إسرائيل تقصف غزة بعد اقتحام المسجد الأقصى.. ودعوات دولية لوقف التصعيد

time reading iconدقائق القراءة - 16
قوات الاحتلال الإسرائيلي تلقي القبض على سيدة فلسطينية من داخل باحات المسجد الأقصى بالقدس. 5 أبريل 2023 - AFP
قوات الاحتلال الإسرائيلي تلقي القبض على سيدة فلسطينية من داخل باحات المسجد الأقصى بالقدس. 5 أبريل 2023 - AFP
دبي/ القدس/ غزة-الشرقوكالات

قصفت طائرات إسرائيلية قطاع غزة، الأربعاء، بعد ساعات من اقتحام قوات إسرائيلية باحات المسجد الأقصى، والاعتداء على مصلين فلسطينيين، وسط تنديد دولي وعربي ودعوات لوقف التصعيد.

ونقلت "رويترز" عن إذاعة محلية فلسطينية قولها إن الضربات الإسرائيلية أصابت معسكري تدريب أحدهما في مدينة غزة والآخر في مخيم للاجئين.

وسمع دوي انفجارات غرب مدينة غزة، وذلك بعد أن استهدفت طائرات مسيرة لجيش الاحتلال موقع "أبوجراد" غرب مدينة غزة، إضافة لموقع "عرين" شمال شرق مخيم النصيرات وسط القطاع، بحسب تقارير محلية.

 ودوت صافرات الإنذار في محيط مستوطنات "غلاف غزة" في تحذير من إطلاق رشقة صاروخية من القطاع، عقب الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع في غزة.

وأطلق فلسطينيون عدة صواريخ على بلدات جنوب اسرائيل، الأربعاء، تزامناً مع مواجهات اندلعت في المسجد الأقصى بين فلسطينيين واسرائيليين.

وأكد مراسلو "فرانس برس" إطلاق 4 صواريخ على الأقل باتجاه الأراضي الفلسطينية من الحدود الشمالية لقطاع غزة.

وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن 6 صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه إسرائيل.

من جانبه، قال الجيش الاسرائيلي في بيان: "عقب التقارير السابقة عن إطلاق صافرات الإنذار في سديروت، أُطلقت 5 صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية، وتم اعتراضها جميعاً بواسطة منظومة الدفاع الجوي".

كما تابع البيان: "بعد إطلاق صافرات إنذار إضافية في محيط قطاع غزة، أُطلقت 4 صواريخ من قطاع غزة وسقطت في مناطق مفتوحة".

ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ حتى اللحظة.

وشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة "نصرة الأقصى".

اقتحام الأقصى

واقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي في المسجد الأقصى واعتدت على المصلّين المعتكفين في المسجد لإفراغه، وتم تسجيل إصابات متفاوتة بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة.

وشهدت ساحات المسجد الأقصى حالة من التوتر عقب انتهاء صلاة الفجر، حيث اقتحم ضباط الاحتلال وعناصر شرطة الاحتلال ساحات الحرم.

وقامت قوات الاحتلال بمهاجمة المصلين بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية بعد انتهاء صلاة الفجر.

وقال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة ناجح بكيرات، في تصريحات إعلامية، إن هناك "أكثر من 200 مصاب جراء اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى".

ونقل نادي الأسير الفلسطيني عن "مركز معلومات وادي حلوة - القدس" حديثه عن أن حصيلة الاعتقالات من المسجد الأقصى تجاوزت 200 معتقل، فيما تحدثت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن 400 معتقل.

ونقلن "رويترز" عن شهود قولهم إن مئات المصلين لبوا دعوة من القوى والفصائل الفلسطينية للاعتكاف في الأقصى للتصدي لدعوات جماعات يهودية لاقتحام المسجد، الأربعاء، بمناسبة الأعياد اليهودية.

وأدت الاحتكاكات في مجمع المسجد الأقصى إلى اندلاع أعمال عنف في السنوات القليلة الماضية.

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة والقدس خلال العام الماضي، وهناك مخاوف من تصاعد التوتر هذا الشهر، مع تزامن شهر رمضان مع عيد الفصح عند اليهود وعيد القيامة عند المسيحيين.

منسق الأمم المتحدة مصدوم

وعبر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الأربعاء، عن صدمته لمشاهد "العنف" داخل المسجد الأقصى بعد اقتحام إسرائيلي جديد.
          
وقال وينسلاند، في بيان نشره مكتبه، إنه منزعج من "الضرب الواضح" الذي تعرضه له فلسطينيون على يد قوات الأمن الإسرائيلية والعدد الكبير للاعتقالات.
          
وأضاف المنسق الأممي أن الضروري الحفاظ على الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة، داعياً القادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التصرف بمسؤولية والامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر.



"نذير بإشعال الموقف"

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اقتحام المسجد الأقصى، واصفاً إياه بـ"تصرفات غير مسؤولة".

ونقل بيان للجامعة العربية عن أبو الغيط دعوته للمجتمع الدولي، ممثلاً في أعضاء مجلس الأمن، إلى "التحرك بسرعة من أجل دفع إسرائيل لوقف هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بإشعال الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وطالب أبو الغيط الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن هذه "الأعمال الاستفزازية"، محذراً من مغبة تصدير الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل إلى الشعب الفلسطيني".

وشدد الأمين العام على أن ما سماها "التوجهات المتطرفة" التي تتحكم في سياسة الحكومة الإسرائيلية سوف تقود إلى مواجهات واسعة مع الفلسطينيين إذا لم يوضع حد لها.

وأعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، بعد دعوة أردنية بالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والمصري.

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي الاقتحام وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة لما وصفتها بهذه "الاعتداءات المدانة"، بحسب قناة (الإخبارية) السعودية.

الخطوط الحمراء

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة سلطات الاحتلال الإسرائيلي من "تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير".

وقال أبو ردينة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن "ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات، كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يمثل حرباً شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي ستشعل الحرائق في المنطقة".

وأضاف: "نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي ستكون له نتائج خطيرة على الجميع".

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بـ"عدم الوقوف متفرجة على هذه الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية"، مشدداً على أن "القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب ألا يخطئ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته".

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ما جرى في القدس بأنه "جريمة كبرى بحق المصلين"، وقال إن "إسرائيل لا تريد أن تتعلم من التاريخ أن الأقصى للفلسطينيين ولكل العرب والمسلمين، وأن اقتحامه شرارة ثورة ضد الاحتلال".

"اقتحام سافر"

وأدانت السعودية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى ووصفته بأنه "اقتحام سافر".

وقالت وزارة الخارجية السعودية، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن "المملكة إذ تدين هذه الاقتحام السافر، لتعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية، مجددةً التأكيد على موقفها الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".

"مشاهد بغيضة"

وفي القاهرة، أدانت وزارة الخارجية المصرية "بأشد العبارات اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية".

واعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أن "مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية على مستوى العالم".

وطالبت مصر السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات، محملة إسرائيل، باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال، "مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين".

كما طالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.

"انتهاك صارخ"

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية، إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه.

ووصف الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي ما حدث، في بيان، بأنه "يعد انتهاكاً صارخاً وتصرفاً مداناً ومرفوضاً"، مطالباً إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.

وحذر المجالي من مغبة هذا "التصعيد الخطير"، وحمّل إسرائيل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد، الذي قال إنه "يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم".

احترام الوضع التاريخي للقدس

كما عبر المغرب، عن إدانته "الشديدة" لاقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، حسبما ورد في بيان الخارجية المغربية. 

وشدد بيان الخارجية المغربية، على ضرورة "احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة، والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة".

وأكدت المملكة المغربية، رفضها الممارسات الإسرائيلية، واعتبرتها "لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا تعقيداً وتوتراً، وتقوض جهود تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة". 

كما أدانت كل من سلطنة عمان، وقطر، واليمن، والكويت، ما اعتبرته "تصعيداً خطيراً"، مع مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التدخل لردع "الأفعال الاستفزازية الإسرائيلية".

في المقابل، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد إسرائيل "بالحفاظ على حرية العبادة وحرية الوصول إلى جميع الأديان".

وشدد نتنياهو أيضاً على التزام إسرائيل بالوضع الراهن في الحرم القدسي، قائلاً إنها "لن تسمح للمتطرفين العنيفين بتغييره"، وفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلي.

دعوات دولية

ودعت ألمانيا إلى تجنب التصعيد بعد صدامات عنيفة جرت ليلًا في الحرم القدسي بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت مئات منهم.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوفر بورجر في مؤتمر صحافي: "كلّ من له تأثير على الوضع لديه مسؤولية عدم صبّ مزيد من الزيت على النار وبذل كل ما في وسعه لتهدئة الوضع".

في بريطانيا، قال وزير شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية طارق أحمد إن بلاده تشعر بالصدمة من اقتحام الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

وحذر الوزير البريطاني على تويتر من أن "العنف لا يؤدي إلا لمزيد من العنف"، مؤكداً على ضرورة احترام الأماكن المقدسة.

ولقيت الممارسات الإسرائيلية إدانة من تركيا أيضاً، حيث نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزارة الخارجية القول إن الهجوم على المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان أمر "غير مقبول".

ودعت تركيا حكومة إسرائيل إلى الوقف الفوري لجميع "الأعمال الاستفزازية" والهجمات التي قد تؤدي لتأجيج التوترات في المنطقة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات