بدأ وفدان من السعودية وسلطنة عمان، الأحد، محادثات مع الحوثيين في اليمن، في زيارة نادرة للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتأتي في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام.
وذكرت وكالة "سبأنت" التابعة للحوثيين، الأحد، أن رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، التقى في صنعاء أعضاء الوفدين اللذين وصلا صنعاء في ساعة متأخرة من مساء السبت، وخلال اللقاء "ثمن جهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها في تحقيق السلام المشرف".
وأضاف الوكالة، نقلاً عن المشاط أن الجانبين "سيتفاوضان بشأن وقف الأعمال العدائية، ورفع الحصار عن الموانئ اليمنية".
فتح الموانئ
وقالت مصادر لـ"رويترز"، إن المحادثات تركز على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع رواتب الموظفين العموميين، وجهود إعادة الإعمار، وإطار زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وتشير الزيارة إلى إحراز تقدم في مشاورات تجري بوساطة عمانية بين الرياض وصنعاء، وبالتوازي مع جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.
وتأتي هذه الزيارة في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه "حل سياسي" يسدل الستار الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بحياة مئات الآلاف.
وكان وفد من سلطنة عمان بدأ، السبت، زيارة إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن وساطة تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن، وكذلك إحياء عملية السلام.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، إن مطالب جماعته "رفع الحصار بشكل كامل، وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز، وخروج القوات الأجنبية من اليمن، والتعويضات وإعادة الإعمار".
هدنة ثم محادثات
مصادر حكومية يمنية، حسبما نقلت "فرانس برس"، أفادت بأن أعضاء مجلس الرئاسة اليمني وافقوا أخيراً على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية بعد مباحثات "سعودية - حوثية" برعاية عُمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقوم التصور السعودي وفقاً للمصادر، على الموافقة على هدنة لمدة 6 أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة 3 أشهر بشأن إدارة المرحلة الانتقالية التي تستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض على الحل النهائي بين كل الأطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى، خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق، وبينها مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
في هذا السياق، حثّ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج، الإيرانيين، على "أن يظهروا حقاً أنهم يحدثون تحولاً إيجابياً في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وكان ليندركنج زار سلطنة عمان في الأسابيع الماضية.
وفي مؤشر إيجابي على إمكانية حدوث تقدم في جهود السلام، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين، عبد القادر المرتضى، السبت، وصول 13 أسيراً إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقتٍ سابق.
والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية التوصّل خلال مفاوضات في سويسرا بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى اتّفاق على تبادل 887 أسيراً.
اقرأ أيضاً: