زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منطقة النقب (جنوب)، حيث التقى مع عدد من وجهاء العشائر العربية، في محاولة لكسب أصوات عربية تدعم حظوظ حزبه في انتخابات الكنيست المقررة الـ23 من مارس الجاري.
ونشر المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، صورة عبر حسابه بـ"تويتر"، تُظهر نتنياهو وهو يجلس على الأرض داخل خيمة بدوية، نُصبت في مزرعة للإبل تابعة لأحد أفراد قبيلة الصانع بقرية الترابين بصحراء النقب.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لنتنياهو، وهو يصب القهوة العربية لمُضيفيه خلال وجوده في الخيمة.
وتأتي هذه الزيارة قبل نحو أسبوعين من الانتخابات البرلمانية المبكرة، ورغم محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي إظهار "متانة" علاقته مع العشائر العربية، إلا أن العديد من الوجهاء والمسؤولين في المنطقة رفضوا لقائه خلال الزيارة.
مقاطعة زيارة نتنياهو
وقاطع عدد كبير من رؤساء المجالس المحلية البدوية والقيادات العشائرية والسياسية، زيارة نتنياهو، احتجاجاً على استمرار عمليات الهدم في قرى تعتبرها إسرائيل غير قانونية، في وقت يؤكد أصحابها العرب أن تاريخ ملكيتهم لها، يعود إلى ما قبل الإعلان عن قيام إسرائيل بعد حرب عام 1948.
واستعرض الوجهاء الذين التقوا نتنياهو، القضايا الملحة بالنسبة للعرب في مجالات التعليم والعمل والبطالة، وطالبوه بوقف عمليات هدم البيوت وتجريف الأراضي الزراعية التابعة للسكان العرب في الجنوب.
وقال مصلح أبو عصا، نائب رئيس مجلس تل السبع، مخاطباً نتنياهو: "من خلال تجربتي في العمل الجماهيري، أنصحك بإقامة طاقم استشاري من السكان، الذين يعانون هنا على الأرض للمساعدة في حل المشكلات وبدلاً من أن ينطلق أبناؤنا إلى كل مكان للتعليم، أنصحك ببناء كلية أو جامعة قريبة تفتح الباب أمامهم للحصول على التعليم الجامعي".
بدوره، وعد نتنياهو، في حال فوزه في الانتخابات القادمة، بتولي ملف سلطة البدو في الحكومة الإسرائيلية، وتعهد ببناء بلدات بدوية جديدة، وفق تعبيره، وتخصيص أكثر من مليار شيكل لمكافحة العنف والجريمة داخل المجتمع العربي في إسرائيل.
وقال إنه على يقين بأنه سيتلقى دعماً كبيراً في الانتخابات من الناخبين العرب الذي دعاهم للتصويت لحزب الليكود الذي يتزعمه.
ويبلغ عدد السكان العرب البدو في صحراء النقب أكثر من 300 ألف نسمة، يقطن أكثر من ثلثهم في القرى غير المعترف بها، والتي تفتقد لأي نوع من البنى التحتية، بالإضافة إلى عدم وجود مدارس وعيادات طبية وشبكة مواصلات عامة.
تهديد مكانة نتنياهو
ويعوّل نتنياهو على الحصول على مقعد ونصف، إلى مقعدين، من خلال الأصوات العربية داخل إسرائيل، في محاولة لتعويض انتقال جزء من مصوتيه التقليديين إلى أحزاب يمينية منافسة، وتحديداً حزب"الأمل الجديد" برئاسة جدعون ساعر الذي انشق عن الليكود، وطرح شعار "إسقاط نتنياهو" هدفاً له في هذه الانتخابات.
وذكرت مصادر في حزب الليكود لـ"الشرق"، أن نتنياهو يتولى بنفسه هذه المرة، منفرداً، إدارة الحملة الانتخابية للحزب، وهو من يضع برنامج العمل ويحدد أجندته الانتخابية كل 48 ساعة، في محاولة للفوز بالأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة يمينية بعد انتخابات الكنيست القادمة.
وفي ظل السباق الانتخابي المحموم في إسرائيل، اعتبرت صحيفة "هآرتس"، الشهر الماضي، أن الانتخابات النيابية المرتقبة ستكون "نادرة"، مقارنة بسابقاتها في العقد الماضي، وستشهد تهديداً لمكانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتعد هذه المرة الأولى التي تواجه هيمنة نتنياهو على معسكر الأحزاب اليمينية تحدياً من الجناح اليميني نفسه، ليس فقط من منافس واحد بل اثنين، هما حزب "الأمل الجديد" بزعامة الوزير والنائب السابق جدعون ساعر، وحزب "يمينا" برئاسة وزير الدفاع السابق.