صادقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، على قرار بتشكيل "حرس وطني"، وفق ما أعلن مسؤولون، في خطوة يحذّر معارضوها من أنها ستفضي إلى جهاز سيكون بمثابة "ميليشيا خاصة" لوزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير.
وجاء في بيان لمكتب بن جفير اليميني أن الجهاز الذي سيكون تابعاً لوزارته سيكون مكلفاً التعامل مع "سيناريوهات طارئة وجرائم قومية وإرهاب ومكلفاً بتعزيز السيادة".
ونقل البيان عن بن جفير قوله إن الجهاز سيتألف من 1800 عنصر "سيستعيدون الأمن الشخصي" للإسرائيليين.
وأشار البيان إلى أن لجنة ستتولى إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن أهداف الجهاز وصلاحياته في غضون شهرين.
إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن لجنة مؤلفة من أعضاء في "وكالات أمنية إسرائيلية" ستقترح ما إذا سيتولى مفوّض الشرطة "أو هيئة أخرى" إدارة الجهاز.
وكان بن جفير اشترط تشكيل الجهاز للموافقة على تجميد آلية إقرار التعديلات القضائية، بعد احتجاجات استمرّت أشهر وإضراب عام شل البلاد الاثنين.
وندّد زعيم المعارضة يائير لبيد بقرار حكومي منفصل قضى، الأحد، بخفض موازنات بقية الوزارات "لتمويل ميليشيا بن جفير الخاصة"، واصفاً الأمر بأنه "خيال متطرّف لأشخاص مصابين بالأوهام".
"ميليشيا خاصة"
وكان وزير الأمن الداخلي السابق عومر بارليف، أول من طرح تشكيل الجهاز في عام 2022 ليكون من ضمن منظومة شرطة الحدود.
ورغم ذلك، انتقد بارليف الخطوة على "تويتر" قائلاً: "فكرة أن ميليشيا خاصة سيُشكّلها وزير يفتقر للفهم ومدان بدعم جماعة إرهابية وبالحض على العنصرية، تثير الصدمة".
وتبنى بن جفير تشكيل قوات "حرس وطني"، من عناصر الاحتياط في سلاح حرس الحدود، ومتطوعين، لمكافحة ما يصفه بـ"الإرهاب والجريمة على خلفية قومية، وإعادة النظام".
"استهداف مباشر"
وكان مشروع وزير الأمن الداخلي قد حصل على موافقة حكومية لإنشائه في مقابل موافقة حزبه "الصهيونية الدينية" على تأجيل التصويت على تعديلات النظام القضائي في الكنيست (البرلمان)، الذي يواجه انتقادات واسعة من المعارضة في إسرائيل، فيما يعتبره فلسطينيو الداخل "استهدافاً مباشراً" لهم.
وقال بن جفير، الأسبوع الماضي، قبيل إعلان رئيس الحكومة عن تعليق التعديلات التشريعية، في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، إن "الحرس الوطني حاجة حيوية أساسية لدولة إسرائيل التي بدونها لا يمكننا الحفاظ على أمن مواطنينا. الحرس ضروري حتى نتمكن من محاربة الإرهاب وظاهرة الخاوة (فرض الإتاوة) والجريمة على خلفية قومية، وإعادة النظام إلى جميع مدن إسرائيل".
وبن جفير معروف بتصريحاته المتطرفة والمثيرة للجدل، ويدعو الى ضمّ الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، وطرد قسم من العرب الإسرائيليين المتحدّرين من الفلسطينيين الذين بقوا في أرضهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، وتوزيعهم على الدول المجاورة.
وفي شبابه، وُجّه الاّتهام لبن غفير أكثر من خمسين مرّة بالحضّ على العنف أو باعتماد خطاب الكراهية.