شنت القوات الأميركية "ضربات جوية دقيقة" في شرق سوريا بعد هجوم بطائرة بلا طيار أسفر عن مقتل أميركيّ وإصابة 6 آخرين، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون).
وقالت الوزارة، في بيان، إن الهجوم بالطائرة بدون طيار استهدف نحو الساعة 13:38 (10:38 بتوقيت جرينتش) منشأة صيانة في قاعدة قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وأضاف البنتاجون أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تقدّر أن الطائرة بدون طيار "من أصل إيراني". وأشار إلى أن القتيل مقاول أميركي، لافتاً إلى أن المصابين هم خمسة جنود ومقاول أميركي آخر.
ونقل البيان عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قوله "أذنتُ لقوات القيادة المركزية الأميركية بشن ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".
وأوضح أن "الضربات الجوية جاءت رداً على هجوم اليوم وسلسلة من الهجمات الأخيرة ضد قوات التحالف في سوريا من جانب مجموعات تابعة للحرس الثوري".
وقالت تقارير إعلامية إن الضربات استهدفت مواقع "للحرس الثوري الإيراني" ببادية البوكمال شرقي دير الزور، وموقعاً آخر للفصائل في أطراف مدينة الميادين من الجهة الجنوبية، ومستودعاً للذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية في حي هرابش بمدينة دير الزور، ما أسفر عن سقوط 8 أشخاص على الأقل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن اثنين من أفراد الخدمة الأميركية، الذين أصيبوا في هجوم الطائرة المسيرة، الخميس، عولجوا في الموقع بينما تم على الفور إجلاء الجنود الثلاثة الآخرين والمقاول الأميركي الآخَر إلى العراق.
وقال أوستن: "كما أوضح الرئيس (جو) بايدن، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائماً في الوقت والمكان اللذين نختارهما".
عندما تم الإعلان عن الضربات، كان بايدن قد توجه إلى كندا، إذ من المقرر أن يجتمع مع رئيس الوزراء جاستن ترودو ويلقي كلمة أمام البرلمان، الجمعة.
وفي أغسطس الماضي، أمر بايدن بضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور السورية الغنية بالنفط بعد أن استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعاً لقوات التحالف من دون أن تتسبب في أي إصابات.
وينتشر مئات من الجنود الأميركيين في سوريا في إطار تحالف يقاتل فلول تنظيم داعش، وكثيراً ما يُستهدَفون بهجمات تشنها مجموعات مسلحة.
ويدعم الجنود الأميركيون قوات سوريا الديمقراطية التي قادت معركة الإطاحة بتنظيم داعش من آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا عام 2019.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، إن الضربات الأميركية في سوريا تهدف إلى حماية الجنود الأميركيين هناك حيث لا يزال تنظيم داعش والجماعات المسلحة المدعومة من إيران يشكلون تهديداً.
وقال كيربي، في مقابلة مع شبكة (CNN)، الإخبارية إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران وإنه لا ينبغي لطهران أن تشارك في دعم الهجمات على المنشآت الأميركية.
انتهاكات أميركية
في المقابل، قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا أوليج جورينوف، الخميس، إن عدد الانتهاكات المرتبطة بالطائرات المسيرة والطائرات الحربية التابعة لما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا تزايد بشكل ملحوظ مقارنة بالعام السابق.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن جورينوف قوله إن أعضاء التحالف يواصلون انتهاك بروتوكولات منع وقوع الاشتباكات والمذكرة الثنائية بشأن سلامة الرحلات الجوية في سوريا، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات متعمدة ومتكررة.
وجاءت اتهامات المسؤول العسكري الروسي بعد يوم من اتهام قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأميركية أليكسوس جرينكويتش لروسيا بأن طائراتها الحربية اخترقت المجال الجوي لقاعدة التنف الأميركية في جنوب سوريا 25 مرة هذا الشهر، كان آخرها يوم الأربعاء.
وأضاف لتلفزيون "NBC" أن طائرات روسية مسلحة حلقت فوق قاعدة التنف كل يوم تقريباً في مارس، "منتهكة بذلك اتفاقاً عمره 4 سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا، ما يخاطر بالتصعيد".
وقال الجنرال الأميركي إن الطائرات الروسية تحلق على ارتفاع منخفض فوق الوحدات الأميركية في التنف "وهذا أمر مزعج"، حسب وصفه.
اقرأ أيضاً: