بعد 8 عقود من العلاقات.. هندوراس تتخلى عن تايوان لصالح الصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الصيني تشين جانج يصافح نظيره الهندوراسي إدواردو إنريكي رينا بعد إعلان إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين بحفل أقيم في بكين. 26 مارس 2023  - AFP
وزير الخارجية الصيني تشين جانج يصافح نظيره الهندوراسي إدواردو إنريكي رينا بعد إعلان إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين بحفل أقيم في بكين. 26 مارس 2023 - AFP
بكين -بلومبرغ

أنهت تايوان وهندوراس أكثر من 8 عقود من العلاقات الدبلوماسية، بعد إعلان الدولة الواقعة في أميركا الوسطى، اعترافها بالجزيرة كجزء من الصين، في خطوة فٌسرت أنها بهدف الحصول على دعم اقتصادي صيني.

وستقيم الصين وهندوراس علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء، وفق قرار ساري المفعول على الفور، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الصينية،  والتي وصفت القرار بأنه "الخيار الصحيح" لهندوراس.

في المقابل، قالت تايوان إن قرار هندوراس "مؤسف ومؤلم" وربطته بوعد الدعم المالي من الصين.

وقالت الرئيسة التايوانية تساي إنج ون: "لفترة طويلة، كان إيماننا هو دعم التنمية طويلة الأجل والجوهرية لحلفائنا من خلال مناهج استشرافية وعملية بأفضل ما في وسعنا"، مؤكدة "لن ننخرط في سباق دبلوماسي مالي لا معنى له مع الصين".

بدورها، قالت هندوراس إن هناك "صين واحدة فقط"، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية. وقالت في بيان على تويتر إن "جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها". ولم يذكر اسباب القرار أو المساعدة المالية.

وتعني هذه الخطوة أن تايوان لديها الآن علاقات دبلوماسية رسمية كاملة مع 13 دولة فقط، معظمها حول منطقة البحر الكاريبي. ويؤدي ذلك إلى خفض عدد الأصدقاء الذين يمكنهم تناول قضايا للجزيرة "ذاتية الإدارة" في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، التي لا تمتلك بها تايبيه مقعد.

دعم صيني

وخلال مباحثات في بكين، الأحد، قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج، لنظيره إدواردو رينا، إن الصين "ستدعم بالكامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هندوراس، كما ستوسع الواردات من هندوراس وتشجع الشركات الصينية على الاستثمار في بنيتها التحتية، وتتطلع إلى زيارة رئيس هندوراس، شيومارا كاسترو"، وفقاً لبيان الخارجية الصينية.

وذكرت الوزارة أن الصين ترحب بمشاركة هندوراس في مبادرة "الحزام والطريق"، فضلاً عن برامجها الأخرى. وقدمت بكين قروضاً كبيرة لدول مثل سريلانكا وباكستان كجزء من مبادرة الحزام والطريق.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال رينا لمحطة تلفزيون محلية، إن محاولة هندوراس لتغيير العلاقات الرسمية مع بكين كانت مدفوعة بالمسائل المالية والديون. وأضاف أن هندوراس مدينة لتايوان بـ 600 مليون دولار.

وقال وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، في إفادة صحفية، الأحد، إن حكومة هندوراس تريد 2.45 مليار دولار من المساعدات المالية من تايبيه، وقارنت الدعم النقدي التايواني بالدعم الصيني.

وتأتي هذه الخطوة قبل أن تبدأ الرئيسة التايوانية زيارة هذا الأسبوع لحلفاء مثل جواتيمالا وبليز، كما تتوقف في الولايات المتحدة

واعتبرت "بلومبرغ" أن رئيسة تايوان، "استغلت ما يقرب من سبع سنوات في المنصب لكسب الدعم من الدول التي على استعداد لتحدي الصين، التي تعهدت بوضع الجزيرة تحت سيطرتها".

وتتمسك الصين باعتبار تايوان جزءاً من أراضيها، بينما تؤكد الجزيرة أنها دولة ذات سيادة بحكم الواقع.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الرئاسة التايوانية، لين يو تشان، في بيان: "قطع تايوان للعلاقات الدبلوماسية مع هندوراس جزء من سلسلة من الهجمات والتهديدات الصينية".

وأضافت "لا يمكن لهذه الإجراءات أن تغير حقيقة أن تايوان والصين ليسا تابعين لبعضهما البعض، ولا يمكنها تدمير إرادة شعب تايوان في حب الحرية والديمقراطية واحتضان العالم".

قدمت الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى مؤخراً عروض دعم أكبر للجزيرة وسكانها البالغ عددهم حوالي 23 مليون نسمة. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، مراراً، أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان ضد أي هجوم صيني، وهي التعليقات التي أغضبت بكين. 

وفي ديسمبر الماضي، سمحت الولايات المتحدة بما يصل إلى 10 مليارات دولار من مبيعات الأسلحة لتايوان على مدى خمس سنوات.

وفي وقت سابق من هذا العام، واجه رئيس جمهورية التشيك الجديد، بيتر بافيل، توبيخاً شديداً من بكين بعد إجراء محادثة هاتفية مع رئيسة تايوان بعد أيام من انتخابه. وقال لاحقاً إنه يأمل في مقابلة تساي، التي ستترك منصبها في عام 2024.

كانت نيكاراجوا آخر دولة غيرت علاقاتها الدبلوماسية إلى بكين من تايبيه في عام 2021. وقد فعلت جزيرة كيريباتي في المحيط الهادئ ذلك في عام 2019.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات