ماكرون يتمسك بتصريحاته: التحالف مع واشنطن لا يعني "التبعية" لها

time reading iconدقائق القراءة - 5
مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أمستردام، 12 أبريل 2023 - Bloomberg
مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أمستردام، 12 أبريل 2023 - Bloomberg
امستردام-أ ف ب

شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، خلال زيارة إلى هولندا، على أنّ التحالف مع الولايات المتّحدة لا يعني "التبعية" لها، مؤكّداً تمسّكه بتصريحات مثيرة للجدل أدلى بها بشأن تايوان.

وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في أمستردام "أن تكون حليفاً لا يعني أن تكون تابعاً... ولا يعني أنّه لم يعد من حقّك أن يكون لك تفكيرك الخاص".

وأضاف ماكرون، في ختام زيارة رسمية استمرت لمدة يومين، أنّ "فرنسا تؤيّد الوضع القائم في تايوان... وتؤيد سياسة الصين الواحدة والتوصّل لتسوية سلمية للوضع".

وكان الرئيس الفرنسي قد أثار الجدل في الولايات المتّحدة وأوروبا بدعوته الاتّحاد الأوروبي إلى ألا يكون "تابعاً" لواشنطن أو بكين في قضية تايوان.

وشدد ماكرون على أن "موقف فرنسا والأوروبيين هو نفسه بالنسبة لتايوان: نحن مع الوضع القائم"، وأضاف "هذه السياسة ثابتة ولم تتغيّر". 

ترمب يهاجم ماكرون

ودخل على خط انتقاد ماكرون الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي شنّ هجوماً لاذعاً على الرئيس الفرنسي. وقال ترمب إنّ "ماكرون، وهو صديق، يتذلّل للصين".

وتعليقاً على ما قاله ترمب، اكتفى ماكرون بإبداء أسفه لما بدر من الملياردير الجمهوري، معتبراً أنّه يساهم في "تصعيد" الموقف.

ورداً على هذه التصريحات المسيئةـ قال ماكرون "عندما كان (ترمب) رئيساً لم أكن أعلّق على تصريحاته، لن أفعل ذلك اليوم بعدما لم يعد رئيساً". 

وأكّد مصدر دبلوماسي فرنسي الأربعاء أنّ باريس حليف "موثوق به" لواشنطن لكنها ليست "تابعة" لها، وذلك تعليقاً على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس إيمانويل ماكرون حول هذه المسألة.

وقال المصدر: "نحن لسنا من أتباع الولايات المتّحدة لسبب بسيط وهو أن الرئيس يريد السيادة الأوروبية"، مضيفاً "نحن حلفاء للولايات المتحدة، موثوق بهم وأقوياء وملتزمون، لكنّنا حلفاء نتّخذ قراراتنا بأنفسنا".

دعوة للاستيقاظ

وحضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوروبا، على تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة مع الصين بشأن تايوان، وذلك في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأميركية، على متن طائرته الرئاسية، خلال رحلة العودة من زيارة إلى الصين استغرقت 3 أيام التقى خلالها الرئيس شي جين بينج.

وفي مقابلة أخرى مع صحيفة "ليزيكو" (Les Echos) الاقتصادية الفرنسية، دعا ماكرون أوروبا (الاتحاد الأوروبي) إلى "الاستيقاظ"، مضيفاً "أولويتنا ألّا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم".

وحث ماكرون على أن يكون "الاستقلال الاستراتيجي" هو "معركة أوروبا"، محذراً من أن "تسارع الاحتكار الثنائي"، الصيني الأميركي، قد يؤدي إلى خسارة "الوقت والوسائل لتمويل" هذا "الاستقلال الاستراتيجي". 

واعتُبرت هذه التصريحات تباعداً عن واشنطن في حين أنّ الولايات المتحدة منخرطة بشكل كبير إلى جانب أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها.

وشدّد المصدر الدبلوماسي على عدم تضاؤل اهتمام فرنسا بالتوترات بشأن تايوان في وقت أجرت فيه الصين تدريبات عسكرية في إطار تشديد الضغوط على الجزيرة.

حل سلمي

وكانت بكين قد اعتبرت أنّ اللقاء الذي جمع رئيسة تايوان تساي إينج-وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي ينطوي على تهديد.

وتابع المصدر "لم يقل الرئيس إننا غير مهتمّين بأمن تايوان، ولم يقل إننا لن نكون حاضرين للدفاع عن (إبقاء) منطقة المحيطين الهندي والهادئ مفتوحة".

وأضاف أن فرقاطة فرنسية عبرت مضيق تايوان بالتزامن مع التدريبات العسكرية الصينية.

ورداً على أولئك الذين اعتبروا أن ماكرون يحمل بتصريحاته الأميركيين المسؤولية الأكبر عن التوترات في المنطقة، قال الدبلوماسي الفرنسي إن "ماكرون يعلم أن نظيره الأميركي جو بايدن لا يريد الحرب".

وتابع أن ماكرون خلال زيارته الصين الأسبوع الماضي "أبلغه شي جين بينج بأنه يؤيد حلاً سلمياً وبأنه ليس مستعجلاً في ملف تايوان".

وندد المصدر بـ"كلمات بذيئة" وجّهها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لماكرون بعد زيارة الرئيس الفرنسي للصين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات