بعد عامين من ولاية بايدن.. غموض حول عدم تعيين سفير في إيطاليا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال فعالية في لاس فيجاس بولاية نيفادا. 15 مارس 2023 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال فعالية في لاس فيجاس بولاية نيفادا. 15 مارس 2023 - AFP
دبي -الشرق

بعد تصويت مجلس الشيوخ الأميركي أخيراً لتأكيد تعيين إريك جارسيتي سفيراً للولايات المتحدة في الهند، يركز أعضاء المجلس والمانحون الديمقراطيون أنظارهم على سفير الولايات المتحدة في إيطاليا، والذي لا يزال مقعده شاغراً، ما يمثل أحد الأمور "الغامضة" في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، بحسب موقع "أكسيوس".

وأشار الموقع الأميركي إلى أنه بعد مرور أكثر من عامين من ولايته، لم يرشح بايدن اسماً بعينه للعمل كسفير لبلاده في روما، والذي يعد أحد أكثر المناصب المميزة في وزارة الخارجية الأميركية.

وعلى الرغم من أن القائم بالأعمال في السفارة، وهو موظف مدني، يمكنه القيام بمهام الدبلوماسية اليومية، لكن معظم دول مجموعة السبعة تتوقع دائماً أن يكون لديها سفير أميركي من الأسماء اللامعة، يمكنه الاتصال مباشرة بالرئيس الأميركي ولديه القدرة على تجاوز عقبات بيروقراطية وزارة الخارجية.

وعبر علاقاتها الاقتصادية والثقافية العميقة والوثيقة مع الولايات المتحدة، تحتل إيطاليا موقع الصدارة سواء على مستوى ملف تسليح أوكرانيا، أو على صعيد تنويع إمدادات الطاقة الأوروبية.

وبالإضافة إلى مقر إقامة السفير، وهو فيلا من القرن الخامس عشر ذات حدائق خاصة ومخزن للنبيذ، تقدم السفارة الأميركية في إيطاليا الكثير من "الخدمات" لأي مسؤول تنفيذي سابق في "وول ستريت"، أو عضو سابق في الكونجرس مهتم بالشؤون الخارجية، وفقاً لـ"أكسيوس".

ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة "تحتل موقعاً فريداً" بين دول مجموعة الـ20 بالنظر إلى أن "ما يقارب من 30% من سفرائها يأتون من خارج السلك الدبلوماسي"، إذ يوزع الرؤساء من كلا الحزبين منصب السفير على الحلفاء والمانحين، كما كان يمنح الملوك والملكات الألقاب في البلاط الملكي الأوروبي في العصور الوسطى.

ويثير المنصب الشاغر في روما حيرة كل من المانحين والسياسيين الذين يطمحون للحصول عليه، إلى جانب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين سيدققون بشكل كبير على الأرجح في أي مرشح محتمل.

في هذا السياق، وصف السيناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا ماركو روبيو منصب السفير الأميركي في روما بأنه "عادة مرغوباً بدرجة كبيرة"، واعتبر أن هذا التأخير في ترشيح أحد الأسماء "لا معنى له"، مضيفاً: "ربما لم يجدوا مانحاً غنياً بما يكفي حتى الآن لإسناد هذا المنصب إليه".

"نظرية" بيلوسي

وعلى مدى فترات طويلة من العامين الماضيين، تولدت قناعة لدى السفراء الطامحين إلى هذا المنصب بأن الرئيس الأميركي يحتفظ بهذا المنصب في العاصمة الإيطالية لرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، الأميركية من أصل إيطالي، لشغله بمجرد ترك مقعدها في مجلس النواب.

ولكن مع عدم اتخاذ بيلوسي أي خطوة ملموسة باتجاه مغادرة الكونجرس، فقدت نظرية احتفاظ بايدن بمقعد سفارة إيطاليا من أجل بيلوسي بعضاً من رواجها.

وفكر بايدن في تعيين ستيفن روبرت، وهو مسؤول تنفيذي سابق في "وول ستريت"، تربطه علاقات ببيلوسي، في إيطاليا، لكن مصادر مطلعة أخبرت "أكسيوس" بأنه "خرج من الحسابات". كما رفض البيت الأبيض التعليق بهذا الشأن.

"أكسيوس" لفت إلى أن بايدن، الذي سعى إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية الأميركية في جميع أنحاء العالم، نجح في تأكيد عدد كبير من سفرائه مقارنة بسلفه دونالد ترمب.

ولكن مع تأكيد تعيين 113 سفيراً، "لا يزال بايدن متخلفاً عن الرئيسين السابقين  جورج بوش وباراك أوباما، اللذين أكدا تعيين 130 و116 سفيراً على التوالي، وفقا لبيانات مركز الانتقال الرئاسي في الشراكة من أجل الخدمة العامة.

وأرجع "أكسيوس" هذا الأمر جزئياً إلى الانقسام داخل مجلس الشيوخ، الذي ركز اهتمامه على تمرير التشريعات الكبيرة، وتأكيد تعيين القضاة الفيدراليين في العامين الأولين من ولاية بايدن.

ونقل الموقع عن فاليري سميث بويد، مديرة الانتقال الرئاسي، قولها إن "الرئيس بايدن رشح عدداً من سفراء الدول في هذه الفترة من ولايته يفوق جميع أسلافه الثلاثة، لكنه عانى من التأخير أكثر منهم جميعاً في تأكيد مرشحيه من قبل مجلس الشيوخ".

وأضافت أن "من أجل تسريع وتيرة شغل مناصب السفراء الشاغرة، يجب أن نقلل العدد الإجمالي للمناصب التي تحتاج إلى تأكيد مجلس الشيوخ".

وبحسب "أكسيوس"، فإن تأكيد السفير جارسيتي، الذي تضمن تصويت 3 ديمقراطيين بـ"لا"، مقابل 7 جمهوريين بـ"نعم"، يُذكر بأن الترشيحات المثيرة للجدل يمكن أن تتطلب "ائتلافاً تصويتياً فريداً من نوعه، بل ومفاجئاً للفوز بالأغلبية".

ولكن قبل التصويت داخل غرفة الشيوخ أو حتى قبل عقد جلسة الاستماع، يجب على بايدن أن يرسل أولاً اسماً إلى الشيوخ لشغل المنصب في إيطاليا. 

اقرأ أيضاً:  

تصنيفات