تقرير: روسيا تعمق تحالفها العسكري مع إيران بتزويدها بأسلحة سيبرانية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند عاصمة أوزبكستان. 15 سبتمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند عاصمة أوزبكستان. 15 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

قال مسؤولون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن روسيا تساعد إيران على اكتساب قدرات مراقبة رقمية متقدمة، مع سعي طهران إلى تعاون أعمق في مجال الحرب الإلكترونية، مما يضيف جانباً إضافياً إلى التحالف العسكري المزدهر بينهما والذي تعتبره الولايات المتحدة تهديداً.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإيرانيين لم تكشف هوياتهم، أن التعاون المحتمل في الحرب الإلكترونية يأتي بعد أن باعت إيران طائرات مسيرة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا، ووافقت على تزويد موسكو بصواريخ قصيرة المدى وشحنت قذائف دبابات ومدفعية إلى ساحة المعركة.

وتسعى طهران للحصول على المساعدة الإلكترونية، إلى جانب ما قال مسؤولون أميركيون وإيرانيون إنها طلبات للحصول على عشرات من الطائرات المروحية الهجومية الروسية والمقاتلات النفاثة، والمساعدة في برنامجها للصواريخ بعيدة المدى.

وتتمتع كل من روسيا وإيران بقدرات سيبرانية متطورة، وتعاونتا منذ فترة طويلة مع بعضهما البعض، ووقعتا اتفاقية تعاون إلكتروني قبل عامين، وقال محللون إن مجالات التعاون "تركز في الغالب على شبكات الدفاع الإلكتروني".

وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصادرها بأن موسكو قاومت منذ فترة طويلة مشاركة قدرات الهجوم الرقمي مع إيران في الماضي، خوفاً من أن ينتهي الأمر إلى بيعها لاحقاً على ما يعرف بشبكة الإنترنت المظلمة (دارك ويب).

التجسس على المعارضة

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، زودت روسيا، إيران، بقدرات مراقبة الاتصالات، بالإضافة إلى أجهزة تنصت وأجهزة تصوير متقدمة وأجهزة لكشف الكذب، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وقالت المصادر، إن موسكو شاركت على الأرجح مع إيران برامج أكثر تقدماً، تسمح لها باختراق هواتف وأنظمة المعارضين والخصوم. وأضافت أن السلطات الروسية قررت أن فوائد تعزيز العلاقة العسكرية مع إيران تفوق أي جوانب سلبية.

واستخدمت الحكومة الإيرانية، الإنترنت، لتخفيف تأثير حركة الاحتجاج على مستوى البلاد العام الماضي، مما أدى إلى إبطاء حركة المرور على الإنترنت في المناطق المستهدفة، لوقف انتشار مقاطع الفيديو والاتصالات بين المتظاهرين. كما استخدمت أدوات المراقبة الرقمية لتعقب المتظاهرين واعتقالهم.

وبدأت شركة PROTEI Ltd الروسية في توفير برامج الرقابة على الإنترنت لشركة خدمات الهاتف المحمول الإيرانية Ariantel، وفقاً للوثائق التي نشرها مركز "سيتيزن لاب" للأبحاث ومقره جامعة تورنتو.

وذكر المركز أن هناك أدلة على أن أدوات PROTEI هي جزء من نظام الهاتف المحمول المتطور، الذي من شأنه أن "يمكن سلطات الدولة من مراقبة جميع اتصالات الإيرانيين المحمولة أو اعتراضها أو إعادة توجيهها أو تحطيمها أو منعها بشكل مباشر، بما في ذلك أولئك الذين يتحدون النظام حالياً".

وتقوم الشركة الروسية بتطوير الأجهزة والبرامج المصممة لمساعدة الحكومات على مراقبة الاتصالات، من خلال خطوط الهاتف ورسائل البريد الإلكتروني ومعاملات بطاقات الائتمان، من بين أمور أخرى، وفقاً لمحللي الأمن السيبراني. ولدى الشركة عقود مع وزارة الدفاع الروسية.

وقالت الصحيفة إنها لم تتلق رداً على طلبات للتعليق من جانب الحكومة الروسية، وكذلك شركتي Ariantel و PROTEI والوفد الإيراني في الأمم المتحدة بنيويورك.

حملات تضليل

ولطالما عملت إيران على تطوير أسلحتها الإلكترونية إلى برنامج أكثر تطوراً، بعد سنوات من اعتبارها قوة حرب رقمية من الدرجة الثانية بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا.

وقام قراصنة الحكومة الإيرانية والجماعات المتحالفة معها بحملات تضليل، ونفذوا هجمات على سلاسل التوريد واستهدفوا بنية تحتية في الدول المنافسة.

واتهمت إسرائيل، السلطات الإيرانية، بمحاولة اختراق نظام المياه فيها، وقالت، الشهر الماضي، إن مجموعة تابعة للاستخبارات الإيرانية، شنت هجوماً إلكترونياً على جامعة إسرائيلية كبرى.

وبدأ برنامج الحرب الإلكترونية في إيران، في إطار استجابة الحكومة لاحتجاجات عام 2009 التي وقعت احتجاجاً على الانتخابات، التي قالت المعارضة إنها زورت لصالح الرئيس آنذاك محمود أحمدي نجاد، وفق آني فيكسلر، محللة السياسة الإلكترونية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن غالباً ما تنتقد إيران. وبعد ذلك كان تركيز الحكومة على المراقبة والتضييق على المعارضة.

وقالت فيكسلر، إن روسيا ستقدم طرقاً أكثر تطوراً لمراقبة الاتصالات داخل البلاد. وأضافت: "بالنظر إلى قدرات روسيا المتفوقة، فإن أي قدر من نقل المعرفة من شأنه أن يحسن قدرات إيران السيبرانية".

وعندما بدأت روسيا في نشر طائرات مسيرة إيرانية الصنع في ساحة المعركة في أوكرانيا، عمق البلدان التحالف الذي بدأ مع الحرب الأهلية السورية، إذ ساعدا الرئيس بشار الأسد على هزيمة معارضيه.

وقال محمد آية الله طبار، الأستاذ المشارك المتخصص في سياسة الشرق الأوسط في كلية بوش للإدارة الحكومية والخدمة العامة بجامعة "تكساس إيه أند إم": "لقد وضعا جانباً الخلافات التي تعود إلى قرون مضت للاصطفاف ضد أعدائهما المشتركين".

وأضاف: "مع الشعور بالحصار من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، يبدو أن كلاً من إيران وروسيا مصممتان على إنجاح هذا التحالف".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات