نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين أميركيين، قولهم، إنه من المتوقع أن تتخذ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، "إجراءات سرية ضد روسيا"، في إطار فرض عقوبات اقتصادية، رداً على القرصنة الإلكترونية واسعة النطاق التي شنتها موسكو على وكالات وشركات أميركية، أواخر العام الماضي.
وأوضح المسؤولون الذين لم تسمهم الصحيفة، في تقرير الأحد، أن الخطوة الرئيسية الأولى ستتخذها إدارة بايدن خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، "وتشمل سلسلة من الإجراءات السرية عبر الشبكات الروسية، والتي تهدف إلى أن تكون معلنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأجهزته الاستخباراتية، والجيش الروسي، فحسب".
وأضاف المسؤولون، أن هذه الإجراءات ستقترن ببعض العقوبات الاقتصادية وأمر تنفيذي من بايدن، لتسريع معالجة شبكات الحكومة الفيدرالية بعد القرصنة الروسية، والتي اكتشفتها شركة خاصة متخصصة في الأمن السيبراني ديسمبر الماضي.
وواجهت إدارة الرئيس الأميركي هجوماً إلكترونياً جديداً، استهدف أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية "مايكروسوفت"، وهو ما يثير التساؤل عما إذا كان سيتعين عليها الرد على خصم رئيسي آخر هو الصين.
قضية ملحة
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القضية باتت ملحة بشكل خاص في البيت الأبيض، ووزارة الدفاع "البنتاغون"، ووكالات الاستخبارات في الأيام الأخيرة، وذلك بعد الكشف العلني عن اختراق كبير في أنظمة البريد الإلكتروني لـ "مايكروسوفت"، والتي تستخدمها الشركات الصغيرة والحكومات المحلية، والمقاولون العسكريون الرئيسيون.
وأوضحت الصحيفة أن "مايكروسوفت" قد حددت المتسللين على أنهم "مجموعة صينية تعمل برعاية الدولة"، وتحركت الشركة لمساعدة مستخدمي برامجها في إغلاق الثغرة الأمنية.
وتابعت: "لم تعلن حكومة الولايات المتحدة بعد عن أي قرار رسمي بشأن المسؤول عن القرصنة، ولكن هناك خوف في البيت الأبيض وفي مقر شركة مايكروسوفت في ريدموند، واشنطن، من أن يصبح التجسس وسرقة المعلومات مجرد مقدمة لنشاط أكثر تدميراً، مثل تغيير البيانات أو محوها بالكامل".
رد حكومي كامل
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن البيت الأبيض قد شدد على خطورة الموقف في بيان صدر عن مجلس الأمن القومي الأميركي، الأحد، إذ قال إن "البيت الأبيض يتعهد برد حكومي كامل من خلال تقييم ومعالجة تأثير اقتحام مايكروسوفت".
وأشار البيان إلى أن الاستجابة ستكون بقيادة المسؤولة البارزة في وكالة الأمن القومي، ونائبة مستشار الأمن القومي للتكنولوجيا الإلكترونية والناشئة، آن نويبرغر.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، جيك سوليفان، قوله في مقابلة، الخميس: "قبل أن يتضح نطاق الهجوم الصيني، فإن مزيجاً من العقوبات العامة والإجراءات الخاصة هو الخيار الأكثر ترجيحاً لفرض "مناقشة استراتيجية واسعة مع الروس".
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف المسؤولين الحكوميين، من أن تؤدي الاستجابة القوية للغاية، إلى خطر التصعيد، إذ أوضح سوليفان مراراً في كتاباته ومحادثاته على مدى السنوات الماضية، أنه يعتقد أن العقوبات التقليدية وحدها ليست كافية لإجبار قوى مثل روسيا أو الصين، على البدء في الحديث عن وضع قواعد جديدة للفضاء الإلكتروني.
اقرأ أيضاً: