بدأ المرشحون الطامحون لرئاسة الولايات المتحدة، في طرح مواقف متباينة بشكل لافت للنظر في دعم أوكرانيا، على خلفية الغزو الروسي وهو الموضوع الذي من المرجح أن يحظى بتركيز أكبر مع انطلاق الحملات الرئاسية لعام 2024، خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة أن الخلاف بين اليمين الأميركي بشأن تلك القضية أصبح عميقاً.
في زيارته السرية إلى أوكرانيا التي تزامنت مع الذكرى الأولى لبداية الغزو في فبراير الماضي، وخطابه الأخير في بولندا 21 فبراير الماضي، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن التزامه بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقال بايدن وهو يقف إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: "إنك تذكرنا بأن الحرية لا تقدر بثمن.. الأمر يستحق القتال من أجله. مهما استغرق الأمر، وهذه هي المدة التي سنبقى معكم، سيدي الرئيس. مهما استغرق الأمر".
رغماً عن الجميع تلقي السياسة الخارجية بظلالها على أجواء انتخابات الرئاسة الأميركية، المقرر عقدها في نوفمبر 2024، وخاصة دعم أوكرانيا، فبالنسبة لبايدن، كانت التداعيات السياسية المحلية حتى الآن مواتية بشكل عام، إذ يتعاطف الأميركيون مع محنة الشعب الأوكراني.
"أفكار متناقضة"
ومع اقتراب الحملة الرئاسية للعام المقبل، بدأ المرشحون المحتملون للرئاسة طرح أفكارهم المتناقضة بشأن تلك القضية، وهو تناقض تقول عنه أستاذة العلوم السياسية بجامعة روتجرز في نيوجيرسي، نيكول ألكسندر فلويد، إنه يتضمن "استراتيجية جديدة من قبل الجمهوريين"، في إشارة إلى إعلان بعضهم رفض الدعم الأميركي لأوكرانيا.
تلك الاستراتيجية يستخدمها بعض الجمهوريين على وجه الخصوص كوسيلة لمهاجمة الرئيس بايدن، كما يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوهايو، بول بيك، الذي قال في حديثه لـ"الشرق"، إن "الحزب الجمهوري كان داعماً للسياسة الأميركية الحالية تجاه أوكرانيا، ومع ذلك يقوم الآن باستخدام ذلك الدعم كسلاح في الحرب الحزبية" في الانتخابات الرئاسية.
لكن أستاذ العدل والقانون والجريمة بالجامعة الأميركية في واشنطن، ديفيد ماليت، يعتقد أنه طالما لم يتسع الصراع ويخلق صدمات جديدة للاقتصاد العالمي، فلن يكون له حضور أو تأثير كبير بالانتخابات الرئاسية.
واعتبر ماليت في تصريحات لـ"الشرق"، أن "الأزمات الدولية عادة ما تساعد الرؤساء الذين يؤدون أداءً جيداً حيالها، ولذلك يتمتع بايدن بمعدلات موافقة أعلى بسبب جهوده الدبلوماسية الناجحة مع حلف الناتو".
ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن الأميركيين يواصلون دعمهم لأوكرانيا، يعتقد ماليت، أنها أصبحت "قضية حزبية"، إذ يبدو بعض الجمهوريين مثل الرئيس السابق دونالد ترمب يميلون أكثر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ولكن في أي وقت يكون هناك هجوم روسي جديد، فإنه يدفع الأميركيين في الواقع إلى التعبير عن دعم أكبر لأوكرانيا، لذلك سيكون من الصعب على ترمب أو أي مرشح آخر معارضة مساعدة أوكرانيا، باستثناء الإشارة إلى أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تدفع".
صقور وحمائم
واعتبرت وسائل الإعلام الأميركية المختلفة، زيارة الرئيس الأميركي إلى كييف "منطقة الحرب"، دليلاً على شجاعته وسلامته الصحية رغم كبر سنه وطول الرحلة، في نفس الوقت أعطت الرحلة مؤشراً قوياً على اعتزام بايدن الترشح مجدداً لسباق البيت الأبيض، واعتبار دعم أوكرانيا جواز مروره لفترة ثانية.
ويعتقد مدير معهد الدراسات النووية بالجامعة الأميركية في واشنطن، بيتر كوزنيك، أن بايدن سيستغل كل تلك الفرص لإظهار قوته وحيويته وقيادته، في مواجهة الحجج الجمهورية بأنه كبير في السن وضعيف لا يمكنه أن يخدم أربع سنوات أخرى.
بيتر كوزنيك أضاف في حديثه لـ"الشرق"، أنه "بالنظر إلى أن الغالبية العظمى من الديمقراطيين يعتقدون أن بايدن لا ينبغي أن يترشح مرة أخرى، فإن صرامته في الأداء ستخفف أيضاً من مخاوفهم".
ويرى كوزنيك أن "الصقور يضغطون على بايدن لإرسال المزيد من المساعدات الفتاكة في شكل طائرات مقاتلة من طراز F-16، وصواريخ ATACMS طويلة المدى، لكن الرئيس الأميركي متردد في القيام بذلك، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى استفزاز روسيا لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة".
بجانب "الصقور" هناك أيضاً فصيلان من "الحمائم"، حسبما يصف كوزنيك، "يكملون المشهد السياسي الحالي، الفصيل الأول هم الانعزاليون (الترمبيون) داخل الحزب الجمهوري"، وبحسب كوزنيك، فهؤلاء على الرغم من أن لديهم القليل من المصداقية فإنهم، في بعض الأحيان، "يكونون أكثر منطقية من الجمهوريين التقليديين الذين يدعمون عسكرة بايدن ويريدونه أن يتصرف بشكل أكثر عدوانية".
فصيل "الحمائم" الثاني، هم الديمقراطيون، وفق كوزنيك، إذ اعتبرهم "أكثر توحداً" في تلك القضية من الجمهوريين، وأضاف "عندما حاول بعض الديمقراطيين التقدميين إثارة القضية وحثوا قيادة الحزب على متابعة الدبلوماسية جنباً إلى جنب مع دعم أوكرانيا، اضطروا إلى التراجع والاعتذار وابتلاع كلماتهم. لقد كان مشهداً قبيحاً. أن توجه انتقاداً معتدلاً للحرب في الولايات المتحدة يعني أن تُتهم بالخيانة، أو الأسوأ من ذلك، أن تتهم بالدفاع عن روسيا".
في نفس الوقت، يرى كوزنيك، أن وسائل الإعلام الأميركية متشددة بشكل عام في هذه المرحلة، لدرجة أنه حتى الإشارة إلى أن الحل السلمي أفضل من استمرار الحرب يوصف بأنه "حل غير أميركي"، الأمر الذي يجعله يعتقد أن "الطريقة التي ستظهر في النقاش السياسي هي أن الديمقراطيين سيدافعون عن بايدن علناً، بينما يدفعونه وراء الكواليس لإرسال المزيد من الأسلحة".
وأضاف أن بايدن سيحاول تحويل الأمر إلى معركة بين الديمقراطية والاستبداد، وإثبات أن أمن الولايات المتحدة وحلفائها سيتعرض للتهديد إذا لم يتم هزيمة روسيا، وتابع "سيستمر هو ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وحلفاؤهم في الناتو وبريطانيا وبولندا ودول البلطيق في إثبات الحالة الحمقاء القائلة بأنه إذا لم يُهزم بوتين في أوكرانيا، فسوف يلتهم المزيد والمزيد من كتلة (حلف) وارسو السابقة والأراضي السوفيتية. في محاولته لاستعادة الإمبراطورية الروسية".
انقسام جمهوري
بعد عام من الغزو الروسي لأوكرانيا، يظهر انقسام الجمهوريين الذين يفكرون في الترشح للبيت الأبيض بشأن الدور الذي يجب أن تلعبه أميركا في الحرب.
إذ تبنت السفيرة السابقة لإدارة ترمب في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، والمرشحة المحتملة في انتخابات الرئاسة، وجهة نظر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي جادل بأن "دعم أوكرانيا يصب في مصلحة أميركا، ويوفر فرصة منخفضة التكلفة لمحاربة خصم رئيسي".
وقالت هايلي التي ركزت على الحرب في أوكرانيا، وعلاقة الولايات المتحدة مع الصين، والتداعيات الفوضوية للانسحاب من أفغانستان خلال خطابها الأول في الحملة الرئاسية في ولايتي أيوا ونيوهامبشير "إنها ليست حرباً على أوكرانيا. هذه حرب على الحرية، وهي حرب يجب أن ننتصر فيها. لأنه إذا استولت روسيا على أوكرانيا، فإن بولندا ودول البلطيق هي التالية، ونحن نتطلع إلى حرب عالمية".
كما أعلن نائب الرئيس السابق مايك بنس، المرشح المحتمل للرئاسة، رؤيته للسياسة الخارجية في خطابه في جامعة تكساس في 24 فبراير الماضي، داعياً الولايات المتحدة وحلفائها إلى تسريع وتيرة الترتيبات العسكرية لأوكرانيا "حتى تحقيق النصر".
وقال بنس إن "أسرع طريق للسلام هو مساعدة أوكرانيا على كسب الحرب"، محذراً من أن "حجب أو تقليص الدعم لأوكرانيا يمكن أن يكون له عواقب، تتمثل في تقريب الحرب من أميركا ودخول الجنود الأميركيين في القتال".
في المقابل، تبنى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، المرشح المحتمل للرئاسة، موقفاً معاكساً تقريباً، إذ بدا أنه يتجه نحو موقف الرئيس السابق دونالد ترمب، أول مرشح رئيسي معلن في سباق الرئاسة 2024، الذي انتقد ضخ الأموال في أوكرانيا وطالب بعدم التدخل في الحرب.
وقال حاكم فلوريدا في حوار مع قناة "فوكس نيوز" الإخبارية: "لا أعتقد أنه من مصلحتنا الدخول في حرب بالوكالة مع الصين، أو التورط في أمور مثل الأراضي الحدودية أو شبه جزيرة القرم". وانتقد المساعدة الأميركية لأوكرانيا باعتبارها "شيكاً مفتوحاً على بياض".
أما ترمب فحذر من "الحرب العالمية الثالثة"، قائلاً: "لم تكن الحرب العالمية الثالثة أقرب مما هي عليه الآن" ووعد بـ"تنظيف مجلس النواب من جميع دعاة الحرب". وفي مناسبة أخرى، حذر قائلاً: "إذا شاهدت وفهمت التحركات التي يقوم بها بايدن في أوكرانيا، فإنه يدفعنا بشكل منهجي، ولكن ربما دون علم، إلى ما يمكن أن يكون قريباً الحرب العالمية الثالثة". وشجب زيارة بايدن إلى كييف، متهماً إياه بالاهتمام بحدود أوكرانيا أكثر من اهتمامه بحدود الولايات المتحدة.
كل تلك التناقضات تجعل كوزنيك، مدير معهد الدراسات النووية بالجامعة الأميركية في واشنطن، يرى أن الخلافات داخل الحزب الجمهوري كبيرة ومتنامية. موضحاً أن هناك طرفين هما "الانعزاليون" ويضم ترمب والجمهوريون من مجموعة ماجا "فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، مثل مارجوري تايلور جرين ورون ديسانتيس من جهة، وفي المقابل "المحافظون الجدد الراشدون والجمهوريون التقليديون المحاربون" أمثال نيكي هالي، جون بولتون، مايك بنس، ميتش ماكونيل، تيد كروز، ماركو روبيو، مايك بومبيو، وليندسي جراهام.
ورغم اعتقاد كوزنيك، بأن المحافظين الجدد يتمتعون بالأفضلية كما تثبت الأرقام ذلك، فإن تأثير ترمب وديسانتيس هو الأكبر، وهما المرشحان الجمهوريان الأوفر حظاً في السباق الرئاسي المقبل، على حد قوله.
وبحسب وجهة نظر كوزنيك، فإن الناخبين الجمهوريين لا يزالون منقسمين بشدة بشأن تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، بينما لا يزال الناخبين الديمقراطيين يؤيدون بشدة استمرار المساعدة، وإن لم يكن بالأعداد التي فعلوها قبل بضعة أشهر، "لذلك من المحتمل أن تكون مشكلة كبيرة في الانتخابات التمهيدية وفي الحملة الرئاسية لأنها قضية تقسم المرشحين بوضوح".
يتفق ماليت، أستاذ العدل والقانون والجريمة بالجامعة الأميركية في واشنطن، مع كوزنيك، في أن الانقسام داخل الحزب الجمهوري فيما يتعلق بالأمن القومي ليس بالأمر الجديد. لكن منذ الحرب العالمية الثانية تم تهميش الجناح الانعزالي بالحزب، حتى تم انتخاب ترمب وتغير الأمر.
ويقول ماليت لـ"الشرق"، إنه "أياً كان المرشح الجمهوري للرئاسة، فسوف يواجه حزباً منقسماً بشكل كبير، لكن ربما يكون ترمب هو المرشح الرئيسي الوحيد الذي سيجري تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية بسبب صلاته ببوتين. كان التغيير الوحيد الذي أدخلته حملة ترمب على منصة الحزب الجمهوري في عام 2016 هو التوقف عن الانحياز إلى أوكرانيا بشأن شبه جزيرة القرم".
ومن جهتها، تعتقد أستاذة العلوم السياسية بجامعة روتجرز في نيوجيرسي نيكول ألكسندر فلويد، أن تأثير المواقف المتباينة للمرشحين في ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا، سيتبلور بشكل أكثر وضوحاً في الانتخابات العامة.
ورغم أن هجمات الجمهوريين على دعم أوكرانيا، تُضعِفُ الالتزام الجمهوري بضمان سيادة أوكرانيا الوطنية، وكذلك استقرار المنطقة، ترى فلويد، أن الجهود التي بذلها بعض السياسيين الجمهوريين للمطالبة بالتخلي عن أوكرانيا، بعد مرور أكثر من عام على الغزو، لا تزال تواجه اعتراضات، إذ أن معظم الجمهوريين يعارضون عدوان روسيا ويؤيدون المساعدات الأميركية العسكرية وغيرها، لأوكرانيا.
في نفس السياق، يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوهايو، بول بيك، أن المرشحين الرئاسيين الجمهوريين سيحاولون تطوير المواقف التي يعتقدون أنها تختلف عن خصومهم في الانتخابات التمهيدية، ويقول لـ"الشرق"، إنه إذا ظل ترمب يحتفظ بمكانته كمرشح متصدر "وأعتقد أنه سيفعل ذلك"، فسوف يعلو صوت الجانب المناهض لدعم أوكرانيا.
الناخب الأميركي
مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، يفضل 65% من الأميركيين أن تدعم الولايات المتحدة أوكرانيا في استعادة أراضيها، حتى لو أدى ذلك إلى صراع طويل الأمد. في المقابل يفضل 31% رؤية الولايات المتحدة تعمل على إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو سمح ذلك لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب.
وتظهر نتائج الاستطلاع الذي أجري في يناير الماضي، الاختلافات الحزبية بين الناخبين الأميركيين في تلك المسألة، إذ يدعم الديمقراطيون أكثر بكثير من الجمهوريين والمستقلين، الإدارة الأميركية في تقديم المساعدات لأوكرانيا، وقال ما يقترب من نصف الجمهوريين 47%، إن الولايات المتحدة تفعل الكثير، بينما قال 48% من الديمقراطيين إن التدخل الأميركي صحيح، ورأى 41% من الديمقراطيين أن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي.
وتعتقد أستاذة العلوم السياسية نيكول ألكسندر فلويد، أن الناخب الأميركي يتأثر بمجموعة من العوامل، بما في ذلك العوامل المرتبطة بالجغرافيا السياسية. لذا ترى أنه من المحتمل أن تحظى رحلة الرئيس بايدن الأخيرة إلى أوروبا لدعم أوكرانيا، التأييد ليس فقط في الخارج، ولكن في الداخل أيضاً. وتشير إلى أن تلك الزيارة تضع الرئيس الأميركي في وضع جيد، من حيث منصة الانتخابات حتى ولو على المدى القصير.
بينما يختلف أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوهايو، بول بيك، مع فلويد، في الرأي، ويعتقد أن الناخب الأميركي يهتم بالمسائل الأخرى أكثر من اهتمامهم بدعم أوكرانيا، "سيبقى الاقتصاد محورياً لمناقشات العام الانتخابي. وقد يحاول السياسيون المناهضون لأوكرانيا أن يبينوا أن الإدارة الأميركية تهدر أموالاً يمكن أن تذهب لدعم اقتصاد أميركي أقوى".
أما بيتر كوزنيك، فيشير في حديثه لـ"الشرق"، إلى استطلاع رأي أجراه معهد الدراسات النووية بالجامعة الأميركية في واشنطن، في يناير الماضي، طُلب من الأميركيين تسمية أهم 5 قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية تواجه البلاد، أشار 49% إلى الإرهاب، و45% للهجرة، وذكر 41% تهريب المخدرات، والنسبة نفسها ذكروا الهجمات الإلكترونية، كما حدد 39% تغير المناخ، وجاءت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في المرتبة السادسة بنسبة 27%، فيما ذكر 24% فقط الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويعتبر كوزنيك أن الأرقام السابقة واقعية للغاية وكاشفة أيضاً عن اهتمامات الأميركيين، ويصف الأميركيين بأنهم "شعب أناني للغاية، ضيق الأفق ومن الصعب جداً استفزازهم بشأن قضايا السياسة الخارجية".
اقرأ أيضاً: