وثائق مُسرّبة تكشف عن نوع خارق من طائرات التجسس الصينية

time reading iconدقائق القراءة - 6
زوار يتفقدون طائرة مسيرة مسلحة شبحية تستخدم لمهام الاستطلاع في معرض ببكين. 12 أكتوبر 2022 - REUTERS
زوار يتفقدون طائرة مسيرة مسلحة شبحية تستخدم لمهام الاستطلاع في معرض ببكين. 12 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

كشف تقييم عسكري أميركي مُسرّب أن الجيش الصيني بات قادراً على أن ينشر قريباً طائرات تجسس مُسيّرة تحلق على ارتفاعات شاهقة بسرعة تزيد عن "ثلاثة أضعاف سرعة الصوت"، في تطوّر من شأنه أن يُعزز إلى حد كبير قدرة الصين على إجراء عمليات المراقبة، وفقاً لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست".
 
وأظهرت وثيقة سرية أصدرتها الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أن الجيش الصيني يحقق تطورات تقنية يمكن أن تساعده في "استهداف سفن حربية أميركية" قرب تايوان، وقواعد عسكرية في المنطقة.

وتحتوي الوثيقة على صور مُلتقطة بالأقمار الصناعية بتاريخ 9 أغسطس، تظهر طائرتي استطلاع مُسيرتين بمحركات تعمل بالدفع الصاروخي طراز "دبليو زد-8" في قاعدة جوية في شرق الصين، تبعد 350 ميلاً تقريباً من شنغهاي.

ويمثل هذا النوع من الطائرات المُسيرة نظاماً متطوراً للمراقبة يُمكن أن يساعد الصين على جمع بيانات خرائط فورية، لاستخدامها في وضع استراتيجيات أو تنفيذ هجمات بالقذائف في صراع مستقبلي، وفقاً لـ"واشنطن بوست".

ويقول تقييم الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية إن الجيش الصيني أنشأ "بصورة شبه مؤكدة"، أول وحدة طائرات مُسيرة في القاعدة التابعة لقيادة المسرح العملياتي الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، وهي المسؤولة عن تنفيذ مطالب بكين بالسيادة على تايوان.

وقالت "واشنطن بوست" إنها عثرت على التقييم الخاص ببرنامج طائرات "دبليو زد-8" المُسيرة ضمن مجموعة صور لملفات سرية (وثائق البنتاجون) يشتبه أن عضواً في الحرس الوطني الجوي الأميركي نشرها على تطبيق "ديسكورد". 

ورفض البنتاجون التعليق على الأمر، كما لم ترد وزارة الدفاع الوطني الصينية على طلب الصحيفة للتعليق.

وأضافت الصحيفة أن المجموعة تضم وثائق أخرى تكشف عن عدد من التسريبات المتعلقة بـ"عمليات التجسس الصينية، وتحديث الجيش الصيني، تشمل معلومات استخباراتية تكشف عن وجود المزيد من مناطيد التجسس الصينية"، وتقييماً يفيد بأن تايوان "ليست مستعدة لمنع السيطرة الجوية المبكرة للصين في حال الغزو".

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وليام بيرنز، قال في وقت سابق إن الرئيس الصيني، شي جين بينج، أصدر تعليمات لجيش بلاده "بالتأهب لغزو تايوان بحلول عام 2027"، ولكن ذلك لا يعني أنه سيأمر بشن هجوم في ذلك الوقت.

وكشفت الصين عن الطائرة المُسيرة "دبليو زد-8" في عام 2019، أثناء الاحتفالات بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية التي يديرها الحزب الشيوعي. واعتقد بعض المحللين أن الطائرة المذكورة باتت جاهزة للتشغيل، بحسب الصحيفة.

مسارات محتملة

تقييم الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية، تضمن مسارات محتملة لطائرات "دبليو زد-8"، وأيضاً مسارات الطائرة الحربية "إتش-6"، التي تُستخدم لإطلاق الطائرات المُسيرة. 

وأوضح التقييم أن الطائرة الحربية ستحلق بعد الإقلاع من قاعدتها الجوية قبالة الساحل الشرقي للصين قبل إطلاق الطائرة المُسيرة الشبح، التي يُمكنها بعد ذلك دخول المجال الجوي التايواني أو الكوري الجنوبي على ارتفاع 100 ألف قدم وبسرعة تفوق سرعة الصوت بثلاثة أضعاف.

وعلى الرغم من أن الوثيقة لم توضح أي تفاصيل بشأن محرك الطائرة المُسيرة، لكنها ذكرت أن خصائص المحرك "ترتبط بشكل أساسي بوقود الصواريخ"، وفقاً لـ"واشنطن بوست".

الوثيقة احتوت أيضاً على خريطة مسارات مُتوقعة للطائرات المُسيرة مصنفة على أنها "غير موثوقة بالضرورة". وتوضح الخرائط السبل التي يُمكن أن تجمع بها الكاميرات وأجهزة الاستشعار "الكهروضوئية" المتواجدة في الطائرة المعلومات الاستخبارية من تايوان، والجانب الغربي من كوريا الجنوبية، الذي يتضمن العاصمة سول.

ونقلت الصحيفة عن تشي لي-بين، مدير قسم أبحاث أنظمة الطيران في "معهد تشونج شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا" التابع للجيش التايواني، قوله إن "الاستخدام الأساسي للطائرة المُسيرة لن يكون ضد تايوان، إنما ضد الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية في المحيط الهادئ". 

وأضاف تشي أن "الطائرة لا تبدو في الوقت الراهن مصممة لشن هجمات"، مشيراً إلى أن إجراء تعديلات ربما يمكنها من شن ضربات في المستقبل. وتوقع أن "من الصعب رصدها واعتراضها"، محذراً من أن "الأنظمة الحالية لأسلحة جو- جو الأميركية ليست جيدةً بما يكفي". 

ويرى دين تشينج، وهو باحث في "معهد بوتوماك للدراسات السياسية"، أن التسريبات تظهر أن الصين تطور قدرتها على مراقبة منطقة المحيطين الهندي والهادئ بأسرها. 

وأوضح تشينج، الذي لم يطلع على الوثائق أن "هذا لا يستهدف الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية فقط. إذ يجب على اليابان أن تشعر بالقلق حيال ذلك، وأيضاً الهند". وأضاف: "كل دول جنوب شرق آسيا يجب أن تشعر بالقلق حيال ذلك". 

ولفت تشينج إلى أن الصين تعمل على إنشاء مجموعة من الأنظمة المتطورة للاستخدام العسكري، مثل الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأسلحة مضادة للأقمار الصناعية. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات