روسيا: الانسحاب من "نيو ستارت" عزز أمننا وعرقل الاستخبارات الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يلقي كلمة خلال الاجتماع السنوي لمجلس وزارة الدفاع في موسكو. 21 ديسمبر 2022 - REUTERS
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يلقي كلمة خلال الاجتماع السنوي لمجلس وزارة الدفاع في موسكو. 21 ديسمبر 2022 - REUTERS
موسكو/ دبي -رويترزالشرق

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الثلاثاء، إن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت" للحد من انتشار الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، أتاح لموسكو فرصاً جديدة لضمان أمنها، و"عرقل عمل الاستخبارات الأميركية"، فيما قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي "يعزز مخاطر توسع المواجهة" بين الطرفين.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في فبراير انسحاب روسيا من المعاهدة، وهي آخر معاهدة متبقية للحد من انتشار الأسلحة النووية بين القوتين العظميين. وقال مسؤولون روس إنه "من الحماقة مشاركة المعلومات المتعلقة بالقدرات النووية لروسيا مع الولايات المتحدة، التي يمكن أن تنقل هذه المعلومات إلى أوكرانيا".

وأضاف ريابكوف لقناة "روسيا 24" الإخبارية "حصلنا لأنفسنا على فرص إضافية لضمان أمننا".

عرقلة المخابرات الأميركية

وأوضح أن الولايات المتحدة تستخدم "أي قناة وأي نافذة للتعرف على طبيعة وضعنا العسكري"، لذا فإن تعليق عمليات التفتيش واتفاقيات مشاركة البيانات من خلال معاهدة نيو ستارت سيعرقل نشاط المخابرات الأميركية في جمع المعلومات".

وتقول روسيا إنها ستواصل الالتزام بالقيود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية النووية، التي يمكن نشرها بموجب معاهدة "نيو ستارت"، على الرغم من تعليق مشاركتها.

وتابع ريابكوف أنه على الغرب أن يأخذ في الحسبان قرار روسيا بنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس.

ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن ريابكوف قوله "على خصومنا أن يدركوا حقيقة ما يحدث حولهم. لا تصعدوا، لا تستفزونا".

واعتبر ريابكوف أن "ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إجراءات التحضير لقبول الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروس هو رد طبيعي ومنطقي على التحديات والمخاطر المتزايدة على أمننا والتي يشكلها التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة. لا ينبغي أن تكون هناك أوهام.. تمتلك روسيا مجموعة واسعة جداً من الوسائل لضمان الأمن".

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو "لا يمكن أن تكون غير مبالية بتصريحات السياسيين في الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى بشأن ضرورة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا". 

 وحمّل ريابكوف، واشنطن، مسؤولية ما أسماه بـ"انهيار" العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. كما أشار إلى الخطوة البريطانية المرتقبة بتزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المستنفد، مضيفاً أنها "ستكون أكبر خطوة تصعيدية".

وتطرق الدبلوماسي الروسي إلى انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قائلاً إن "أمن شمال أوروبا لن يزداد بعد تلك الخطوة بل سيضعف".

توسع المواجهة

وأضاف أن موسكو ستعلن ردها على انضمام فنلندا إلى الناتو "بطريقة هادئة، في الوقت المناسب"، مؤكداً امتلاك روسيا موارد عسكرية وإرادة لحماية سيادتها.

كذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي قوله، الثلاثاء، إن انضمام فنلندا للناتو "يعزز مخاطر توسع المواجهة"، مضيفاً أن الحلف يعمل على زيادة جاهزيته القتالية ويكثف أنشطته قرب حدود روسيا وبيلاروس.

وأكد شويجو أن الناتو "يعزز المسار المناهض لروسيا مما يؤدي إلى تصعيد الصراع"، لكنه "لن يؤثر على نتيجة العملية (العسكرية) الخاصة"، وهي التسمية التي تطلقها موسكو رسمياً على حملتها العسكرية في أوكرانيا.

وكشف الوزير الروسي أن الولايات المتحدة تدرس نقل صواريخ ATACMS إلى أوكرانيا، والتي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، مؤكداً أن القوات الروسية تستهدف الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية المرسلة إلى أوكرانيا، سواء في مواقع القتال أو أثناء نقلها.

وقال إن الضربات الدقيقة على المنشآت العسكرية الأوكرانية أدت إلى تعطيل إنتاج عدد من الأسلحة، وإمداد القوات المسلحة الأوكرانية بالذخيرة. وأوضح أن القوات الروسية دمرت 59 منظومة مدفعية من طراز "إم-777" و13 مدفعاً من طراز "بالادين" و14 منصة إطلاق "هيمارس" خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأضاف شويجو أن حملة التجنيد التي يقوم بها الجيش الروسي "تسير وفق المخطط"، وأشار إلى بدء تدريب الأطقم البيلاروسية، الاثنين، على إجراءات استخدام منظومة "إسكندر" في روسيا لحماية "دولة الاتحاد"، التي تضم موسكو ومينسك، مضيفاً أن قسم من الطائرات البيلاروسية الهجومية باتت قادرة على شن ضربات بمعدات تحمل أسلحة نووية.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، أصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأمر الذي وصفه أمين الحلف ينس ستولتنبرج بأنه "مناسبة تاريخية".

وأقيمت في مقر الحلف ببروكسل، مراسم انضمام الدولة الإسكندنافية، التي تتشارك مع روسيا حدوداً بطول 1300 كيلومتر، لتصبح العضو الـ 31 في الحلف، ما زاد الطول الإجمالي للحدود بين روسيا والحلف بمقدار الضعف تقريباً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات