رست سفينة مراقبة صينية يمكنها تتبع إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية في ميناء ديربان على الساحل الشرقي لجنوب إفريقا هذا الأسبوع، وذلك بحسب "بلومبرغ"، بعد أقل من شهرين من إثارة جنوب إفريقيا غضب دول غربية بسبب إجراء مناورات بحرية مع الصين وروسيا.
وأثار وجود السفينة "يوان وانج 5"، التي تتجه الآن غرباً وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، قلقاً في السابق بين المنافسين الجيوسياسيين للصين. وفي أغسطس من العام الماضي، اعترضت الهند عندما سمحت سريلانكا للسفينة بالرسو في ميناء هامبانتوتا.
"تحذير أميركي"
بحسب تقرير "بلومبرغ"، فقد يزيد رسو السفينة من مخاوف اقتراب جنوب إفريقيا من الصين وروسيا، على الرغم من أن الجزء الأكبر من إجمالي تجارتها مع الدول الغربية. وتُعد الصين أكبر شريك تجاري منفرد لجنوب إفريقيا، لكن تدفقاتها مع روسيا لا تكاد تُذكر.
وقال كوبوس ماريه عضو التحالف الديمقراطي الذي يُعد حزب المعارضة الرئيسي في جنوب إفريقيا "نحن لا نفكر أبعد من أطراف أنوفنا حول العواقب المستقبلية، إنه مصدر قلق. لماذا ترسو، ولماذا هي موجودة؟".
وفي 3 أبريل، انتقد حزب التحالف الديمقراطي، قراراً بالسماح للسفن الحربية الإيرانية بالرسو في كيب تاون.
وقال الحزب في بيان "تظهر حكومة المؤتمر الوطني الإفريقي بنشاط أنها لم تعد تعمل لصالح البلاد"، وحذر من أن البلاد تخاطر بالعقوبات الغربية، مستشهداً بمذكرة شفهية أرسلتها السفارة الأميركية في جنوب إفريقيا إلى لجنة العلاقات الدولية البرلمانية في البلاد.
وتضمنت تلك المذكرة تحذيراً من أن الكيانات والأفراد الذين يقدمون خدمات للسفن الخاضعة للعقوبات قد يتعرضون لخطر العقوبات من السلطات الأميركية.
انتقادات
الرئاسة في جنوب إفريقيا ذكرت أنها لا تتعقب رسو السفن على أساس يومي، وأحالت الاستفسارات إلى وزارة الدفاع وهيئة تشغيل الميناء الحكومية.
وواجهت جنوب إفريقيا انتقادات من الولايات المتحدة وحلفائها لرفضها إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا وإجراء المناورات البحرية مع العديد من السفن الروسية والصينية قبالة ساحلها الشرقي في فبراير خلال الذكرى الأولى لاندلاع الصراع.
وبحسب "بلومبرغ"، تدرس بريتوريا حالياً ما إذا كانت ستسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحضور قمة كتلة "بريكس" التي ستستضيفها في أغسطس.
وفي 15 مارس، دافعت وزيرة الدفاع في جنوب إفريقيا ثاندي موديس عن قرار الحكومة بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة "بلوي تكنولوجيز"، وهي شركة تجارية عسكرية صينية.
وقالت للمشرعين إن الشراكات مع الشركات الأجنبية ستعزز صناعة الدفاع في جنوب إفريقيا.
"موقف محايد"
جنوب إفريقيا اتخذت موقفاً محايداً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من عام، رافضة الانضمام إلى الدعوات الغربية لإدانة موسكو.
وخلال يناير الماضي تحدث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في زيارة إلى بريتوريا عن "أمور مزعجة" بشأن العلاقات بين جنوب إفريقيا وروسيا.
كما أعربت آنذاك المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، لدى سؤالها عن المناورات العسكرية المشتركة عن "قلق الولايات المتحدة".
في المقابل، قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، بعد اجتماع مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف في بريتوريا خلال يناير، إن "جميع الدول تجري تدريبات عسكرية مع أصدقائها".
اقرأ أيضاً: