
أعلنت هندوراس، مساء السبت (بالتوقيت المحلي)، قطع علاقاتها الدبلوماسيّة مع تايوان، بعد 11 يوماً على إشارتها إلى أنّها ستُقيم علاقات دبلوماسيّة مع الصين، في قرار استدعى ردَّ فعلٍ فورياً من تايبيه.
وقالت وزارة الخارجيّة الهندوراسيّة، في بيان، إنّ الوزير إنريكي رينا "بناءً على تعليمات رئيسة الجمهوريّة زيومارا كاسترو قد أبلغ تايوان بقرار قطع العلاقات الدبلوماسيّة".
ويأتي هذا الإعلان بعد يومَين على زيارة أجراها رينا إلى بكين، بدعم من كاسترو، للبحث في مسألة إقامة علاقات دبلوماسيّة ثنائيّة.
وقالت وزارة الخارجيّة الهندوراسيّة إنّ "حكومة جمهوريّة هندوراس تعترف بوجود صين واحدة في العالم، وحكومة جمهوريّة الصين الشعبيّة هي الحكومة الشرعيّة الوحيدة التي تُمثّل الصين بكاملها".
وأضافت الوزارة أنّ "تايوان جزء لا يتجزّأ من الأراضي الصينيّة"، مشيرةً إلى أنّها تعهّدت اعتباراً من السبت "ألّا تُقيم أيّ علاقة أو اتّصالات ذات طابع رسمي مع تايوان".
ولاحقاً أعلنت الصين عن إقامة علاقات دبلوماسية مع هندوراس في ما يشكل انتصاراً لبكين مع ابعادها حليفاً جديداً عن تايوان.
وكتبت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينج على تويتر: "أقامت الصين وهندوراس علاقات دبلوماسية للتو".
اتهامات تايوان
في المقابل، اتهمت تايوان الصين، الأحد، بالضغط على حلفائها الذين يتراجع عددهم للانضمام إلى صفوفها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين تايوان وهندوراس.
وقال مكتب رئيسة تايوان تساي إينج-وين، في بيان، إن "قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلادنا وهندوراس يندرج في إطار سلسلة من الإكراه والترهيب.. تقلص الصين موقع تايوان على الساحة الدولية منذ فترة طويلة معرضة السلام والاستقرار الإقليميين للخطر بطريقة أحادية الجانب".
واعتبر وزير الخارجيّة التايواني، الأحد، أنّ الرئيسة الهندوراسيّة كاسترو تُساوِرها "أوهام" بشأن وعود الصين لها بتقديم مساعدات اقتصاديّة.
وقال جوزف وو إنّ "الرئيسة كاسترو وفريق إدارتها تُساوِرهم أوهام بشأن الصين، وكانوا قد أثاروا خلال الحملة الانتخابيّة قضيّة تغيير الاعتراف" بتايوان.
وأضاف أنّ "الصين لم تكفّ عن محاولة إغراء هندوراس عبر حوافز ماليّة".
وتُعارض الصين أيّ تبادلات رسميّة بين تايوان وشركائها الدوليّين، وانطلاقاً من مبدأ "الصين الواحدة"، تعتبر أنّ الجزيرة ذات الإدارة الذاتيّة واحدة من مقاطعاتها التي ستستعيدها يوماً ما، وبالقوّة إذا لزم الأمر.
وقد وقع الانفصال بين تايوان والصين في 1949 في نهاية الحرب الأهلية الصينية التي تواجه فيها الشيوعيون، الذين تولوا السلطة في بر الصين الرئيسي، والجيش القومي الذي اضطر إلى الانكفاء إلى جزيرة تايوان.
وخلال العقود السبعة التي تلت ذلك لم يسيطر الجيش الشيوعي على الجزيرة التي بقيت تحت سيطرة جمهورية الصين التي كانت تحكم سابقاً كل المناطق الصينية وتقتصر سلطاتها الآن على تايوان.
وتُعدّ أميركا الوسطى منطقة ذات أهمّية استراتيجيّة لبكين وتايبيه منذ انتهاء الحرب الأهليّة الصينيّة في العام 1949.
في السنوات الأخيرة، بدّلت نيكاراجوا والسلفادور وبنما وجمهوريّة الدومينيكان وكوستاريكا مواقفها وباتت تُقيم علاقات دبلوماسيّة مع بكين.
قرار سيادي
ووصفت وزارة الخارجية الأميركية قرار هندوراس قطع العلاقات مع تايوان بأنه قرار سيادي، لكنها قالت إن من المهم الانتباه إلى أن الصين في نهاية المطاف لا تفي غالباً بالوعود التي تقدمها مقابل الاعتراف الدبلوماسي.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: "نحن نشجع بقوة جميع الدول على توسيع المشاركة مع تايوان ومواصلة الوقوف إلى جانب الديمقراطية والحكم الرشيد والشفافية والالتزام بسيادة القانون".
وكرر الرئيس الأميركي جو بايدن تصريحاته بأن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان ضد أي هجوم صيني، وهي التعليقات التي أغضبت بكين.
وفي ديسمبر، سمحت الولايات المتحدة بمبيعات أسلحة تصل إلى 10 مليارات دولار لتايوان على مدى 5 سنوات.
13 دولة فقط
وتعني هذه الخطوة أن تايوان لديها الآن علاقات دبلوماسية رسمية كاملة مع 13 دولة فقط، معظمها حول منطقة البحر الكاريبي، ما يؤدي إلى خفض عدد الدول الصديقة التي يمكنها تناول قضايا للجزيرة ذاتية الإدارة في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، حيث تفتقر إلى مقعد، بحسب "بلومبرغ".
كما يأتي قبل زيارة رئيسة تايوان تساي إنج وين إلى حليفتيها جواتيمالا وبليز في طريقها إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
واستغرقت تساي ما يقرب من 7 سنوات في المنصب لحشد الدعم من الدول المستعدة لتحدي الصين، التي تعهدت بإعادة الجزيرة إلى سيطرتها.
وقالت الصين مراراً وتكراراً إن تايوان جزء من أراضيها، بينما أكدت تايوان أنها دولة ذات سيادة بحكم الواقع.
وقدمت الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى مؤخراً عروض دعم أكبر لتايوان وسكانها البالغ عددهم حوالي 23 مليون نسمة.
وفي وقت سابق من هذا العام، تلقى رئيس جمهورية التشيك الجديد بيتر بافيل توبيخاً شديداً من بكين بعد إجراء محادثة هاتفية مع تساي بعد أيام من انتخابه. وقال لاحقًا إنه يأمل في مقابلة تساي، التي ستترك منصبها في عام 2024.
وكانت نيكاراجوا آخر دولة غيرت علاقاتها الدبلوماسية إلى بكين من تايبيه في عام 2021. وقد فعلت جزيرة كيريباتي في المحيط الهادئ ذلك في عام 2019.
وتشهد باراجواي، وهي من بين الدول التي لا تزال تعترف بتايوان، انتخابات عامة في أبريل. وكان حزب كولورادو الحاكم تاريخياً مؤيداً لتايوان، وكان المحرك الرئيسي وراء عدم الاعتراف بالصين.
أفادت وكالة رويترز نقلاً عن تصريحات وزير الخارجية إدواردو إنريكي رينا لمحطة تلفزيونية محلية أن محاولة هندوراس لتغيير العلاقات الرسمية مع بكين كانت مدفوعة بالمسائل المالية والديون. وأضاف أن هندوراس مدينة لتايوان بمبلغ 600 مليون دولار.
اقرأ أيضاً:




