قالت وزارة الدفاع الصينية الخميس إن التدريبات البحرية المشتركة بين الصين وإيران وروسيا في خليج عُمان عززت قدرة القوات البحرية في الدول الثلاث على القيام بمهام بحرية متنوعة، معلنة أنها ستنظم مع موسكو دوريات بحرية وجوية مشتركة.
وذكر المتحدث باسم الوزارة تان كه فه، في مؤتمر صحافي الخميس، أن التدريبات "عززت الصداقة والتعاون العملي بين البلدان الثلاث".
وأضاف أن الدول الثلاث أرسلت قوات من بينها 12 سفينة ووحدات عمليات خاصة ووحدات غوص للمشاركة في التدريبات العسكرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن الجيش الصيني على استعداد للعمل مع الجيش الروسي لتعزيز الاتصال والتنسيق الاستراتيجيين.
وأضاف أن الصين وروسيا ستتعاونان في تنفيذ مبادرات أمنية عالمية. وأضاف أن البلدين سيعملان على تعزيز الثقة العسكرية وحماية الإنصاف والعدالة الدوليين بشكل مشترك.
وأشار تان إلى أن الطرفين سيعملان أيضاً على تنظيم دوريات بحرية وجوية وتدريبات مشتركة.
تدريبات في خليج عمان
وأجرت الصين وإيران وروسيا تدريبات بحرية مشتركة في خليج عمان في الفترة من 15 إلى 19 مارس الجاري، بهدف "تعميق التعاون الفعلي بين القوات البحرية للدول المشاركة".
وأرسلت روسيا قطعاً من أسطولها الشمالي إلى المناورات تضم الفرقاطة "الأدميرال جورشكوف" وناقلة. وأرسلت الصين المدمّرة نانجينج، وإيران الفرقاطتين ساخند، وجماران، والطراد باياندور.
وتعتبر موسكو وبكين نفسيهما قوة جيوسياسية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
وزار الرئيس الصيني شي جين بينج روسيا مارس الجاري، والتقى مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهي زيارة نددت بها الولايات المتحدة.
"مناورات صغيرة"
وكان قائد الأسطول الخامس، التابع للبحرية الأميركية، براد كوبر قلل من أهمية هذه التدريبات، معتبراً أنها تبقى مناورات "صغيرة" من حيث الحجم.
وقال براد كوبر في مقابلة مع "الشرق" إن "تلك المناورات كانت موجودة منذ عدة سنوات، وكنا نعرف أن مناورات هذا العام ستنعقد".
وأضاف: "يمكن القول إن المناورات كانت صغيرة من حيث النطاق، إذ شارك عدد قليل من السفن. وهناك فرق كبير في حجم تلك المناورات مقارنة مع المناورات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة".
وأنهت الولايات المتحدة في وقت سابق من مارس الجاري "التمرين البحري الدولي المختلط متعدد الجنسيات (IMX/CE23) في البحرين والأردن"، وهو أضخم تمرين عسكري بحري في الشرق الأوسط، إذ شاركت فيه أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، بينهم دول عربية.
"سباق تسلح"
إلى ذلك حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية من "سباق تسلح" في أعقاب الصفقة الثلاثية التي أبرمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا لتسليح كانبرا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.
وشبّه تان كه في الصفقة بـ"صندوق باندورا"، الذي تخرج منه كل شرور العالم، بحسب الميثولوجيا اليونانية.
وقال إنه "بمجرد فتح صندوق باندورا، سيضطرب التوازن الاستراتيجي الإقليمي، وسيصبح الأمن الإقليمي مهدداً بشكل خطير".
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك منتصف مارس الجاري تفاصيل خطة لتزويد أستراليا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية في خطوة رئيسية لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وقال بايدن إن أستراليا ستشتري 3 غواصات من طراز "فيرجينيا" مع احتمال شراء 2 إضافيتين، وأضاف أن الاتفاق يعزز التعاون العسكري بين الدول الثلاث في مجال الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، مشدداً على أنه "لا يتضمن في طياته أي تسليح نووي".
وسيجري تسليم أول غواصة أسترالية من فئة (SSN-AUKUS)، وهو الاسم الذي أطلق على الفئة الجديدة من الغواصات، في عام 2042 وسيجري بناء واحدة كل ثلاث سنوات حتى يصل عدد الأسطول إلى ثمانية.
وعلى الرغم من أن أستراليا تستبعد شراء أسلحة نووية خاصة بها، إلا أن الصين حذّرت من أن "أوكوس" تخاطر بإشعال سباق تسلّح، واتّهمت الدول الثلاث بالتسبب بانتكاسة في جهود منع الانتشار النووي.
اقرأ أيضاً: