قالت وزارة الخارجية السعودية، السبت، إن الوفد السعودي الذي زار صنعاء بحث العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني ووقف إطلاق النار والحل السياسي الشامل في اليمن، معتبرةً أن اللقاءات والنقاشات "اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية".
وأفادت الوزارة في بيان، بأن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر "عقد ما بين 8 إلى 13 أبريل الجاري مجموعةً من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات مُتعمّقة في العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني".
ولفتت إلى أن المناقشات تطرقت أيضاً إلى "إطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن"، مشيرةً إلى أن "تلك اللقاءات والنقاشات اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية".
استمرار اللقاءات
وأفادت الخارجية السعودية بأنه "نظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات، فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول، من جميع الأطراف اليمنية".
وذكرت أن تلك اللقاءات جاءت "امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021، وللأجواء الإيجابية التي وفرتها الهدنة الإنسانية في اليمن، التي أعلنتها الأمم المتحدة في تاريخ 2 أبريل 2022".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية اليمنية بالبيان السعودي، مؤكدةً "دعم جهود المملكة العربية السعودية وكافة المساعي الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الانقلاب وإيقاف الحرب وتحقيق السلام العادل والمستدام"، و"الوصول إلى حل سياسي شامل ودائم مبني على المرجعيات المتفق عليها"، بحسب وكالة الأنباء اليمينة.
تبادل الأسرى
يأتي ذلك فيما بدأت في اليمن، الجمعة، عملية تبادل تشمل مئات الأسرى بين أطراف النزاع، وسط جهود دبلوماسية لحل النزاع. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عملية تبادل للأسرى تشمل نحو 900 محتجز وتستمر أياماً عدة.
وأعلن المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، وصول 19 أسيراً من قوات التحالف إلى الرياض، السبت، من بينهم 16 أسيراً سعودياً و3 أسرى سودانيين، وذلك في إطار عملية تبادل الأسرى مقابل إطلاق سراح 250 أسيراً من الحوثيين غادروا مطار أبها الدولي إلى صنعاء، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر إن "طائرتنا القادمة من صنعاء وصلت إلى مطار الرياض، وعلى متنها 20 محتجزاً سابقاً"، لافتةً إلى "الفرحة العارمة التي تجتاهم بالوصول إلى ديارهم ولقاء من يحبون".
كما أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الإيراني على تويتر، وصول الدفعة الثانية من الأسرى والتي تضمنت العميد الركن محمد محمد عبدالله صالح، والنقيب عفاش نجل العميد طارق محمد عبد الله صالح واللذين وصلا إلى الرياض بعد قرابة 5 سنوات من الاحتجاز في معتقلات الحوثيين، بالإضافة إلى 18 أخرين.
واعتبر الإرياني أن "التقدم المُحرز في عملية تبادل الأسرى والمختطفين خطوة إيجابية طال انتظارها على طريق بناء الثقة وإبداء حسن النوايا"، لافتاً إلى أنها "أعادت روح التفاؤل في نفوس ملايين اليمنيين بإمكانية صناعة السلام".
وكان المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية في مفاوضات الأسرى ماجد فضائل، قال عبر تويتر، السبت، إن اليوم الثاني من عملية التبادل ستكون عبر مطارات "المخا- صنعاء"، و"أبها- صنعاء" و"صنعاء- الرياض".
وأضاف: "ستكون عبر 6 رحلات طيران من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، وتابع: "في الأخير ستكون هناك رحلتين من مطار أبها إلى صنعاء لنقل إجمالي 250 محتجزاً حوثياً".
زيارة صنعاء
وجاءت هذه التحركات بعد أيام من زيارة وفدين من السعودية وسلطنة عُمان صنعاء، لإجراء محادثات تركز على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع رواتب الموظفين العموميين، وجهود إعادة الإعمار، وإطار زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
واستقبل رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، في القصر الرئاسي بصنعاء، الأحد الماضي، أعضاء الوفدين لإجراء محادثات في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام.
من جهته، قال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، الاثنين الماضي، إنه يزور العاصمة صنعاء مع وفد من سلطنة عُمان، بهدف بحث "تثبيت الهدنة"، والوصول إلى "حل سياسي شامل ومستدام".
وأضاف السفير السعودي عبر تويتر، أن الزيارة تأتي "استمراراً لجهود المملكة في إنهاء الأزمة اليمنية، ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في عام 2021".
وأوضح: "أزور صنعاء بحضور وفد عماني بهدف تثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن".