قمة شي وبوتين.. دعم سياسي وتردد في الاقتصاد والغاز

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج في موسكو- 21 مارس 2023 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج في موسكو- 21 مارس 2023 - via REUTERS
دبي- الشرق

استغل الرئيس الصيني شي جين بينج يومين من المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، لـ"الانحياز إلى صف روسيا ضد الولايات المتحدة"، إلا أنه لم يمنح موسكو شيئاً آخر كانت تريده، وهو التزام بشراء المزيد من الغاز، لتعويض الإمدادات التي انقطعت إلى أوروبا، ومزيد من التعاون الاقتصادي.

وغادر شي موسكو الأربعاء، بعد زيارة دولة استمرت 3 أيام بدأها الاثنين، بجلسة مباحثات غير رسمية استمرت نحو 4 ساعات مع بوتين، قبل أن يعقدا جلسة رسمية الثلاثاء، دعا شي بوتين قبلها لزيارة الصين "هذه السنة".

وفيما شكلت زيارة شي إلى روسيا بعد عام على غزو أوكرانيا، "فوزاً سياسياً" للزعيمين، إلا أن عدم إحراز أي صفقات طاقة كبيرة، أو تحديد مناطق بعينها للتعاون الاقتصادي بين البلدين، يظهر أن الصين مترددة في أن تظهر على أنها "قريبة للغاية" من روسيا، وفق "بلومبرغ".

وقالت "بلومبرغ" إن شي يريد تجنب أي عقوبات اقتصادية إضافية قد تضر بالاقتصادي الصيني، وأن يبقي روسيا إلى جانبه كشريك يمكنه الدفع أمام الولايات المتحدة وحلفائها.

وأوضحت أستاذة السياسة الصينية في جامعة هونج كونج، دونجشو لو، أن شي يهدف إلى تحقيق توازن، فهو يريد أن "تنجو روسيا من الأزمة، دون أن يُرى على أنه يدعم روسيا بالكامل".

وأشارت إلى أن مشكلة الصين تكمن في أنه "إذا تطورت الحرب وأصبحت روسيا في موقف ضعف، واحتاجت إلى دعم اقتصادي وعسكري من الصين لتعبر الأزمة، فإن الصين سيكون عليها اتخاذ خيارات أكبر".

"خطاب ودي دون مضمون"

وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية كذلك، إلى أنه فيما دعم شي جين بينج موقف نظيره فلاديمير بوتين في غزوه لأوكرانيا، إلا أن محادثتهما لم تسفر عن اتفاقات حاسمة بشأن القضايا الاقتصادية المهمة.

وقالت الصحيفة إن خلو خطاب بوتين من أي مضمون بشأن المحادثات، والتي وصفها بأنها كانت "ودية وبناءة"، سلط الضوء على "تراجع نفوذ روسيا وزيادة اعتمادها على الدعم السياسي والاقتصادي الصيني".  

وأضافت "فاينانشيال تايمز" أنه فيما مدت بكين، موسكو بـ"شريان حياة اقتصادي" بالغ الأهمية أثناء غزو أوكرانيا، عن طريق زيادة مشترياتها من صادرات الطاقة الروسية، وتوفير البديل للسلع والمكونات الغربية المحظورة بموجب العقوبات، إلا أن المحادثات أظهرت أن تعميق العلاقات الاقتصادية "لا يزال يخضع للتفاوض".

"باور أوف سيبيريا 2"

وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا قطعت روسيا إمدادات الغاز إلى عدد من الدول الأوروبية، التي كانت أكبر مشتر للغاز الروسي.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق، إلى أن هدف بوتين خلال إقامة الزعيم الصيني في روسيا هو "الحصول على موافقته على مد خط أنابيب (باور أوف سيبيريا 2) والمقرر أن يمد الصين بالغاز عبر منغوليا".  

وتحدث بوتين عن خط الأنابيب باعتباره "صفقة تم إنجازها"، مؤكداً أنه "من الناحية العملية، تم الانتهاء من جميع محاور تلك الاتفاقية".  

وفي تصريحات مشتركة مع شي بعد المحادثات، وعد الرئيس الروسي بإمداد الصين بما لا يقل عن 98 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في عام 2023، وهو رقم لا يمكن تحقيقه، إلا إذا تم تشغيل خط الأنابيب الجديد، ولفت إلى أن منغوليا "وقّعت بالفعل" على الصفقة، وفقاً لـ "فايننشال تايمز".

لكن الصحيفة أشارت إلى أن شي "ظل صامتاً بهذا الشأن"، لافتة إلى أن البيان المشترك المطول شدد على أن روسيا والصين "ستبذلان جهوداً لدفع العمل على صعيد دراسة الخطط والموافقة عليها لبناء خط الأنابيب".

وقال ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، إن الكرملين يأمل في توقيع اتفاق خط أنابيب "باور أوف سيبيريا 2" في وقت لاحق هذا العام.  

وأضاف في تصريحات صحافية أن "الشركات حصلت على تعليمات للعمل على تفاصيل هذا المشروع من أجل التوقيع عليه في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً: "نأمل أن يكون ذلك خلال هذا العام"، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية.   

وسينقل خط الأنابيب المقترح 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من روسيا إلى الصين عبر منغوليا. وطرحت موسكو الفكرة منذ سنوات، لكنها اكتسبت زخماً مع لجوء روسيا إلى الصين لتحل محل أوروبا كعميل رئيسي للغاز.

دعم في الملف الأوكراني

ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الرئيس الصيني كان "أكثر مباشرة ووضوحاً" فيما يتعلق بالملف الأوكراني"، مشيرة إلى أن التصريحات المشتركة أعادت في الغالب صياغة نقاط خطاب الكرملين، وحذرت من "ممارسة أي دولة أو مجموعة من الدول للحصول على مزايا في المجالات العسكرية أو السياسية أو غيرها على حساب المصالح الأمنية المشروعة للدول الأخرى".

وفي تأكيد آخر لدعمه لبوتين، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية الأسبوع الماضي بزعم ارتكابه "جرائم حرب" في أوكرانيا، قال شي إنه دعا الرئيس الروسي لزيارة الصين "في أي وقت مناسب من هذا العام". 

وقال مستشار السياسة الخارجية لبوتين، يوري يوشاكوف، إن الرئيس الروسي قد يقوم بالرحلة في غضون هذا العام. 

ووقع الزعيمان بياناً مشتركاً الثلاثاء، أشادا فيه بـ"دور بكين الإيجابي وموقفها الموضوعي وغير المنحاز من الغزو".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات