شهدت تركمانستان، الأحد، أول انتخابات تشريعية منذ التعديل الدستوري الذي أجري في يناير، وعزز قبضة عائلة بردي محمدوف على السلطة في البلد المنغلق في آسيا الوسطى.
وأغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها الساعة 19:00 (14:00 توقيت جرينيتش)، بحسب اللجنة الانتخابية.
وقالت اللجنة إن 91.12% من الناخبين البالغ عددهم 3.5 مليون أدلوا بأصواتهم على أن تعلن النتائج خلال أسبوع بحد أقصى.
ويعتمد الاقتصاد التركمانستاني بشكل شبه حصري على عائدات احتياطاته الضخمة من الغاز التي زاد الطلب عليها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي الأشهر الأخيرة، التقى رئيس تركمانستان نظيرَيه الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج.
وتحكم عائلة بردي محمدوف هذه الجمهورية السوفيتية السابقة منذ أكثر من 16 عاماً لم تشهد البلاد خلالها انتخابات حرة ونزيهة، بحسب مراقبين غربيين.
وتولى الأربعيني سردار بردي محمدوف الرئاسة في مارس 2022 خلفاً لوالده قربان قولي (65 عاماً)، المعروف بـ"غرابة أطواره" وتكريسه "عبادة الشخص" خلال فترة حكمه التي بدأت في 2006، بحسب وصف "فرانس برس"
"انتخابات ديمقراطية"
لكن قربان قولي بردي محمدوف لم ينسحب من الحياة السياسية، واقترح في يناير إلغاء مجلس الشيوخ الذي تأسس بطلب منه عام 2021، والعودة إلى نظام المجلس الواحد.
بعد هذا الاقتراح الذي أقر بالإجماع، بحسب العادة في تركمانستان، تم تعيين بردي محمدوف الأب، رئيساً لهيئة عليا جديدة.
ويتحكم المجلس في التوجهات الرئيسية لسياسة تركمانستان الداخلية والخارجية، ما يحد في الواقع من دور مجلس النواب البالغ عدد أعضائه 125 نائباً وبات في موقع ثانوي.
وعُيّن بردي محمدوف الأب "رئيساً للأمة التركمانية"، ويتمّ حالياً بناء مدينة على شرفه.
ورأى أن "المشاركة الفعّالة لشعبنا في العملية الانتخابية تعكس بوضوح التزام المجتمع التركماني بمبادئ الديمقراطية الحقيقية".
وأكّد الرئيس سردار بردي محمدوف أن "هذه الانتخابات ستجري وفق أسس ديمقراطية وعملاً بالتشريعات المحلية والقانون الدولي".
أجريت الانتخابات في ظلّ غياب المعارضة وهيمنة الرقابة في هذا البلد الذي يحتل إحدى أدنى مراتب تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة إلى جانب كوريا الشمالية وإريتريا وإيران.
انتخابات البرلمان المقبل
وعشية الانتخابات، قال آغا مراد بياشيموف (65 عاماً) في عشق آباد: "لست على اطّلاع على برامج المرشّحين للأسف، لم أرَ أيّ لافتة في أي مكان تدعو إلى التصويت".
وعلى الرغم من نشر صحيفة "تركمانستان المحايدة"، وهي الصحيفة التي خلفت صحيفة الحزب الشيوعي التركمانستاني في الحقبة السوفيتية، سير ذاتية مفصّلة للمرشحين البالغ عددهم 258، إلا أنه يصعب إيجاد أثر لبرامج انتخابية.
وينتمي المرشحون إلى 3 أحزاب، وتدعم مجموعات مدنية 116 منهم.
ومع أن هذا البلد المغلق والوحيد في العالم الذي لم يعترف بتسجيل أي إصابة بفيروس كورونا على أراضيه لا يتحدّث عن مستوى البطالة فيه، فإن الوضع الاقتصادي ليس مثالياً، فيما لم يخفف النظام قبضته على السكان بحيث يفرض رقابة دائمة.
وقال رائد الأعمال مكسات ريجينوف: "شاهدت العام الماضي مراسم تنصيب الرئيس، وتوقع كثيرون من الرئيس الشاب إصلاحات مهمة".
وأضاف: "كنا نتوقع بناء مصانع جديدة وفتح البلد ومجيء سيّاح وتراجع سيطرة الدولة".
وقال التاجر الثلاثيني في سوق عشق آباد، عاشير أوفيزوف، وهو من الذين يقاطعون الانتخابات: "يجب أن أعمل من الصباح حتى المساء لتأمين طعام لأسرتي ولا أعرف المرشّحين".
اقرأ أيضاً: