدادات
ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المسؤولين قوله إن "الجيش الروسي قلق بشأن قدرته على الاستمرار في الحرب"، معتبراً أن "إمدادات الصواريخ والمدفعية انخفضت إلى نصف مستوياتها في أواخر العام الماضي"، فيما قال مسؤول أوروبي آخر: "الروس في حالة يُرثى لها، ولذا فهم بحاجة إلى صواريخ".
وذكر مسؤولون غربيون ومحللون، أن طهران وموسكو بحثتا إمكانية تبادل الأسلحة الروسية الحديثة مقابل الصواريخ الباليستية، ولفتوا إلى أن تلك المحادثات توقفت لعدة أسباب، منها التداعيات المحتملة لمثل هذه الصفقة على الجانبين.
وأشار مدير مشروع إيران في مؤسسة "Crisis Group" البحثية، علي واعظ، إلى أنه "كانت هناك مناقشات حول الصواريخ الباليستية، لكنهم لم يفعلوا شيئاً حتى الآن، إذ أخبرهم الأوروبيون أن العواقب ستكون وخيمة للغاية، كما وضعت الولايات المتحدة خطاً أحمر".
"تأثير محدود" على إيران
ورأى محللون عسكريون، بحسب الصحيفة، أن تحذيرات الغرب العلنية لطهران سيكون لها تأثير محدود، بالنظر إلى أن إيران تخضع بالفعل لعقوبات واسعة النطاق، ويقول مسؤول دفاعي أميركي إن "إيران واحدة من الدول القليلة التي ترغب في البيع لروسيا".
ووفق "فاينانشيال تايمز"، فإن الزيارات الأخيرة التي قام بها بعض كبار المسؤولين الاقتصاديين المقربين لبوتين إلى إيران، تشير إلى أن صداقة روسيا المتنامية مع طهران "باتت تمتد لما هو أبعد من التعاون العسكري السابق".
وقال دبلوماسيون إيرانيون للصحيفة إن محافظة البنك المركزي الروسي إليفيرا نابيولينا تستعد لزيارة طهران قريباً، وذلك بعد زيارة الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" الروسية التي تديرها الدولة، أليكسي ميللر، الأسبوع الماضي.
ووفقاً لما نقلت الصحيفة عن مسؤول سابق بالبنك المركزي الروسي، فإنه من المرجح أن تركز زيارة نابيولينا على دمج أنظمة المدفوعات البنكية الروسية والإيرانية، والتي تم استبعادها من الاقتصاد العالمي بسبب العقوبات الغربية.