
استنكرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الاثنين، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن "إنكار وجود الشعب الفلسطيني"، وسط رفض أردني وفلسطيني ومصري. واستدعت عمان السفير الإسرائيلي، للاحتجاج على سلوك سموتريتش بعد استخدامه خريطة تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن سموتريتش وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، قوله خلال مشاركته في فعالية عقدت الأحد، بباريس إنه "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطين"، معتبراً أن "الشعب الفلسطيني هو اختراع لا يتجاوز عمره 100 عام".
كما استخدم الوزير الإسرائيلي، خلال الفعالية نفسها، خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن، والأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما قالت تل أبيب، الاثنين، إنها ملتزمة باتفاق السلام مع عمّان، مؤكدةً أنه "لم يطرأ أي تغيير على موقف دولتنا من الاعتراف بوحدة الأراضي الأردنية".
وكان بتسلئيل سموتريتش أدلى بتصريحات سابقة دعا خلالها إلى "محو" بلدة حوارة في الضفة الغربية. وقال إنه يعتقد أن إسرائيل "يجب أن تكون هي من تمحوها (حوارة) وليس.. أشخاص عاديون".
استنكار أوروبي
يذكر أن في بداية مارس الجاري، أطلق سموتريتش، تصريحات وصفتها دول عربية وغربية بأنها "غير مقبولة" و"تحرض على العنف"، إذ قال إنه من واجب إسرائيل "محو" بلدة حوارة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، ليتراجع عن هذا التصريح عقب أيام، مبرراً ذلك بأنها "زلة لسان".
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، حكومة إسرائيل إلى التنصل من تصريحات لسموتريتش، قال فيها إنه "لا شيء اسمه الشعب الفلسطيني".
وقال بوريل للصحافيين خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، إن تصريحات سموتريتش "لا يمكن التغاضي عنها بالتأكيد"، داعياً "الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التعليقات والبدء في العمل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر".
وتابع: "يجب أن أستنكر هذه التعليقات غير المقبولة للوزير سموتريتش.."، معتبراً أن ذلك "خطأ كبير، وعدم احترام، وأمر خطير، وغير مجد في وضع متوتر بالفعل".
اعتراض أممي وأميركي
ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، تصريحات سموتريتش بأنها "غير مفيدة بالمرة"، وقال للصحافيين في نيويورك: "من الواضح أن هناك بجلاء وتميز شعباً فلسطينياً. وتؤيد الأمم المتحدة حقوقه".
بدوره قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "نعترض بشدة على هذا النوع من اللغة. لا نريد أن نرى أي خطاب أو أي عمل... قد يقف في طريق أو يصبح عقبة أمام التوصل لحل قابل للتطبيق بوجود دولتين ولغة من هذا القبيل تفعل ذلك".
فلسطين: تزييف وتزوير للتاريخ
من ناحيتها، قالت الرئاسة الفلسطينية، إن "تصريحات سموتريتش العنصرية التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، هي محاولة لتزييف التاريخ وتزويره، وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني الموجود على هذه الأرض منذ الأزل".
وأضافت في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن "المحاولات الإسرائيلية لاختراع روايات كاذبة تنكر وجود شعبنا يفندها التاريخ، الذي يؤكد بأن الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض، التي تمتد جذوره فيها إلى أعماق التاريخ".
وأشارت الرئاسة إلى أن "الرواية الفلسطينية الأصيلة تفند بقوة مثل هذه المحاولات المتطرفة التي تحاول سرقة التاريخ وتزييفه لصالح الخرافات والأكاذيب".
الأردن يستدعي السفير
من جانبه، استدعى الأردن السفير الإسرائيلي، للاحتجاج على سلوك سموتريتش الذي تحدث على منصة كان عليها علم إسرائيلي بحدود موسعة تضم المملكة الأردنية والأراضي الفلسطينية.
ودانت وزارة الخارجية الأردنية، في وقت سابق الاثنين، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، قائلة إن "تصرفات وتصريحات هذا الشخص (سموتريتش) المتطرف لا تنال من الأردن ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، بل تظهر للعالم مدى الظلم التاريخي الذي يتعرض له الفلسطينيون، وخطورة الفكر العنصري المتطرف الذي يحمله الوزير الإسرائيلي".
وأضافت الوزارة في بيانها أن "عمّان ستتخذ جميع الإجراءات السياسية والقانونية الضرورية للتصدي لمثل هذه التصرفات والتصريحات المتطرفة، وما تمثله من تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار ويدفع باتجاه التصعيد".
وشدد الأردن على "ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء هذه التصرفات المتطرفة، والتصريحات التحريضية المرفوضة من وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية"، مطالباً المجتمع الدولي بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرفة التحريضية، والتي تمثل خرقاً للقيم والمبادئ الإنسانية.
كما دانت الوزارة "التصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة التي أطلقها سموتريتش المتطرف إزاء الشعب الفلسطيني وحقه في الوجود، وحقوقه التاريخية في دولته المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني".
إدانة مصرية
وقالت وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بشأن إنكار وجود الشعب الفلسطيني "تحريضية ومرفوضة" وتقوض مساعي التهدئة بين الجانبين.
وأكدت في بيان أن مصر ترفض التصريحات "غير المسؤولة والتحريضية، وما تحمله من إيماءات عنصرية تنكر حقائق التاريخ والجغرافيا، وتؤجج مشاعر الغضب والاحتقان عند جموع الشعب الفلسطيني، بل وشعوب العالم".
وحذّر البيان من أن مثل هذه التصريحات "تقوض" المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
اقرأ أيضاً: