الناتو: فنلندا لم تطلب نشر قوات على أراضيها.. ولا تحرك روسي ملموس

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود من الجيش الفنلندي أثناء مشاركتهم في تمرين عسكري بمنطقة روفاجار شمال البلاد. 23 مايو 2022 - REUTERS
جنود من الجيش الفنلندي أثناء مشاركتهم في تمرين عسكري بمنطقة روفاجار شمال البلاد. 23 مايو 2022 - REUTERS
بروكسل /هلسنكي- أ ف برويترز

نفى رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، روب باور، الاثنين، تقديم فنلندا طلب نشر قوات على أراضيها، قائلاً إنه "لم نشهد انتشاراً لقوات روسية حتى الآن"، وذلك عشية انضمام هلسنكي رسمياً للتحالف، رغم تعهدات روسيا بتعزيز قواتها في غرب وشمال غربي البلاد.

واعتبر باور أن "مسألة نشر قوات تابعة للحلف في فنلندا" تتوقف في المقام الأول على قرار هلسنكي، موضحاً أنّه "في الوقت الراهن، لم يرد طلب كهذا. لكن بالطبع قد يرد في المستقبل وعندها سيتعيّن علينا البحث فيه"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وستصبح فنلندا، الثلاثاء، العضو 31 في الحلف الأطلسي، إثر تحوّل تاريخي في استراتيجية عدم الانحياز التي كانت تتّبعها هلسنكي منذ أمد بعيد، في خطوة تضاعف طول الحدود المشتركة بين الحلف وروسيا.

ودفعت الحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا كلاًّ من فنلندا وجارتها السويد إلى التخلي عن سياسة عدم الانحياز، والتقدّم العام الماضي بطلب نيل عضوية حلف "الناتو".

وقال باور: "لم نشهد حتى الآن أي تحرّك ملموس للقوات والسبب الرئيس في ذلك هو أنّهم (الروس) يحتاجون إلى كلّ ما لديهم من قوات في أوكرانيا"، مشيراً إلى أنه "لا يمكنهم تحمّل نشر كثير من القوات على طول الحدود الفنلندية حيث لا يشّكل الناتو تهديداً مباشراً".

وشدد الأدميرال الهولندي على أن خطط الحلف للدفاع عن فنلندا بوجه أي هجوم محتمل ستكون "في المقام الأول وقبل أيّ شيء آخر على عاتق هلسنكي لتمتّع قواتها بقدرات كبيرة".

وبيّن باور أنّ "الحدود الإضافية مع روسيا هي مشكلة تعالجها فنلندا بالفعل منذ 75 عاماً"، لافتاً إلى ازدياد "مساحة الأراضي التي يتعيّن علينا الدفاع عنها، لكن لدينا قوات فنلندية لمساعدة الحلف في ذلك".

لكنّ رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي أكد أنه في حال شنت روسيا هجوماً، فإن دول التكتل "ستساعد في الدفاع عن فنلندا بواسطة تعزيزات استراتيجية".

واعتبر باور أن الموقع الاستراتيجي لفنلندا وقوة جيشها ولاحقاً عضوية جارتها السويد في حال نالتها، هي أمور من شأنها أن "تسهّل" على حلف شمال الأطلسي مهمة الدفاع عن جناحه الشرقي.

وذكر أن "انضمام فنلندا والسويد سيرفع عدد الدول القطبية الشمالية المنضوية في حلف شمال الأطلسي إلى 7 من أصل 8"، أما في الجنوب، فإن بحر البلطيق "سيصبح بشكل متزايد مياها ضمن أراضي حلف الناتو".

وشدد على أن ذلك سيزيد من "صعوبة قيام الروس بأي تحرّك من دون أن يعلم به حلف شمال الأطلسي".

تعزيزات عسكرية

وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان روسيا، الاثنين، عزمها تعزيز قدراتها العسكرية قرب حدودها مع فنلندا التي ستغدو عضواً بـ"الناتو" في توسّع تعتبره موسكو تهديداً لها.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروتشكو: "سنعزز قدراتنا العسكرية في الغرب والشمال الغربي" على الحدود مع أوروبا الشرقية وفنلندا.

وأضاف أنه "في حال نشر أعضاء آخرون في الناتو قوات وقدرات على الأراضي الفنلندية، فسنتّخذ إجراءات إضافية لضمان الأمن العسكري لروسيا بشكل موثوق به"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".

ولدى فنلندا حدود مع روسيا تمتد لمسافة 1300 كيلومتر، وهو ما يعني زيادة طول حدود الحلف مع روسيا إلى المثلين تقريباً، ودفعت الخطوة موسكو لإعلان أنها ستعزز قواتها في المناطق الحدودية.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال العام الماضي إن روسيا تتخذ "الإجراءات المضادة المناسبة" وستشكل 12 وحدة وفرقة في منطقتها العسكرية الغربية.

وتعتبر روسيا توسيع "الناتو" على حدودها تهديداً أساسياً لأمنها، وكان طموح أوكرانيا للانضمام إلى الحلف أحد الأسباب التي برّرت بها موسكو هجومها.

وتشير العقيدة الدبلوماسية الروسية الجديدة التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي إلى الغرب باعتباره يمثل "تهديداً وجودياً" يجب أن تواجه موسكو "هيمنته".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات